لندن - "الحياة" - ذات يوم، حين سمع جيم كاري همسة تومي لي جونز في اذنه: "انت لست أكثر من فنان كاباريه، أما أنا فمن خريجي فن التمثيل الكلاسيكي الراقي"، قرر ان يؤكد للجميع انه بدوره، فنان كبير. وبدأ يبحث عن ادوار تعزز تأكيده هذا. واليوم ينتظر جيم كاري البدء بعرض فيلمه الجديد "انسان فوق القمر" بدءاً من اسبوع الميلاد المقبل، ليعرف ماذا اذا كان كسب رهانه حقاً. قبل هذا كان، بالطبع، فيلم "استعراض ترومان" الذي قدم فيه جيم كاري اداء يستحق جائزة الاوسكار. ولكن ترومان ظل ضمن الاطار المعتاد لأدوار كاري: الأبله السعيد المضحك والمخدوع. ومن قبل ذلك كان "رجل الكابل" لكنه كان فيه نمطياً في دور المهرج الشرير. منا هنا، يقول كاري، انه ينتظر نتيجة الانعطافة الجديدة التي يمثلها دور آندي كوفمان، الفنان الغريب المستفزّ والمشاكس الذي عرفته مسارح لوس انجليس وشاشات التلفزة في السبعينات، وكان ظاهرة ما بعدها ظاهرة. جيم كاري يلعب في الفيلم الجديد دور كوفمان، وهو دور يتطلب درجة عالية جداً من الاداء، لانه يتراوح بين الهزل والجد، الهامشية وولوج قلب المجتمع، ولأن آندي كوفمان كان في الوقت نفسه مثقفاً من طراز رفيع. فاذا اضفنا الى هذا ان مخرج الفيلم هو ميلوش فورمان، الذي كان اعطى جاك نيكلسون، اعظم ادواره - ثم جائزة الاوسكار - عن فيلم "واحد طار فوق عش الوقواق" ندرك لماذا يراهن جيم كاري على هذا الدور وعلى هذا الفيلم، ليقول للذين لم يقبضوه "بشكل جدي في البداية، انه ليس مهرجاً ابله، بل انه فنان صعب المراس ورائع الاداء ايضاً، ويمكنه ان يلمع حتى حين يكون من يديره مبدع من مبدعي الفن السابع في القرن العشرين. ومن هنا الحديث عن "الاوسكار" بشكل اكثر جدية هذه المرة. غير ان كاري لن يتوقف هنا، اذ ما ان تفيق الحياة السينمائية من صدمة "رجل فوق القمر" حتى يكون فيلمه التالي "انا وانا نفسي وآيرين" قد عرض، او يكاد. وهذه المرة ايضاً يراهن جيم كاري مراهنة مزدوجة: من ناحية على دوره المزدوج المستقى - من بعيد - من "اسطورة الدكتور جايكل ومستر هايد"! ومن ناحية ثانية على كون الفيلم من اخراج طفلي هوليوود الرهينين الاخوين فاريللي، اللذين سبق لهما ان اعطيا كاميرون دياز مجداً كبيراً عبر فيلم "كل شيء عن ماري" واثبتا ان ثمة مكاناً واسعاً امام الافلام الكوميدية الجدية في ساحة اليوم السينمائة. اذن، في انتظار عرض الفيلمين، يبدي جيم كاري بعض القلق، لكنه في الوقت نفسه لا يخفي ثقته بالوصول الى عرش فني، بعد ان وصل خلال السنوات السابقة الى عرش جماهيري والى المرتبة الاولى في قائمة اعلى نجوم هوليوود اجراً.