اشتهرت الاميركية رينيه زيلويغر RENEE ZELLWEGER في العام 1996 بفضل دورها المميز في "جيري ماغواير" الذي شاركت بطولته مع توم كروز وحصلت بفضل ادائها على جوائز اميركية واوروبية عدة من بينها لقب "أحسن ممثلة خارقة" الذي تمنحه سنوياً جمعية النقّاد الاميركيين لممثل او ممثلة في دور متفوق. وتوالت البطولات بعد ذلك في حياة هذه الفنانة الشابة، وها هي الآن في مطلع خريف العام 2000 تشهد اسمها يلمع فوق لافتات ثلاثة من اكبر افلام الموسم السينمائي المقبل وهي: "انا ونفسي وآرين" حيث تتقاسم البطولة مع الفكاهي الفذ جيم كاري، و"الأعزب"، و"الممرضة بيتي" الحائز في مهرجان "كان" الاخير على جائزة احسن سيناريو. "الوسط" التقت رينيه زيلويغر وحادثتها. كيف كان عملك مع توم كروز علماً انه من ألمع نجوم السينما العالمية، وقد فتح امامك باب الشهرة اثر ظهورك في فيلم "جيري ماغواير" الى جواره؟ - كنت متأثرة اساساً لمجرد فكرة الظهور في لقطات مشتركة معه خصوصاً ان بعضها تضمن مواقف عاطفية حميمة. لم اكن اعرف حينذاك ان دوري في هذا العمل كان سيجلب لي الشهرة والجوائز، ولم افكر في ذلك بل فكرت فقط في امكانية التمثيل على مستوى كروز نفسه، بحيث لا يتميز الفيلم بعيب واضح في تركيبته الفنية. واتضح لي ان توم كروز على عكس ما سمعت سابقاً، يتمتع بروح مهنية متفوقة جداً ويضع مصلحة العمل فوق اي اعتبارات اخرى فيترك نجوميته على باب الاستوديو في بداية كل يوم من ايام العمل ولا يستعيدها الا وهو يخرج في آخر النهار. اعني انه يعامل غيره، سواء من الممثلين او التقنيين، ببساطة كبيرة ويحاول مساعدتهم على انجاز مهامهم عن طريق التزام الموقف المهني المثالي في كل الحالات. لم اشعر لحظة واحدة انني كنت اواجه توم كروز بل شخصية جيري ماغواير خطيبي في الفيلم، والفارق شاسع بينهما مثلما كنت ألاحظ كلما التقيت توم خارج الاستوديو فهو يتصرف مثل توم كروز النجم العالمي البارد المتزوج من اجمل امرأة في الكون نيكول كيدمان. واعترف ببساطة ان توم لعب دوره في نجاح الفيلم وفي نجاحي انا الشخصي امامه وحصولي في ما بعد على تقدير النقّاد والجمهور أينما عرض الشريط. هل تغيّرت طريقتك في مواجهة العمل مع كبار النجوم بعد تجربتك مع توم كروز؟ - تضحك لا ابداً، ولا ازال متأثرة بنجومية الاشخاص الذين اجد نفسي امامهم في السينما. فأنا مثلاً كنت مرتبكة جداً بسبب مشاركتي في المواقف الفكاهية في فيلم "انا ونفسي وآرين" مع جيم كاري. ان جيم عبارة عن بهلوان حي لا يكفّ عن التصرّف وكأنه فوق الحلبة في السيرك الى درجة ان محيطه لا يعرف متى المزاح ومتى الجدّ. ان كاري لا يستطيع التوقف وهذه مشكلة فعلية تمنع الناس من معرفة حقيقته. وانا اعتبر نفسي جديرة بشهادة تقديرية عن دور الى جواره اكثر من استحقاقي الجوائز عن عملي مع توم كروز. واقصد ان جيم كاري يعمل وكأنه وحده ولا يبالي بما يفعل غيره من حوله. حدّثينا عن فيلم "الممرضة بيتي" الحاصل على جائزة افضل سيناريو في "كان" 2000. - يحكي السيناريو كيف تُصاب امرأة شابة بصدمة عاطفية وعقلية كبيرة اثر مشاهدتها مقتل زوجها بطريقة عنيفة جداً، فتهرب من الواقع عبر شاشة التلفزيون وتتخيل انها بطلة احد المسلسلات الروائية المبنية على حكاية حب ساذجة بين طبيب وسيم وفتاة مثالية. وانطلاقاً من هذه الفكرة تتصرف هذه المرأة بشكل جنوني في نظر الغير وتطارد الممثل الذي يؤدي دور الطبيب في الحلقات معتقدة انه حبيبها وانه يمارس الطب وليس التمثيل فتدمّر له حياته من دون ان تدري، وكل ذلك في اثناء قيام قاتل زوجها بمطاردتها لاغتيالها بسبب رؤيتها الجريمة الاصلية. والطريف ان المجرم، مع مرور الوقت ومع عجزه التام عن العثور عليها، يقع في غرامها عن بعد ويتحول الى شاعر عاشق يسمع اغنيات زمان ويردد القصائد في ضوء القمر ممسكاً مسدسه، وهنا اسمح لي ان اقول، كوني عملت مع احد اكبر الممثلين وهو مورغان فريمان في دور القاتل العاشق، انه نادراً ما شهدت مثل هذا التحوّل امام الكاميرا عند فنان، ولولا ان لقطاته في الفيلم لم تجمعني معه الا في النهاية، لكنت اضطررت الى اعادة كل مشهد مرات ومرات من كثرة الضحك. انت تفضّلين العمل في الافلام الكوميدية عموماً أليس كذلك؟ - لا ابداً، والصدفة هي التي شاءت ان تكون افلامي الثلاثة الاخيرة فكاهية ما يعطي عني انطباع الممثلة الكوميدية. ولكن "جيري ماغواير" و"سعر اغلى من الروبي" و"شيء واحد حقيقي" وغيرها من اعمالي السينمائية السابقة ليست كوميدية وتنتمي الى الوان اخرى مثل الدراما والاثارة والمغامرات والجريمة. وانا حقيقة لا افضّل اي لون عن غيره طالما ان الدور المطروح عليّ يسمح بتحقيق ذاتي فنياً وبتقديم ما هو جديد للجمهور. ما هي مشاريعك الآنية؟ - الاقامة في لندن ستة شهور من اجل تصوير فيلم جديد تدور أحداثه في العاصمة البريطانية. والعملية بمثابة تحدٍ امامي لأنني سأضطر الى تعلّم اللكنة البريطانية حتى امثّل شخصية امرأة انكليزية مئة في المئة. وانا اميركية بحتة من ولاية تكساس. حدّثينا اذن بهذه اللكنة... - لا ربما في لقاء آخر بعدما أكون قد مثّلت في الفيلم. يُقال عنك انك لطيفة جداً دائماً ومع الجميع، هل هذا واقع ام سمعة مبنية على شيء محدّد؟ - هنا أنت قد جرّبتني في لقاء صحافي، وأترك لك حرية الرأي بهذا الصدد او إسأل اشخاصاً يعرفونني، فأنا أجد صعوبة في الردّ على هذا السؤال