الحقيقة التي لا جدال عليها في التفاح هي أنه يعج بالفوائد، الى درجة أن هناك مثلاً انكليزياً مأثوراً يقول: تفاحة واحدة في اليوم تبعد الطبيب عن المنزل. وفي الواقع فإن فوائد التفاح كثيرة، ومنها: الوقاية من الأفعال المدمرة للجذور الحرة، فمئة غرام من التفاح الطازج تعادل فعل 1500 ملغ من الفيتامين "ث" المشهور بمعاداته للمركبات الكيماوية الضارة بالجسم. طبعاً التفاح يحتوي على الفيتامين "ث" لكن بكمية ضئيلة لا تتجاوز الخمسة مليغرامات في كل 100 غرام من التفاح. ان الأثر الواقي للتفاح ضد الجذور الحرة يعود الى محتواه من الفيتامين "ث" اضافة الى مركبات الفينول. يساهم التفاح في الوقاية من السرطان، فالأبحاث الحديثة بينت أن التركيب المتوازن للتفاح له وزنه في درء شر بعض أنواع السرطانات. وتؤكد تجارب فريق طبي من جامعة كورنيل في نيويورك ان الخلاصات المأخوذة من 25 نوعاً من التفاح، استطاعت تثبيط انتاج الخلايا السرطانية للقولون بنسبة 43 في المئة والخلايا السرطانية الكبدية بنسبة 57 في المئة. وهذه النتائج الايجابية عزاها البحاثة الى غنى التفاح بمركبات الفينول، وعلى الأخص مادة "كيرسيتين". وفي العام 1997 حملت إلينا دراسة فنلندية جرت على 10 آلاف شخص، ما معناه بأن الذين يأكلون التفاح بكثرة هم أقل عرضة لخطر الاصابة بسرطان الرئة بمعدل 58 في المئة. معظم الدراسات الحديثة يشير الى دور التفاح قلباً وقالباً، في ردع الأمراض القلبية الوعائية التي تسلط سيفها القاتل على رقاب الكثيرين، من هو البطل في هذه المعركة؟ انه الكيرسيتين أيضاً، وتشارك هذا الأخير في المعركة مادة مهمة وأساسية هي البكتين التي تعمل على حجز الحوامض الصفراوية من الأمعاء مجبرة الجسم على صنع حوامض أخرى من مادة الكوليسترول، فيؤدي ذلك الى هبوط مستوى الكوليسترول المتهم الأكبر في الأمراض القلبية الوعائية. ان التفاح يحتوي على 78 غراماً من البكتين في كل 100 غرام. لقد استطاع الباحث اريك غرشوين من جامعة كاليفورنيا أن يبين أن التفاح قادر على منع أكسدة الكوليسترول السيء LDL الأمر الذي يجعل التفاح صديقاً حميماً للقلب والشرايين. هل هذا كل شيء عن التفاح؟ طبعاً لا، فالتفاح يملك مزايا أخرى عدة. فهو غني بالسكاكر البسيطة سكر العنب التي يمتصها الجسم من دون أن يبذل عناء في هضمها. ان سكر العنب هو غذاء العضلات الرئيسي الذي يبعث فيها القوة والنشاط والحيوية. والتفاح يعج بالفيتامينات مثل الفيتامين "ث" الذي يفيد في تحصين البدن ضد الأمراض، والفيتامين "أ" الذي يقوي البصر ويحمي العين من الاصابة بالعشى الليلي وبالتالي العمى. وهناك أيضاً الفيتامين "ب" الضروري لسلامة الجهاز العصبي وصيانته. ويعتبر التفاح من الأغذية المساعدة على الهضم، على عكس ما يدعي بعضهم من أنه صعب الهضم، فهو يحرض على إفراز اللعاب بغزارة، وإذا تم مضغه جيداً فهو خير دواء لمقاومة الغازات البطنية وتجنب الإمساك بفضل غناه بمادة البكتين والسيللوز. ويحتوي التفاح على مركبين مهمين هما: العفص وأملاح البوتاسيوم. إذ أن لهما دوراً كبيراً في الوقاية من تشكل حامض البول، لهذا فمغلي التفاح بقشره طبعاً يفيد في در البول ومنع تشكل الحصيات والرمال البولية، والشيء الذي يثبت ذلك هو ندرة هذه الاصابات عند القاطنين في مناطق تكثر فيها زراعة التفاح. أما عن فوائد التفاح في أمراض الأطفال فحدث ولا حرج، خصوصاً تلك التي تطاول الجهاز الهضمي، فالسيللوز والبكتين يلعبان أكبر الأثر في مقاومة التسمم، وحامض التفاح في مقاومة الالتهابات، والعفص في ايقاف الاسهال وذلك لتأثيره القابض للأمعاء. ان البكتين الغزير في التفاح له قدرة كبيرة على امتصاص الميكروبات الضارة والمواد السامة وبالتالي طرحها خارج الجسم. مسك الختام، يساهم التفاح في تحقيق التوازن ما بين أحماض الجسم وقلوياته، وهذا له أكبر الفائدة في الحفاظ على صحة جيدة. ومن باب العلم بالشيء فإن التفاح يقوي الجنس شرط أن يؤكل طازجاً وبقشره