هل تشكو من عارض أو اكثر من العوارض الآتية: - المغص والآلام البطنية التي غالباً ما تكون في أسفل البطن. - الإسهال أو الإمساك أو الاثنان معاً. - النفخة في البطن بعد تناول الطعام. - الحاجة الملحة للذهاب الى المرحاض. - الإحساس بعدم الارتياح بعد الخروج من المرحاض. - الصداع والأرق احياناً. - التغوط المخاطي الأبيض. إذاً هناك احتمال كبير ان تكون مصاباً بما يعرف طبياً بالقولون المتهيج. ولكي يقطع الطبيب الشك باليقين يقوم بالفحوصات اللازمة، فإذا جاءت سلبية فعندها لا جدال في الأمر، فالتشخيص هو القولون المتهيج. وفي بعض الحالات قد يتظاهر القولون المتهيج بزوبعة من العوارض الآنية المزعجة للغاية، اذ يصاب صاحبه بالإسهال المائي المتكرر والكريه الرائحة 15 الى 20 مرة في اليوم، وقد يترافق الإسهال بارتفاع الحرارة، ونقص سريع في الوزن، وخروج الدم مع البراز، اضافة الى الانحطاط وانهيار القوى والظمأ الشديد وشحوب اللون والتشنجات العضلية. وعوارض القولون المتهيج متذبذبة، فتارة تكون خفيفة وطوراً تكون شديدة، لكنها بشكل عام تكون مزعجة، غليظة الى درجة انها يمكن ان تقعد المصاب وتمنعه من ممارسة عمله. والقولون المتهيج ليس مرضاً عضوياً، وانما هو عبارة عن اضطراب في وظيفة الأمعاء، خصوصاً القولون الامعاء الغليظة، فهو ليس ناتجاً عن أي آفة عضوية أو جرثومية أو التهابية أو ورمية. وكل ما في الأمر ان هناك افراطاً في حركات الامعاء وتقلصاتها الأمر الذي نتج عنه ما ذكرناه آنفاً من عوارض وعلامات. ومن صفات القولون المتهيج انه اضطراب سليم لا يؤدي الى السرطان، ولا الى الموت، لكنه داء مزمن يلازم صاحبه سنوات طويلة، وقد يظل رفيقاً له طوال عمره، وعوارضه تثور حيناً، وتهدأ حيناً آخر، وهي على وجه العموم تزداد وضوحاً بعد القلق والشدة النفسية، لكنها تغيب أو تتحسن في فترة الاجازة! ما هو سبب أو أسباب تهيج القولون؟ يعتبر القولون المتهيج من الاضطرابات الهضمية الشائعة في العالم، اذ يقدر عدد المصابين به بحوالى 20 في المئة. وفي الولاياتالمتحدة هناك 40 في المئة من مراجعي العيادات الهضمية يعانون منه. في الماضي كان يعتقد بأن القولون المتهيج ناجم عن اضطرابات جسمية - نفسية أو عن التهاب في الأمعاء، لكن الواقع هو غير ذلك، وحالياً يميل الباحثون الى الفرضية التي تقول بوجود حساسية مفرطة في الأمعاء، على رغم ان بعض العوامل، كالحالة النفسية والطعام، يمكن ان يثير ظهور القولون المتهيج، لكنه لا تسببه اطلاقاً. ان السبب الفعلي ما زال يغط في بحر المجهول، وهناك من الباحثين من يتجهون بأنظارهم نحو الجهاز العصبي للامعاء على انه الشرارة التي تطلق زوبعة القولون المتهيج، وحجتهم في ذلك هي فائدة الأدوية المضادة للاكتئاب في اخماد عوارض الاضطراب أي القولون المتهيج. وكما هو معروف فإن هذه الأدوية تمارس عملها من خلال الناقل العصبي "السيروتونين"، وهذا الأخير يوجد بنسبة تتجاوز 90 في المئة في الامعاء. ما هو العلاج؟ لا يوجد علاج شاف لداء القولون المتهيج، والعلاج يقوم اساساً على تهدئة العوارض الناتجة عنه لتفويت الفرصة عليها. والنصائح الآتية مفيدة: عند المعاناة من أوجاع البطن، يجب الاستراحة ووضع كيس ماء ساخن على البطن. التنفس العميق والاسترخاء يساعدان في التخفيف من وطأة الآلام. اتباع كل الوسائل الممكنة والمفيدة في ابعاد شبح الشدة النفسية مع ممارسة الرياضة المناسبة. الابتعاد عن الاطعمة والأشربة المشبوهة وكل ما له علاقة، من قريب أو بعيد، في ايقاظ عوارض القولون المتهيج. في حال الاسهال يمكن أخذ الأدوية المضادة له، ولكن يجب ان تعلم بأن شرب السوائل ضروري على رغم وجود الإسهال من أجل تعويض الأملاح المعدنية الضائعة. أكل الاغذية الغنية بالألياف، فهذه الأخيرة فعالة في معالجة الإمساك والإسهال، وأحسن الألياف تلك التي لا تنحل في الماء والموجودة في النخالة والحبوب الكاملة والخضر والفواكه خس، جرجير، جزر... يجب أخذ العلم بأن بعض أوجاع البطن قد تكون ناجمة عن عدم تحمل بعض الاغذية، مثل اللاكتوز والسوربيتول وغيرهما، ما يعني ان الجسم يعاني من صعوبة في امتصاصها لذلك يجب تجنبها. إذا لم تعط النصائح السابقة نفعاً فلا بد من اسشارة الطبيب