سيدتي، هل ترسلين اطفالك يلعبون ويمرحون تحت اشعة الشمس وهم عراة او بثياب خفيفة؟ اذا كنت تفعلين فهذا حسن يا سيدتي، شرط ان يكون هذا التعرض ضمن شروط آمنة وطبيعية، تسمح بالافادة من نور الشمس الذي يسمح للبدن وبالتحديد للجلد، بتصنيع الفيتامين د المهم والضروري جداً لامتصاص الكلس ووضعه في العظام، وبالتالي لقطع الطريق امام مرض الكساح ولين العظام. ولكن ليكن في علمك يا سيدتي، بأن اي افراط او تفريط في تعرض الاطفال لاشعة الشمس يعتبر بمثابة الشرارة التي يمكن ان تخلق البذرة الاولى لسرطان الجلد! نعم ان المبالغة في تعريض الجلد للشمس سواء اكان عن قصد او عن غير قصد، يترك آثاراً تدميرية تتراكم وتتزايد كل مرة يلعب فيها الطفل تحت ضوء الشمس لتغطي نواة يترعرع سرطان الجلد عليها. ان الطفل اكثر تعرضاً لخطر اشعة الشمس من غيره نظراً الى رقة وقلة سماكة الطبقة المتقرنة فيه فالطفل ذو الشعر الاشقر والبشرة الفاتحة والعينين الزرقاوين هو اكثر تعرضاً لخطر الاصابة بسرطان الجلد من الطفل ذي البشرة السمراء او السوداء، اذ كلما قلت كمية الصباغ الاسمر في الجلد كانت الوقاية من ضرر الاشعة اقل. ان آثار الشمس تراكمية بمعنى انها تزداد في كل مرة يتعرض فيها الجلد لاشعة الشمس، وهكذا مرة بعد اخرى تنهار الآلية الدفاعية ويختل التوازن في الخلايا الطبيعية فتتحول هذه الى خلايا غير مستقرة متمردة لتعطي فيما بعد ما يعرف بالسرطان. هناك شعار ذائع الصيت في الولاياتالمتحدة يقول: "احرق جلدك الآن وستدفع الثمن لاحقاً" لقد بينت الابحاث ان التعرض لضربة شمس خلال السنين الاولى من العمر يزيد من احتمال الاصابة بسرطان الجلد ثلاثة اضعاف. وهناك من الدراسات ما يشير الى ان الاطفال الذين يستخدمون دروعاً واقية ضد اشعة الشمس منذ صغرهم وحتى سن الثامنة عشرة، هم اقل تعرضاً لخطر الاصابة بسرطان الجلد من غيرهم الذين اهملوا حماية جلدهم. هل هذا يعني منع الاطفال من التعرض للشمس؟ الجواب طبعاً لا. ان الشمس كما ذكرنا مفيدة خصوصاً للاطفال، من هنا فان حرمانهم منها هو الخطأ بأم عينه. ان تعريض الطفل لاشعة الشمس ضروري شرط ان يلتزم الاهل ببعض النصائح الجوهرية التي تخفف من عبء الاشعة على جلد اطفالنا، عدا ذلك فان تطبيق تلك النصائح يعطي الصغار درساً جيداً يعلمهم كيف يتعاملون مع اشعة الشمس فيكسبون منذ صغرهم العادات الحسنة. وفيما يأتي سنعرج على اهم هذه النصائح والارشادات: 1- تجنب تعريض الطفل للشمس في السنة الاولى من عمره لان ضربه الشمس في هذه المرحلة خطيرة جداً. 2- عند تعريض الطفل للشمس يجب وضع قبعة واقية على راس والباسه قميصاً بكمين طويلين وبنطالاً طويلاً. 3- تعريض الطفل لاشعة الشمس تدريجاً، اي مثلاً 10 دقائق في اليوم الاول، ثم 15 دقيقة في اليوم الثاني. وهكذا دواليك. 4- تجنب تعريض الطفل لضوء الشمس بين الساعة 11 صباحاً و16 بعد الظهر، اذ ان اشعة الشمس تكون على اشدها واضرها في هذه الفترة. 5- تنشيف جسم الطفل بعد كل سباحة لان نقاط الماء تمتص اشعة الشمس وتكثف من فعلها على جلد الطفل. 6- وضع الكريمات الواقية. ويجب الانتباه هنا الى انه لا يوجد اي كريم قادر على تأمين حماية كاملة 100 في المئة. 7- اذا كان الطفل تحت معالجة دوائية فمن الضروري اخذ رأي الطبيب في شأن تعريضه للشمس، فهناك من الادوية ما يؤدي الى ظهور اندفاعات جلدية واحمرار وتورم بمجرد وضع الطفل تحت وهج الشمس. 8- يجب مراقبة جلد الطفل بانتظام، والانتباه الى اي تغيرات عليه، خصوصاً الشامات والبقع الجلدية. 9- بالمختصر المفيد ان الاطفال غالباً ما يفعلون مثل ابائهم وامهاتهم فلماذا لا نكون القدوة الصالحة لهم؟