إذا كان الوالد عراب عرابي المافيا، فماذا سيكون الابن؟! الحل واحد أمام سالفو او سالفاتوري رينا، نجل توتو رينا، زعيم المافيا الايطالية القابع في السجن المؤبد منذ العام 1993، وشقيق جيوفاني 26 عاماً المحكوم أيضاً بالسجن المؤبد والذي ليس معروفاً إذا كان ضميره يؤنبه على جرائم القتل الأربع التي اقترفها. وإذا كان سالفو لم يتجاوز الخامسة والعشرين، إلا أن السن ليست مقياس "الرجولة" بالنسبة إليه. فهو لم يتعظ، لا من مصير والده ولا من شقيقه، إذ عاث في جزيرة صقلية فساداً وتهديداً وابتزازاً... إلى أن طرق رجال "الكارابينييرا" منزله قبل طلوع الفجر ووضعوا الأصفاد في يديه أمام أنظار والدته وشقيقتيه. لم يكن الصبي الشقي يدرك أن الشرطة تحصي أنفاسه، وأن جميع مكالماته الهاتفية مسجلة، وان بين أقرب المافيويين إليه مخبرين، وان الشرطة تنتظر نضوج كل عناصر الاتهام قبل سوقه إلى السجن. وعندما نشرت الأجهزة الأمنية نماذج من مكالماته الهاتفية ظهر مدى الدرجة التي بلغها سالفو في تبجيل الجريمة، ففي إحدى المكالمات يحيي "أولئك الذين صنعوا تاريخ صقلية"، قاصداً بذلك قتلة القاضيين جيوفاني فالكوني وباولو بورسيلينو اللذين غامرا بمواجهة المافيا الصقيلة ودفعا حياتهما ثمناً لذلك في العام 1992. وفي مكالمة أخرى يطلب من أحد شركائه في الجريمة المنظمة أن يذهب ويجمع "500 كيلو" من هذا التاجر أو ذاك المقاول. وحسب القاموس المافياوي فإن ال500 كيلو تعني ملايين الليرات. قبل أن تنتقل ايطاليا إلى استعمال اليورو.