عاد نيال شول أخيراً من الولاياتالمتحدة الى بلدته ايتانغ في اقليم اعالي النيل جنوب السودان، لكنه لم ينجح في اقتفاء آثار اي من افراد أسرته ال13، أو معرفة ماذا حل بهم منذ تشتت شملهم اثر معارك جرت في الاقليم منتصف 1992. آنذاك، كان نيال في التاسعة عندما تاه عن أسرته وانضم الى قافلة من 14 ألف طفل يهيمون في الغابات هرباً من الحروب. مشى نيال مسافة 700 كيلومتر مع اقرانه ال14 الفاً حفاة شبه عراة في الادغال السودانية في رحلة استغرقت ستة شهور بدأت في غامبيلا على الحدود الاثيوبية، لكن 12 الفاً منهم فقط وصلوا الى لوكيتشوكيو على الحدود الكينية. إذ قضى عدد كبير منهم نتيجة الاصابة بامراض استوائية او بسبب الارهاق والجوع، وآخرون خطفتهم ميليشيات محلية لتجنيدهم في حروبها. وقتذاك، تولت اللجنة الدولية للصليب الأحمر ومنظمات إغاثة دولية اخرى رعاية الناجين ال12 الفاً في لوكيتشوكيو، واستطاعت جمع شمل مئات من الاطفال مع عائلاتهم ونقلت آخرين الى مخيمات في كينيا، في حين رتبت "جمعية الانقاذ الدولية" الاميركية لهجرة الباقين، وبينهم نيال، الى الولاياتالمتحدة ودول اخرى. نيال صار عمره اليوم 19 عاماً، التقيته صدفة قبل شهور في بلدة لوكيتشوكيو حيث كنت في طريقي الى جنوب السودان بينما هو عائد منه، قال إنه كان يتلقى رعاية كاملة في ولاية فرجينيا الاميركية حيث التحق بمدرسة ويستعد لبدء تعليمه الجامعي وصار من بين اشهر لاعبي كرة السلة في الولاية. لكن رحلة العذاب التي قادت نيال من اعالي النيل الى لوكيتشوكيو لم تغب عن ذاكرته طوال السنوات العشر الماضية، ولم تحمله هجرته على نسيان عائلته، فعاد الى بلدته وساعدته بعثة الصليب الاحمر في جنوب السودان في تتبع اثر أهله. ويتابع نيال حديثه بألم ظاهر: "شجعني على العودة عدد من رفاقي الذين رجعوا الى جنوب السودان واستطاع معظمهم لقاء اسرته او افراد منها، لكنني لم استطع العثور على أي خيط يوصلني الى أسرتي... لم افقد الامل نهائياً، ساعود الى فرجينيا فربما اسمع منهم او عنهم يوماً ما وأعود مجدداً إلى الجنوب". ربما كان نيال من بين المحظوظين في بعض دول القارة الافريقية خصوصاً، والعالم عموماً، حيث يوجد اكثر من 300 ألف طفل تحت سن ال 18 يقاتلون في نزاعات عدة. هؤلاء "الجنود الاطفال" أجبروا على القتل والقتال واستخدام البنادق الآلية والمتفجرات والاسلحة البيضاء، وبعضهم لم يتجاوز سن السابعة. الجنود الاطفال عينة من مآس يعاني منها الاطفال في العالم حيث يوجد ربع بليون طفل بين سن 5 و14 يضطرون للعمل قسراً وفي ظروف قاسية من اجل البقاء على قيد الحياة. ومن بين هؤلاء الاطفال يوجد 80 مليون طفل في افريقيا وحدها. وربما كان تشغيل الاطفال اقل ايلاماً ورعباً من الاتجار بهم، إذ ما زالت تجارة الرقيق مستمرة في القارة الافريقية، خصوصاً بيع الفتيات وتشغيلهم قسراً في الدعارة. وفي افريقيا وآسيا واميركا اللاتينية يعيش ملايين الاطفال في ظل تفشي الفقر وغياب التعليم وتردي الاوضاع الاقتصادية وويلات الحروب. مؤتمرات بلا حلول ولمعالجة هذه المشاكل، عقدت الجمعية العامة للامم المتحدة دورة خاصة عن الطفل مطلع الشهر الجاري تحت عنوان "التعامل مع مشاكل الاطفال بجدية"، وناقشت قضايا الفقر وتشغيل الاطفال، ونسبة وفيات الاطفال، وغياب التعليم، وتأثير الحروب على الاطفال، واستغلالهم جنسياً. وانتهى المؤتمر بتوصيات مهمة في شأن هذه القضايا، وتعهد قادة ورؤساء الدول والحكومات المشاركة تنفيذها، خصوصاً ما يتعلق بمنع تجنيد الاطفال دون الثامنة عشرة وتوفير التعليم والرعاية الصحية لهم ومنع تشغيلهم. وعلى رغم أهمية التشريعات الجديدة التي تبنتها الدورة الخاصة للامم المتحدة لحماية حقوق الطفل والتزام الحكومات تنفيذها، إلا ان تطبيقها يحتاج الى معالجة الازمات الاكبر التي ينتج عنها ضياع حقوق الطفل، وعلى رأسها الحروب والنزاعات والفقر والديون الخارجية. وتلك مشاكل لا يستطيع أي رئيس دولة في العالم النامي معالجتها منفرداً في بلده، بل تحتاج الى تعاون من الدول الغربية التي غالباً ما تكون متورطة بشكل غير مباشر في استمرارها، ولا تتبرع لحلها إلا إذا كانت لديها مصلحة خاصة في ذلك ،سياسية كانت أم اقتصادية. وثمة نماذج كثيرة وحديثة عن التعاون الغربي لحل مشاكل بلد معين او الانكفاء عن الحل. وربما كان من المفيد قبل عرض تلك النماذج، المرور سريعاً على إحصاءات وكالات الأممالمتحدة المتخصصة عن الاطفال . عن اوضاع الطفل الصحية ذكرت منظمة الصحة العالمية ان "160 مليون طفل تحت سن الخامسة يعانون من سوء التغذية، ويعيشون حال جوع معظم الاوقات منذ ولادتهم. وأكثر من عشرة ملايين طفل يموتون كل سنة بسبب امراض غير مستعصية وتمكن معالجتها". وتوصي منظمة الصحة لمعالجة هذه المشاكل، بأن تنفق الحكومات 60 دولاراً سنوياً لتأمين الحد الادنى من الرعاية الصحية لكل طفل لديها. لكن الدول الفقيرة تواجه عقبات، مثل القيود على الانفاق التي تفرضها الجهات المانحة ومنها صندوق النقد الدولي، الى جانب تسديد فوائد ديونها الخارجية للصندوق ولحكومات غربية، ولذلك لا تستطيع انفاق اكثر من ثلاثة دولارات على كل طفل لديها سنوياً. والأمر نفسه ينسحب على إحصاءات منظمة التربية والثقافة والعلوم يونيسكو التي تشير إلى ان 130 مليون طفل في العالم، تشكل البنات نسبة الثلثين منهم، لا يدخلون المدارس، وان 600 مليون طفل في العالم يعيش كل منهم بنفقات تبلغ اقل من دولار واحد يومياً . لذلك، تشير إحصاءات منظمة العمل الدولية، إلى وجود 250 مليون طفل في العالم بين سن 5 و14 أي بمعدل طفل واحد من كل اربعة، معظمهم في الدول النامية يضطرون للعمل قسراً وفي ظروف صعبة للبقاء احياء، وإلى ان 60 في المئة منهم في الدول الآسيوية، و23 في المئة في افريقيا معظمهم يعمل بالاكراه، و8 في المئة في اميركا اللاتينية ودول البحر الكاريبي، و6 في المئة 13 مليون طفل في الشرق الاوسط وشمال افريقيا. لكن الاحصاءات تشير أيضاً الى ان افريقيا تسجل أعلى معدل للنشاط الاقتصادي للاطفال في مجتمعاتها حيث يعمل طفلان من بين كل خمسة اطفال. استناداً الى منظمة العمل الدولية ايضاً، فإن أكثر من 300 الف طفل تحت سن ال18، يقاتلون حالياً في حروب عدة في العالم. وخلال 10 سنوات 1986 - 1996 قتل اكثر من مليوني طفل واصيب اكثر من ستة ملايين آخرين بجروح او إعاقة دائمة في حروب ونزاعات، في حين لا يزال اطفال يعيشون ويلات حروب ونزاعات مندلعة في اكثر من 50 دولة في العالم حالياً. إذ اضطر اكثر من 20 مليون طفل الى ترك منازلهم وتشردوا داخل بلدانهم او عبروا حدودها الى بلدان مجاورة. كما تشير الاحصاءات الى ان 800 طفل يقتلون أو يصابون باعاقة دائمة شهرياً في انفجار الغام أرضية في مناطق حروب سابقة، فيما لا يزال اكثر من 20 مليون لغم ارضي يعيق حركة أشخاص والبضائع والخدمات في افريقيا، ففي انغولا وحدها تسعة ملايين لغم تحتاج ازالتها الى خمسين سنة. وربما كانت سييراليون في غرب افريقيا التي شهدت حروباً اهلية استمرت اكثر من عشر سنين احدث نموذج للتعاون الغربي مع الدول النامية. إذ كان الثوار يُجندون الاطفال بالقوة في صفوفهم فيخدرونهم أو يخطفونهم، او عن طريق إغرائهم او خداعهم وتضليلهم. ويخضع الاطفال الجنود لدورات عسكرية قبل ارسالهم الى المناطق النائية حيث يرتكبون أعمالاً وحشية. فيغتصبون النساء ويمثلون بأجساد المدنيين ويبترون اطرافهم. وعندما قرر قائد قوات احدى مجموعات المتمردين في سييراليون ادريسا كامارا التفاوض مع الحكومة للتوصل الى اتفاق سلام، اطلق في 24 آب اغسطس 1999حوالي 200 طفل من معسكرات عصاباته المسلحة بعدما اجبر الصبيان منهم على ان يصبحوا مجرمين يمارسون القتل، والفتيات خليلات لعناصر قواته التي كانت تغتصبهن طوال فترة الاعتقال. وفيما بقي آلاف من زملائهم في معسكرات المتمردين حيث يتعرضون لاقسى انواع الاذى النفسي والجسدي، تسلمت إحدى المنظمات الانسانية المحلية المئتي طفل ونقلتهم الى مراكز لاعادة التأهيل الاجتماعي. لكن ما بدا انه بادرة نحو السلام من كامارا، تبين لاحقاً انه مجرد إزاحة عبء عن قائد المتمردين السييراليونيين. إذ اكدت المسؤولة في صندوق رعاية الطفل التابع للأمم المتحدة يونيسيف جوانا فان غيربان: "ان الاطفال المئتين الذين اطلقوا مصابون بسوء تغذية شديد وبامراض معدية، وكل الفتيات يحملن اجنة في احشائهن. وكان هؤلاء الاضعف وسط زملائهم ولم يعد باستطاعتهم تقديم اي خدمات، بل كانوا بحاجة الى عناية خاصة والى من يتولى تزويدهم طعاماً. لذلك اصبحوا عبئاً ثقيلاً على رجال العصابات الذين قرروا اطلاقهم". بريطانيا لم تتدخل في مستعمرتها السابقة سييراليون إلا في نهاية 1999، وذلك بعدما كانت قوات "المجموعة الاقتصادية لدول غرب افريقيا" ايكوموغ أرسلت قوات الى هذا البلد واستطاعت إعادة رئيسه المنتخب احمد تيجان كباح الى رأس السلطة وكسر شوكة الثوار الذين يتجاوز عددهم 45 الف مقاتل. وتلى ذلك نجاح الاممالمتحدة في التوصل الى اتفاق سلام بين الثوار والحكومة عقب سيطرة قواتها أكثر من 18 ألف جندي على أجزاء كبيرة من البلد. وقتذاك فقط، ارسلت بريطانيا قوات الى العاصمة فريتاون ودربت قوات الجيش الوطني واشرفت على الانتخابات التي انتهت قبل أيام بفوز كباح بولاية رئاسية ثانية. في غضون ذلك، كانت اكثر من 25 شركة بريطانية عقدت صفقات مع حكومة كباح، ومعظم هذه الصفقات لاستغلال مناجم الماس والاحجار الكريمة التي كان يسيطر عليها الثوار في شمال البلاد وشرقها، خصوصاً في كونو وكيلاهون. وفي السودان تدخلت الولاياتالمتحدة اخيراً، واستطاعت رعاية ثلاثة اتفاقات لوقف النار في جبال النوبة وحماية المدنيين من القصف الجوي الحكومي في جنوب السودان، واطلاق آلاف من النساء والاطفال الجنوبيين كانت قبائل شمالية خطفتهم خلال الحرب الاهلية في هذا البلد. وهنا ايضاً كان النفط المحرك الاساسي للولايات المتحدة التي كانت إحدى شركاتها "شيفرون" حفرت آباراً لاستخراج النفط قبل الحرب الاهلية. وعندما بدأت الحكومة السودانية استخراج النفط بالتعاون مع شركات ماليزية وكندية، تدخلت واشنطن بقوة للمساعدة في التوصل الى سلام بين الحكومة و"الحركة الشعبية لتحرير السودان". السودان وسييراليون بعض من نماذج كثيرة تؤكد ان مشاكل الاطفال في افريقيا ومعظم دول العالم النامي يمكن حلها سريعاً إذا وضعت الدول الغربية مصالحها السياسية والاقتصاية جانباً وتعاونت بحسن نية مع دول العالم النامي. لكن في غياب هذا التعاون، يبقى الاطفال، خصوصاً الفتيات منهم، اول ضحايا الفقر والجهل والاستغلال والحروب في الدول النامية جنوب افريقيا: جنس بدلاً من الحروب جرائم الأطفال واكراه القاصرات على ممارسة البغاء في جنوب افريقيا قضية اخرى لا علاقة لها بالنزاعات او الحروب بقدر ما تتعلق بآثار نظام التمييز العنصري السابق في البلاد، وكذلك بحال الفقر التي تعتبر أحد العوامل الرئيسية التي تحفز على الجريمة. وآخر الاحصاءات في هذا الشأن صدرت في تقرير من منظمة "سونغولولو" الانسانية، ويشير الى وجود 28 ألف طفلة تمارس البغاء في جنوب افريقيا. وان فتيات في سن الرابعة يتم بيعهن الى دول في اميركا الجنوبية وإلى أجانب في اطار تجارة الدعارة. وربط التقرير هذا التوسع بتفشي الفقر وزيادة عدد العاطلين عن العمل. إذ يوجد عدد كبير من العائلات الفقيرة تدفع ببناتها إلى الدعارة كمصدر سريع للدخل. واعتبر التقرير ايضاً، ان النظرية السائدة في جنوب افريقيا عن ان ممارسة الجنس مع فتاة عذراء تمنع الاصابة بمرض الايدز ساهمت ايضاً في زيادة البغاء بين الاطفال، الى جانب زيادة طلب الاجانب على ممارسة الجنس مع اطفال سود. وتؤكد منظمة "هاوس غروب" المستقلة الناشطة في اوساط المومسات ان حوالي نصف المومسات العاملات في جوهانسبرغ، وعددهن حوالي عشرة آلاف، هن من الاطفال. وان ربع المومسات في الكاب، ثاني اكبر المدن والعاصمة التشريعية، هن من الاطفال. واوردت منظمة "سيكس ووركر ايديوكيشين اندادفوكيسي تاسك فورس" ان الفاً على الاقل من المومسات البالغ عددهن أربعة آلاف في الكاب هن من الاطفال. واعتبرت المسؤولة في المنظمة غيلينيس رودس ان "تزايد الفقر انعكس في تزايد عدد الفتيات المعرضات للاستغلال الجسدي والجنسي، وان الفتيات يلجأن الى الشارع هرباً من الاستغلال وهن مرغمات في اغلب الاحيان على العمل في الدعارة ... وثمة تزايد في الدعارة المقنعة، إذ ان القاصرات لديهن شركاء منتظمون يقمن علاقات جنسية معهن لقاء مقابل بسيط مثل الحصول على سندويش همبرغر". أطفال "كادوغز" الكونغوليون قتلة "مبونغو" في الكونغو الديموقراطية، لم يكن يخطر في بال رئيسها الراحل لوران ديزيريه كابيلا ان اياً من آلاف الاطفال الذين زحفوا معه في 1997 من شرق الكونغوزائير سابقاً للاستيلاء على الحكم في العاصمة كينشاسا، يمكن ان يستل مسدسه ويرديه داخل القصر الرخامي مطلع 2001. بل كان أكد لرجل اعمال أجنبي، تحدث الى صحيفة "ذي اوبزرفر" البريطانية، ان ال"كادوغز كلمة سواحلية تعني الأطفال الجنود خدموني بولاء واخلاص شديدين منذ بدأنا تحركنا لإطاحة الرئيس السابق موبوتو سيسي سيكو العام 1997 ... لا يمكن ابداً ان يُقدموا على أي عمل ضدي. انهم الى جانبي منذ البداية... فهم أطفالي". لكن احد هؤلاء الاطفال الجنود دخل القصر، واقترب من كابيلا واطلق عليه اربع رصاصات استقرت في جسده. ونفذ بذلك خطة عُرفت لاحقاً باسم عملية "مبونغو صفر" الجاموس صفر نسبة الى كابيلا نفسه الذي كان ضخم الجثة. وترددت روايات عدة عن سبب تحول اطفال كابيلا من الولاء له الى قتله، لكن كلها ذكرت كلمة "الانتقام" منه، إما لموافقته على إعدام 47 من اقرانهم قبل يوم من اغتياله قيل انهم تمردوا ضده، او بسبب إصداره اوامر باغتيال زعيمهم الذي جندهم في الغابات اندريه كايساس الذي كان احد مؤسسي "قوات التحالف لتحرير الكونغو" التي يتزعمها كابيلا، وكان يرأس "المجلس الوطني للمقاومة" في هذا "التحالف". أطفال "جيش اللورد" الأوغندي اختصاصهم قطع الأنوف والشفاه والألسنة "جيش الرب للمقاومة" لورد ريزيستانس آرمي معارضة أوغندية مسلحة بزعامة جوزف كوني تتمركز قواعدها في مناطق الحدود السودانية الجنوبية، وتتسلل قواتها الى القرى المتاخمة للحدود في شمال اوغندا، وتخطف اطفالاً أصغرهم في سن السابعة، وتضعهم في معسكرات يتلقون فيها تدريبات على استخدام السلاح الى جانب تعبئة عسكرية ضد التجمعات التي نشأوا فيها، ثم يُرسلون في مهمات عسكرية الى قراهم لتنفيذ هجمات ضد عائلاتهم واصدقائهم، فيشيعون الرعب في القرى والبلدات حيث يمارسون عمليات اغتصاب وبتر اعضاء في اجساد السكان، خصوصاً أنوفهم وشفاههم وألسنتهم. ويشكل الاطفال 80 في المئة من افراد "جيش الرب للمقاومة"، وتسجل الاحصاءات ان اكثر من 20 ألف طفل خطفوا من قراهم على أيدي قوات كوني، وينجح عدد كبير منهم في الفرار من المعسكرات لعدم استطاعتهم تحمل الظروف القاسية والمعاملة غير الانسانية في الغابات. وتقول الاممالمتحدة ان حوالي ستة آلاف طفل ما زالوا في عداد المفقودين. أطفال كولومبيا حفارو قبور! كولومبيا التي تعاني من حروب اهلية منذ 37 عاماً، فقدت معظم بنيتها التحتية ونظامها التعليمي والصحي. واستطاع الثوار، خصوصاً "الجيش الثوري الكولومبي"، تجنيد اكثر من ستة آلاف طفل يخوضون معارك الى جانب الكبار. وثلت "الجيش الثوري" من المجندين النساء. ومن بين المهمات التي ينفذها "الجنود الاطفال" الكولومبيون اضافة الى خوض المعارك، صنع صواريخ محلية من قوارير الغاز وقنابل حارقة. كما يتولون بهدوء حفر القبور التي غالباً ما تكون جماعية، لرفاقهم الذين يقتلون في المعارك.