عندما ينتهي الحمل قبل الاسبوع العشرين بفقدان الجنين يطلق عليه اسم الاجهاض العفوي، ومعظم حالات هذا الاجهاض 4/3 يتم قبل الاسبوع السادس عشر من الحمل، وحوالى العشرين في المئة من الحمول تنتهي، لسبب أو لآخر، بالاجهاض العفوي، ولا توجد امرأة إلا وتعرضت له ولو لمرة واحدة في حياتها. ما هي أسباب الاجهاض العفوي؟ أكثر من 50 في المئة من حالات الاجهاض العفوي تنتج عن عيوب في البيضة الملقحة ناتجة عن اضطرابات وراثية وتكوينية. حوالى 15 في المئة من حالات الاجهاض العفوي تنتج عن الداء السكري، والرضوض والالتهابات الميكروبية وقصور الغدة الدرقية ونقص التغذية والتشوهات التشريحية عند الأم. هناك حوالى 40 في المئة من الاجهاضات العفوية لا يعرف لها أي حسب ونسب، أي انها مجهولة السبب. العوامل الآتية: مثل الرياضة، الرعب، الحزن، الغضب، القلق الشديد، تناول حبوب منع الحمل، العمل، مشاهدة الفيديو، الحقول الكهرومغناطيسية... اتهمت بأنها تشجع على حدوث الاجهاض العفوي، ولكن لم يأت الطب بأي دليل يثبت انها تزيد من خطر حدوثه. كيف يتظاهر الاسقاط العفوي؟ يتظاهر الاسقاط بالعوارض والعلامات الآتية: - النزف من الأعضاء التناسلية. - المغص في أسفل البطن. - آلام في أسفل الظهر. - نزول بعض اجزاء الجنين، أو نزول الجنين والمشيمة كاملاً. - هناك حالات يتوقف فيها الحمل عند النمو، وتنتهي عوارض الحمل ويبقى الجنين منسياً الى أن يكتشف بالتصوير بواسطة الأمواج فوق الصوتية. ما هي التدابير اللازمة امام الاجهاض العفوي؟ يختلف الأمر في حال وجود تهديد بالاجهاض، أو حال الاجهاض المحتوم. ففي الأولى التهديد بالاجهاض يجب على المرأة ان تلتزم الراحة المطلقة في السرير، والامتناع عن المجامعة كلياً، واذا كان هناك التهاب يجب معالجته باعطاء المضادات الحيوية. فإذا سار كل شيء على ما يرام، يسمح للمرأة بالعودة الى نشاطها تدريجاً. اما في حالة الاجهاض المحتوم، فهنا يتأكد الطبيب فيما إذا كان الاجهاض تاماً أو غير تام، ففي الحالة الأخيرة تبقى بقايا في الرحم لا بد من ازالتها فوراً والا تعرضت المرأة لمشاكل هي في غنى عنها. وهناك نوع من الاجهاض الذي يجب الانتباه اليه والناتج عن قصور عنق الرحم، فهذه قابلة للعلاج إذ يعمل الطبيب المختص على تطويق العنق بخيط من الداكرون أو من الحرير. يوجد نوع من الاجهاض يعرف بالاجهاض المتكرر الذي يطلق على حالة تفقد فيها المرأة ثلاثة أو أكثر من الحمول غير القابلة للحياة وبشكل متتال. وفي هذه الحالة لا بد من اجراء تحريات سريرية ومخبرية على كل من الأب والأم للتعرف على السبب أو الأسباب التي أدت الى تلك الاجهاضات المتكررة. وفي نهاية المطاف لا بد من التنويه بأن المرأة قد تتعرض بعد الاجهاض لنوع من الاحباط والكآبة والشعور بالذنب لأنها فقدت شيئاً عزيزاً عليها، لذلك يجب تقديم الدعم المعنوي والنفسي لها، لكي تتغلب على محنتها، وفي العادة يعود كل شيء الى ما يرام بعد فترة تتباين بين أم وأخرى، ولكن إذا استمرت الكآبة طويلاً، فلا مفر من استشارة الطبيب المختص بالأمراض النفسية