يفتتح مهرجان "الجنادرية" يوم 23 كانون الثاني يناير الجاري، تحت رعاية خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز، وبحضور الأمير عبدالله بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء رئيس الحرس الوطني. وقد اكتملت استعدادات هذه التظاهرة الثقافية التراثية المهمة، بتوجيهات الأمير بدر بن عبدالعزيز نائب رئيس الحرس الوطني، رئيس اللجنة العليا لهذا المهرجان الذي يسعى الى خدمة التراث والثقافة في المملكة، وفي الخليج والعالمين العربي والاسلامي. وفي دورته السابعة عشرة سيأخذ "المهرجان الوطني للتراث والثقافة" المعروف ب"الجنادرية"، في الاعتبار احداث 11 أيلول سبتمبر، وانعكاساتها على العالمين العربي والاسلامي والمجتمع الدولي. كما سيناقش المهرجان الذي ينظمه الحرس الوطني السعودي، قضايا العولمة والحضارة الاسلامية والغرب وصراع الحضارات والاسلام والغرب والاسلام والشرق والقضية الفلسطينية. ويشمل النشاط الثقافي هذا العام، عدداً من الندوات والمحاضرات والأمسيات الشعرية. ووجهت الدعوة الى عدد كبير من رموز الفكر والثقافة والأدب للمشاركة في فعاليات هذه الدورة، ومتابعة أنشطتها المختلفة. ويشهد اليوم الاول، سباق الهجن السنوي الكبير. ووجهت ادارة المهرجان الدعوات الى عدد كبير من الادباء والمفكرين الذين سيكون لحضورهم دور فعال في احياء التبادل والنقاش، على ان تعكس عملية التواصل هذه هموم الأمة العربية والاسلامية. وتتميز دورة هذا العام بالتركيز على القضية الفلسطينية. ولمح الأمير متعب بن عبدالله بن عبدالعزيز نائب رئيس الحرس الوطني للشؤون العسكرية ونائب رئيس اللجنة العليا للمهرجان الى ان النية تتجه الى فتح المهرجان طوال العام، في ضوء استطلاعات رأي ودراسات شملت مختلف الاوساط المعنية بهذا الشأن. يبدأ البرنامج بحفلة خطابية وفنية. تلقى خلال هذه الحفلة كلمة الحرس الوطني، وكلمة الضيوف، وقصيدة فصحى للشاعر المعروف عبدالرحمن العشماوي، وكذلك قصيدة نبطية للعميد خلف بن هذال العتيبي. كما سيتم هذا العام تكريم الأديب السعودي عبدالله بن خميس في اطار تقليد درجت عليه التظاهرة منذ سنوات، لتكريم شخصية سعودية. ويكرم المهرجان، بالتعاون مع وزارة التجارة، عدداً من رجال الاعمال السعوديين لإسهاماتهم المتميزة. أما النشاط الفني الذي يعلن انطلاق "الجنادرية"، فهو أوبريت "أنشودة العروبة" كلمات الدكتور غازي القصيبي. وتقام للعام التاسع على التوالي مسابقة القرآن الكريم التي ينظمها الحرس الوطني على مستوى مدارس البنين في منطقة الرياض. القدس في ضمير الشعراء أما البرنامج الثقافي، فيشمل الندوات والمحاضرات والأمسيات. وقد وجهت الدعوة للمشاركة في فعالياته الى عدد كبير من الاسماء الادبية والثقافية والسياسية المتميزة. اما الندوة الثانية في "الجنادرية" هذا العام، فهي بعنوان "قضية فلسطين: القدس والحق التاريخي". ومن النشاطات الفكرية الاخرى في "المهرجان الوطني للتراث والثقافة"، محاضرة "مشكلات المياه في المستقبل" وندوة "الابداع في الأدب". ويستمر المهرجان في دعم الحركة المسرحية من خلال برنامج متكامل يقدم فيه عدد من المسرحيات من مختلف مناطق المملكة، بالتنسيق مع الجمعية السعودية للثقافة والفنون وفروعها، وكما يصدر المهرجان كل عام عدداً من المطبوعات تتناول الانشطة الثقافية والفنية، وبعض الكتب العلمية. ومن اهم اصدارات المهرجان هذا العام: كتاب الندوات والمحاضرات، ويتكون من ثلاثة اجزاء. ويرصد جميع الانشطة الثقافية التي تمت العام الماضي. وهناك ايضاً كتاب شخصية سعودية وكتاب الندوات الثقافية النسائية وكتيب عن المسرح في "الجنادرية"، إضافة الى دليل شامل عن المهرجان بفعالياته المختلفة. نشاطات نسائية وكتب وتشكيل النشاط الثقافي النسائي سيكون بدوره حافلاً بالندوات والمحاضرات والامسيات الادبية التي تشارك فيها نخبة من المثقفات السعوديات. ويستمر النشاط الثقافي النسائي هذا العام خمسة ايام، وتقام فعالياته في قاعة مكتبة الملك عبدالعزيز العامة. بينما يقام النشاط التراثي النسائي في القرية الشعبية في "الجنادرية" لمدة ثلاثة ايام. ومن النشاطات النسائية، محاضرة بعنوان "خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز: عشرون عاماً من العطاء" الأميرة الدكتورة موضي بنت منصور بن عبدالعزيز، تقدمها الدكتورة نورة بنت عبدالملك آل الشيخ، وندوة بعنوان "تربية الطفل في ظل المؤثرات الاعلامية المعاصرة" بمشاركة اسماء باهرمز، هدى باطويل ووفاء السبيل، ادارة: فاطمة العتيبي. ومحاصرة بعنوان "المرأة الفلسطينية والانتفاضة" الدكتورة فاطمة البيوك، تقدمها الدكتورة سعاد العمري. وأمسية أدبية تحييها الشاعرات اعتدال موسى ذكر الله وشروق السعيد ولطيفة قاري وحصة العوضي تقديم الدكتورة مها الميمان. وينظم في قرية الجنادرية معرض للكتاب، يشارك فيه عدد من القطاعات والمؤسسات التعليمية والعلمية. كما سيقام معرض للفن التشكيلي، من وحي القضية الفلسطينية، وآخر احتفاء بذكرى مرور 20 عاماً على تولي خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز مقاليد الحكم في المملكة. اما الجانب التراثي، فيتمحور حول السوق الشعبية بدكاكينها وأجنحتها وساحاتها الداخلية والخارجية. وفيها تتنوع الانشطة، سواء الحرفية او الاجتماعية، وتمثل امارات المناطق نماذج مصغرة بطرازها المعماري المميز، وحرفها وفنونها وعاداتها وتقاليدها. ويهدف هذا الجانب من الجنادرية الى ابراز اوجه التراث الشعبي المختلفة، المتمثلة في الصناعات اليدوية والحرف التقليدية، بهدف ربطها بالواقع المعاصر، والمحافظة عليها كهدف من اهداف المهرجان الاساسية. فهذا المهرجان الشهير يتميز على مهرجانات عربية وخليجية بارزة اخرى، بتعامله الخاص مع التراث بصفته تعبيراً عن الابداع الانساني، والتاريخ العريق لوطن وشعب وحضارة. تجدر الاشارة الى مشاركة البحرينوقطر، الاولى بمتحف داخل السوق الشعبية، كما تشارك بحرف وصناعات يدوية. اما دولة قطر، فتشارك في تقديم مظاهر وتجليات من الحياة البحرية بين الامس واليوم، اضافة الى الأنماط المعيشية المتعددة.