أبلغ وزير الدفاع الاميركي دونالد رامسفيلد معاونيه بأنه يريد تعيين ريتشارد بيرل، وهو احد المعجبين بالجنرال ارييل شارون، رئيساً لهيئة السياسة الدفاعية، وان يكون له مكتب قريب من مكتبه. وكان بيرل الذي عمل مساعداً لوزير الدفاع في عهد الرئيس رونالد ريغان، احد مهندسي "حرب النجوم" - النسخة الأولية من مشروع الرئيس جورج دبليو بوش للدفاع الصاروخي - ومعارضاً لمعاهدة الصواريخ المضادة للصواريخ اي. بي. ام. ومعاهدات الحد من الاسلحة الاستراتيجية واجراءات مراقبة التسلح الاخرى. كان بيرل دوماً اكثر قرباً من ريغان منه الى الرئيس جورج بوش الأب الذي وجد انه شديد التعصب لاسرائيل، بما في ذلك دعمه لشارون في قضية مجزرة صبرا وشاتيلا. وهو عمل في الكونغرس طوال سنوات مساعداً تشريعياً رئيسياً للسناتور الراحل هنري جاكسون، وهو صهيوني غير يهودي. وعُرف بيرل بأنه "مُوجه" التصويت الصهيوني في الكونغرس ومساند قوي للجنة الاميركية الاسرائيلية للشؤون العامة آيباك أكبر منظمات اللوبي الاسرائيلي، خصوصاً عندما تولى صديقه موريس اميتاي قيادة ايباك بدلاً من ايشاياه كينين. وصرح بيرل مرة لكاتب هذا المقال انه يعتقد بأن المنظمات اليهودية الاميركية لا تركز كفاية على اسرائيل وانها مستعدة كثيراً لاجراء مساومات. وهو يرى ان وزير الخارجية الاميركي الاسبق هنري كيسنجر ليس يهودياً بما يكفي ويفضل عليه اليهودي الوحيد الآخر الذي اصبح وزيراً للخارجية: لورنس ايغلبرغر. وكان اكبر انتصار حققه بيرل في الكونغرس وضعه "تعديل جاكسون - فانيك" الذي رفض الكونغرس بموجبه منح صفة "الدولة الاكثر رعاية" تجارياً للدول التي تضع "قيوداً" على الهجرة، وكان القانون يهدف فقط الى المساعدة على هجرة اليهود السوفيات الى اسرائيل. وغضبت موسكو للتعديل لكن بيرل ربح: فقد خفض الاتحاد السوفياتي رسم تأشيرة الخروج الى 400 روبل كانت تساوي آنذاك 565 دولاراً، بحيث اصبح يقل عن رسم الخروج الذي كانت تفرضه اسرائيل والذي يقارب الألف دولار. وعندما كان في مكتب جاكسون، وضع بيرل الذي وصفه احد سفراء اسرائيل في واشنطن بأنه "اكثر اسرائيلية من الاسرائيليين"، نصوص قرارات تعارض منح منظمة التحرير الفلسطينية وضع مراقب في الاممالمتحدة ودعوة ياسر عرفات لالقاء كلمة امام الجمعية العام للمنظمة الدولية وتسعى الى اغلاق مكتب منظمة التحرير في واشنطن. كما صاغ مشروعاً يعارض المساعدة الاميركية العسكرية للأردن، وحاول عبثاً معارضة تزويد السعودية بطائرات اواكس. وعندما جاء داعية السلام اسرائيل شاحاك الى واشنطن واستقبله السناتور جاكوب جافيتس وشيوخ ونواب يهود آخرون، اقنع بيرل السناتور جاكسون بعدم استقباله. وكان موقفه الاهم تأييده غزو شارون للبنان وانتقاده لجنة كاهانا للتحقيق في مجازر صبرا وشاتيلا التي حمّلت شارون مسؤولية غير مباشرة فيها. سيصبح للجنرال رئيس الوزراء الاسرائيلي حالياً معجب متحمس في وزارة الدفاع الاميركية. لقد جمّد بوش الاب المساعدات لاسرائيل لوقف بناء المستوطنات، اما الآن فليس محتملاً ان يتخذ بوش الابن اجراء مماثلاً.