إذا كنت ترغب بمضاعفة القيمة الغذائية للأزر فعليك ان تنقعه في الماء يوماً كاملاً، هذا ما حملته نتائج دراسة يابانية انجزت على الأرز. وبحسب الدراسة فإن غمر الارز يعمل على اطلاق وتحرير انزيمات تزيد من كمية الألياف ومن مستوى الفيتامينات اضافة الى ان ذلك يعطي الارز طعماً اكثر حلاوة. وتجرى على الأرز دراسات كثيرة غالباً ما تشرف عليها منظمة الصحة العالمية بهدف تحسين قيمته الغذائية لأنه يعتبر الطعام الاساسي والرئيسي لأكثر من نصف سكان العالم. في أواخر كانون الثاني يناير الماضي استطاعت شركة "سينجينتا" و "ميرياد جينيتكس" وضع الخريطة الوراثية للأرز، الأمر الذي سيسمح في المستقبل القريب بانتاج محاصيل أقوى وأكثر قدرة على مقاومة الامراض، عدا هذا فالخريطة ستمكن من انتاج كميات وفيرة من الأرز تسهم في خفض عدد الجائعين في العالم، كما ان هذه الخريطة الوراثية ستفتح الباب للاسراع في وضع خرائط اخرى للذرة والقمح والشعير من اجل ابتكار سلالات جديدة ذات قيمة غذائية عالية تملك قدرة اكبر على مقاومة الامراض. يحتل الأرز مكانة مرموقة لدى جميع البشر من دون استثناء، سواء كانوا فقراء ام اغنياء، فهو يؤكل في كل الفصول ومع كل اللحوم والخضروات. ومن مميزاته انه يوصف للجميع، شيوخاً وأطفالاً، للمرضى والأصحاء، للضعفاء وللأقوياء. وفي بلدان الشرق الاقصى يعتبر الارز الغذاء الاول والرئيسي، بل ان كثيرين لا يتناولون طعاماً آخر غيره. ان مهد الارز الاول هو الهندالشرقية ومنها انتقل الى المناطق المجاورة وبقية انحاء العالم. وقد تفنن الجميع في طهيه وابتكار وجباته. وفي البلاد الغربية هناك اعتقاد شائع بأن الارز هو رمز الخصوبة والحياة، ولهذا يعمل اهل هذه البلدان على رش المتزوجين بالأرز عقب مراسم العرس اشارة الى الامل في استمرار الحياة بين الزوجين وخصوبة نسلهما. يحتوي الارز على الماء والبروتينات والدهون والنشويات اضافة الى الأملاح المعدنية، كالبوتاسيوم والصوديوم والكالسيوم والمنغنيز والفوسفور والحديد والكبريت واليود، ناهيك عن كميات لا بأس بها من الفيتامين أ والفيتامين ب والفيتامين و E. والأرز المقشور كان السبب الرئيسي لاصابة سكان الشرق الأقصى بداء الهزال الرزي المعروف باسم "بري بري" فمنذ أمد بعيد تميز سكان الشرق الأقصى بضعف البنية ونحافة القامة، ولوحظت الظاهرة نفسها عند البحارة الذين جابوا البحار لفترات طويلة معتمدين في طعامهم على أكل الأرز المقشور والمعلبات فقط. وقد اتضح بنتيجة البحوث والاستقصاءات ان الحرمان من القشور كان السبب الذي أودى الى المرض نظراً الى غني قشرة الأرز بالفيتامين ب. ويفيد الأرز في خفض كوليسترول الدم، فالمعروف ان هذا الاخير ضروري لأنه يدخل في تكوين الجدران الخلوية، وفي تصنيع الهرمونات الاساسية، ومن أجل الحصول على الكمية الضرورية منه، يقوم الكبد بصنع الكوليسترول كل يوم. وفي المقابل وعندما يكون الغذاء مكدساً بالادهان، فإن الجسم يولّد كميات اضافية من الكوليسترول الذي لا يحتاجه، لهذا فإنه يحط برحاله على جدران الشرايين مسبباً الأمراض القلبية الوعائية، ومن اجل الوقاية من هذه الامراض ينصح بتناول الأرز الكامل. لأن قشرته الخارجية تحتوي على مركب معقد اسمه "اوريزانول" الذي اثبتت الاختبارات انه يساهم في لجم انتاج الكوليسترول في الجسم. وفي اطار دراسة حول فائدة الارز، قام البحاثة باعطاء مجموعة من الاشخاص مقدار 100 غرام من نخالة الارز فتبين ان الكوليسترول هبط عندهم بنسبة 7 في المئة، وإذا عرفنا بأن كل هبوط في الكوليسترول بمقدار 1 في المئة معناه هبوط معدل الاصابة القلبية الوعائية بدوره 2 في المئة لأدركنا اهمية الارز وفائدته في الوقاية من هذه الاصابات. ان الارز الكامل غني بالألياف غير المنحلة التي تلعب دور الاسفنجة في الامعاء اذ تمتص كميات كبيرة من الماء وهذا ما يزيد من حجم الكتلة البرازية الامر الذي يسرّع عملية قذفها الى الخارج من دون ان تبقى على تماس طويل مع جدران القولون، الامر الذي له اهميته في الوقاية من السرطان.