رفضت السلطات المغربية مجدداً اجراء اي مفاوضات مع جبهة بوليساريو للبحث في اطلاق سراح 1479 من الجنود المغاربة موجودين في الأسر منذ سنوات، وبعضهم منذ العام 1976. وقال مصدر مغربي مسؤول ل "الوسط" إن المغرب لا يقبل تجزئة المسألة، "فاذا كان هناك تفاوض فيجب ان يشمل الخروج من المأزق الحالي الذي أدى الى وضع العراقيل امام تنظيم الاستفتاء في الصحراء الغربية". ويتبادل الجانبان الاتهامات حول عدم تنظيم الاستفتاء. اذ يرى المغرب ان رفض بوليساريو توسيع لائحة الذين يحق لهم التصويت في الاستفتاء هو الذي أدى الى المأزق الحالي في حين ترى البولساريو ان المغاربة ارادوا "إغراق" اللوائح بأسماء اشخاص لا يتحدرون من الصحراء. وفي موضوع الأسرى "المنسيين" الذي طفا على السطح مجدداً، عبرت اللجنة الدولية للصليب الأحمر في بيان أصدرته اخيراً عن "قلقها البالغ تجاه وضع الجنود المغاربة الاسرى الذي امضى معظمهم ما يقارب ربع قرن في ظروف اعتقال سيئة للغاية". وطالب الصليب الاحمر بوليساريو باطلاق سراح الأسرى المغاربة نظراً الى "تدهور حالتهم الصحية وتقدمهم في السن ومعاناتهم النفسية بسبب طول مدة الأسر". والتزام الهيئة الدولية، في حال اطلاق سراح هؤلاء الاسرى، بالاستعداد للإشراف على عملية إعادتهم الى المغرب. وقال مصدر في الصليب الأحمر "ينبغي على الأقل إطلاق سراح أولئك الذين اصابهم الوهن بسبب الشيخوخة تطبيقاً لمقتضيات القانون الدولي". ويعيش الأسرى المغاربة موزعين على عدد من مراكز الاعتقال في منطقة تندوف شرق الجزائر حيث يعيش كذلك اللاجئون الصحراويون في ظروف قاسية منذ بداية نزاع الصحراء. وتصف المصادر "مراكز" الاعتقال بأنها عبارة عن بيوت بدائية حفرت في باطن الأرض وغطت بالصفيح او مواد بالستيكية. ويقوم الصليب الأحمد الدولي باستمرار بزيارة الأسرى المغاربة لتفقد احوالهم. وفي الفترة ما بين 11 و25 ايار مايو الماضي، قام وفد طبي من اللجنة بزيارة 796 أسيراً مغربياً يعيشون في ستة مراكز للاعتقال في تندوف ومناطق صحراوية اخرى لتقييم ظروفهم وأحوالهم الصحية. وأجرى فريق طبي تابع للصليب الاحمر عمليات جراحية لبعض الاسرى المغاربة الذين اصيبوا بضعف البصر بسبب الظلام الدامس في سجونهم البدائية في قلب الصحراء وفي ظروف مناخية قاسية. وقال الصليب الاحمر ان معظم الاسرى سقطت اسنانهم، وبعضهم يعاني من امراض جلدية حادة. وقدم الفريق الطبي حوالي 470 كيلوغراماً من الادوية للأسرى. ويتولى الصليب الاحمر نقل رسائل من هؤلاء الاسرى الى ذويهم في المغرب وبالعكس. وكانت اللجنة الدولية للصليب الاحمر اشرفت في 14 كانون الاول ديسمبر الماضي على عملية اطلاق سراح 201 اسير مغربي بعدما قامت جبهة بوليساريو باطلاق سراحهم في بادرة من جانب واحد. وتم نقل هؤلاء الاسرى من تندوف في الجزائر على متن طائرة مستأجرة وسلموا للسلطات المغربية في قاعدة إنزكان العسكرية قرب مدينة أكادير. وفي المقابل تشير السلطات المغربية الى عدم وجود اسرى من مقاتلي بوليساريو في السجون المغربية، اذا ان الاسرى اما ان يتم دمجهم في الحياة العادية في الصحراء او يحاكمون كما حدث لبعضهم باعتبارهم مواطنين مغاربة "متمردين". وحتى اولئك الذين حوكموا تم العفو عنهم بعد ان امضوا فترات متفاوتة في السجون.