حققت الكويت نجاحات في تحسين علاقاتها العربية عبر طرح سياسي معتدل ميّز الشهور الأخيرة، يركز على دعم الحقوق الفلسطينية وانتفاضة الأقصى، ويتجنب كل ما من شأنه الايحاء أو الفهم بأن الكويت تؤيد استمرار الحظر الدولي على العراق، مع تركيز خاص على الأسرى والمفقودين الكويتيين لدى العراق باعتبار أن حل هذه المسألة يساهم بإعادة التضامن العربي وتفعيل العمل العربي المشترك. وفي هذا الاتجاه أعطت الكويت بضع اشارات ودية تجاه الأردن الذي يستضيف القمة العربية الدورية الأولى. أما أبرز الإشارات فكان الترحيب الرفيع المستوى بنائب رئيس مجلس النواب الأردني غازي الفايز الذي زار الكويت أخيراً وشاركها الاحتفالات بذكرى الاستقلال الأربعين وذكرى التحرير العاشرة، واجتمع إلى كبار المسؤولين الكويتيين في أجواء أوحت بتدشين مرحلة جديدة من التعاون بين البلدين. وفي الاتجاه نفسه، كان وفد برلماني كويتي زار العاصمة الأردنية الشهر الماضي، وحظي باستقبال مميز، إلى الحد الذي جعل الملك عبدالله الثاني، الذي كان موجوداً في فيينا خلال زيارة الوفد إلى عمّان، لأن يتصل برئيس الوفد محمد جاسم الصقر وكيل الشعبة البرلمانية الكويتية، ويستمهله البقاء في عمّان ريثما يعود ليتسنى له مقابلته. وكانت وفود برلمانية كويتية زارت عدداً من بلدان دول ما كان يطلق عليه، حسب التعبير الإعلامي الكويتي الذي ساد بعد عام 1990 "دول الضد"، وأجرت مع قنواتها الفكرية والسياسية حوارات ناجحة لقيت الإشادة من أعلى المستويات في الكويت، مما دعم مفهوم الديبلوماسية الشعبية التي يتولاها البرلمان الكويتي، وهو أمر عوض نقصاً في الوجود الكويتي لدى الشارع العربي العريض. وعلى هذا الخط، يقوم جاسم محمد الخرافي، رئيس البرلمان الكويتي، بزيارة إلى صنعاء في 14 الشهر الجاري بدعوة من نظيره اليمني الشيخ عبدالله بن حسين الأحمر، هي الأولى من نوعها منذ العام 1990. وتسعى الكويت إلى لعب دور عربي مميز خلال قمة عمّان يتجاوز الاضرار التي لحقت به من جراء تضارب السياسات العربية بعد الاحتلال العراقي للكويت.