عاد ملف الاغتيالات السياسية من جديد الى الواجهة في المغرب، حيث طالب حزب "الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية" الذي يرأسه عبد الرحمن اليوسفي رئيس الحكومة المغربية بإعادة التحقيق في الظروف والملابسات التي أدت الى اغتيال عمر بنجلون، احد ابرز قادة الحزب خلال السبعينات الذي كان يعتبر الرجل الثاني بعد عبد الرحيم بوعبيد. وكان بنجلون قد اغتيل امام منزله في الدار البيضاء عام 1975 عندما هاجمه ثلاثة شبان مجهولين وسددوا له طعنات قاتلة بمدية في صدره. وذكرت السلطات وقتها ان الشبان الثلاثة ينتمون الى جماعة اصولية متطرفة. لكن "حزب الاتحاد الاشتراكي" ظل يشكك في هذه الرواية. وبدأت تلميحات في الآونة الاخيرة تشير الى ان ادريس البصري، وزير الداخلية القوي لقرابة نصف قرن، ربما يكون ضالعاً في القضية. لكن الغموض ظل يحيط بالموضوع حتى اليوم واستغل "الاتحاد الاشتراكي" ذكرى مرور حوالي ربع قرن على عملية الاغتيال ليطالب بفتح تحقيق حول ظروف وملابسات الحادث، خصوصاً ان بعض رجال الاستخبارات السابقين ابدوا استعدادهم للإدلاء بإفاداتهم حول القضية، وأشاروا الى استعدادهم للحديث كذلك عن ظروف حفر مقبرة جماعية دفن فيها عشرات الاشخاص في بداية الثمانينات في ضواحي الدار البيضاء، في منطقة غابية تسمى بوسكورة. وكان هؤلاء الاشخاص قتلوا اثناء تظاهرات عارمة عرفها المغرب عام 1981 بعد الاعلان عن زيادات في اسعار المواد الغذائية.