بلغ تدهور العلاقات المغربية الاسبانية حداً ينذر بامكان فرض كل من الجانبين "عقوبات" على الآخر. وقالت مصادر وثيقة الاطلاع في الرباط ان المغرب لا يستبعد فرض "حصار" على مدينتي سبتة ومليلية اللتين تحتلهما اسبانيا في شمال المغرب ويطالب المغاربة باستعادتهما منذ الاستقلال. واشارت هذه المصادر الى ان ما حدث لصخرة جبل طارق عام 1969 يمكن ان يتكرر مع سبتة ومليلية. وكان الجنرال فرانكو فرض حصاراً على جبل طارق رداً على استفتاء اجرته بريطانيا في ذلك الوقت قرر خلاله سكان الصخرة البقاء ضمن السيادة البريطانية. وادى الحصار الى قطع مياه الشرب عن سكان الصخرة مما اضطر سلطات جبل طارق جلب المياه العذبة من المغرب عبر خزانات نقلتها السفن. وكان وزير الخارجية المغربي محمد بن عيسى قد ابلغ في الاسبوع الماضي نظيره الاسباني جوزيف بيكي هاتفياً ان الحكومة المغربية "ستتخذ قرارات واجراءات في القريب العاجل" رداً على طرد اسبانيا وفداً مغربياً حاول حضور مهرجان تضامني مع جبهة بوليساريو في مدينة إشبيلية الاسبانية للتعبير عن مواقف المغاربة من "مغربية الصحراء". وكان الامين العام لبوليساريو محمد عبد العزيز قد حضر هذا المهرجان واطلق مبادرة تدعو الى "عقد لقاء مع العاهل المغربي الملك محمد السادس في أرض محايدة لبحث مشكلة الصحراء". وابعدت السلطات الاسبانية الوفد المغربي الذي يمثل "جمعية الصحراء المغربية" واساءت معاملته واخضعت اعضاءه للتفتيش ومزقت الاعلام المغربية التي كانوا يحملونها واجبرتهم على الانتقال الى ميناء الجزيرة الخضراء ومن هناك ابعدتهم الى المغرب. وكان في عداد الوفد اربعة صحافيين مغاربة. وردت مدريد على احتجاج المغرب بان السلطات الاسبانية لم تطرد مغربياً من الاراضي الاسبانية لكن المغاربة المشار اليهم منعوا من "حضور مؤتمر حول الصحراء احتضنته اشبيلية لانهم غير مسجلين لحضور المؤتمر"، واضافت "من المؤسف ان يصدق وزير الخارجية المغربية انباء موجهة اساساً لخلق مزيد من التوتر في علاقات البلدين من دون ان يتحقق من صحة الاحداث، وهو ما يجعل تطبيع العلاقات الذي ترغب فيه اسبانيا اكثر صعوبة". وكانت مصادر اسبانية اشارت الى ان الوفد المغربي يضم في الواقع "متعاونين" مع اجهزة الاستخبارات المغربية. ويشار في هذا الصدد الى ان الصحافيين المغاربة الذين كانوا ضمن الوفد غير معروفين في الوسط الاعلامي المغربي باستثناء واحد بينهم، وهو ما يرجح احتمال ان الجانبين وفي اطار التدهور الذي تعرفه علاقاتهما شرعا في توجيه "ضربات تحت الحزام". ويرى مراقبون ان هناك جهات تعمل بالفعل على تصعيد التوتر بين البلدين، ويشار في هذا الصدد الى لوبي الشركات والمصالح الفرنسية المتنفذ في المغرب الذي بات يشعر بالقلق من تنامي الاستثمارات الاسبانية في منطقة ترى "المصالح الفرنسية" انها يجب ان تبقى خاضعة لهيمنتها، ولا تنظر بعين الرضا لمنافس حتى ولو كان اوروبياً.