دفع النجاح التجاري الذي لاقاه الكلب الروبوت Aibo الكثير من الشركات المختصة في قطاع الالكترونيات إلى اقتفاء أثر شركة "سوني" والانكباب على تطوير ألعاب الروبوت بأشكال خارجية مشابهة للحيوانات الأهلية التي تشاطر عدداً كبيراً من الغربيين تفاصيل حياتهم المنزلية كالكلب والقطة وغير ذلك. وإذا كانت شركة "سوني" تعمل بدأب في مختبراتها لتطوير لعبة بشكل إنسان سيفوق ثمنه قيمة سيارة عائلية، فإن شركة "هوندا" تعكف هي الأخرى على تطوير روبوت مماثل طوله 120 سنتيمتراً مزروع بالالكترونيات ومخصص للمهنيين المحترفين، نظراً إلى ارتفاع ثمنه الذي يفوق قيمة خمس سيارات عائلية مثلاً. أمام مجموعة "ماتسوشيتا" اليابانية فتعتزم فتح دار للعجزة والمتقاعدين يلعب فيها الروبوت دوراً أساسياً في الترفيه عن المقيمين ومتابعة أحوال المرضى داخل هذه الدار. أما شركة NEC فقد طورت روبوتاً مخصصاً لمؤانسة الأشخاص في المنازل وقادراً على الحركة واستيعاب 650 كلمة والنطق بحوالي 3000 كلمة. وبفضل عينيه، وهما عبارة عن آلتي تصوير الكترونيتين، والذاكرة المدمجة في جسمه، يستطيع التعرف على عشرة وجوه مختلفة والتمييز بينها والتعرف على صوت كل من أصحابها من دون أي التباس، كما يمكنه التنقل وحده وتجنب العوائق التي تعترض طريقه، والتكيف مع أية بيئة منزلية جديدة يوجد فيها. أما الميزة الأهم في الروبوت PapeRO فإنه قادر على الحوار مع الإنسان وسرد النكات، ولكن كيف يتم ذلك؟ إن هذا الروبوت عبارة عن جهاز كومبيوتر طوله 40 سنتيمتراً ووزنه 5.4 كلغ، يتمتع باكتفاء ذاتي من حيث الطاقة لمدة 3 ساعات وببرامج متعددة، كتلك المخصصة للضحك أو التنقل داخل المنزل دونما حاجة لتلقي الأوامر بذلك، ما يجعله أقرب ما يكون إلى الإنسان مقارنة بما يتوافر من منتجات روبوتية حالياً في الأسواق. والمدهش انه عندما يستطرد في الثرثرة الالكترونية ويطلب منه صاحبه خفض صوته أو التوقف عن الكلام، يدير ظهره ويبدي امتعاضه غير عابئ بالأوامر، ولاسترضاء خاطره لا بد من القيام بتمرير اليد على رأسه للعودة إلى مزاجه المرح. يتحلى هذا الروبوت أيضاً بالقدرة على التمييز بين لمسة المداعبة والتأنيب بفضل اللواقط الالكترونية المتعددة ذات الاختصاصات والوظائف المختلفة. وبما أن هذا الروبوت يقوم بوظائف منزلية متعددة، كتسجيل برنامج تلفزيوني على شريط الفيديو أو ارسال بريد الكتروني مصور بناء على أوامر صاحبه، يخشى مهندسو شركة NEC من شحة مفردات هذا الروبوت، ويعكفون على حل هذه المشكلة بتوسيع القاعدة المعلوماتية التي يستخدمها بسبب انفتاح بنائه الأساسي الذي يساعد على الاستعانة ببعض البرامج المتوافرة حالياً وتعديلها جزئياً قبل استخدامها، كما أن تفاعله مع أجهزة الإعلام المتعددة والسمعية البصرية من شأنه أن يحول هذا الروبوت إلى جهاز للتحكم عن بعد أو إلى جهاز كومبيوتر "حي" حقيقي ونقال يتمتع بعجلات ويستجيب لأوامر صاحبه، انه ولا شك جهاز الكومبيوتر للقرن الحالي. لقد سهلت بنية هذا الروبوت المشابهة لبنية جهاز الكومبيوتر النقال الأكثر استخداماً في العالم، دمج العديد من اللواقط الالكترونية ووصلها بالوحدة المركزية لأي جهاز كومبيوتر، مما يمكن في النهاية كل مستخدم من الابحار على مواقع الانترنت والاستماع إلى نص مكتوب أو مشاهدة برنامج تلفزيوني بواسطة هذا الروبوت. وعلى رغم أن مسؤولي هذه الشركة لم يعطوا تاريخاً محدداً لتسويق هذا الجهاز العجيب، تشير الدلائل إلى أن اقامته في مختبرات جامعة طوكيو لن تطول، لا بل سيُمنح مصنّعوه لقب النجومية بلا منازع في عالم الروبوت.