مع اعلان الولاياتالمتحدةوبريطانيا بدء العمليات العسكرية ضد افغانستان أخيراً، عدت الى ارشيفي من "الوسط" في محاولة لرسم الخط البياني الصحافي الذي تابعتم به حكاية اسامة بن لادن، ووجدت انكم قد نشرتم في العدد 500 غلافاً حمل صورة له وعنواناً عن توقعات ال"سي آي اي" في عزمه على ضرب أهداف في اسرائيل وأميركا والهند واليمن وايطاليا. وبعد ثلاثة اعداد أي 3 أسابيع حملت مجلتكم عنواناً صادماً هو "الاعصار والثمن" حول الطائرتين اللتين هاجمتا مركز التجارة الدولي في مانهاتن بنيويورك، وتواترت عناوينكم تباعاً حول الحرب الطويلة والضربة الأولى وأخيراً "ساعة تصفية الحسابات". وعند مقارنتي لمطبوعات أخرى لم تستوقفني سياسة صحافية مثل ما توافرت عليها مجلتكم، الأمر الذي يدل على ان إدارة تحريرها تضع في حسبانها التوقيت والاختيار الموفقين لمواضيع الغلاف، لكن ما حرضني على الكتابة اليكم، ليس المدح كما يبدو للوهلة الأولى في كلماتي السابقة، بل وقوفي على نقص فادح لم أجد تبريراً له في وقوعكم بفخه، ألا وهو غياب الانعكاسات الأمنية والسياسية والاقتصادية على أمتنا العربية ومؤسساتها واقتصاداتها، ناهيكم عن غياب أي موضوع حول الآثار العنصرية التي يتعرض لها عرب المهاجر ومسلموها، واعتقد ان الصواب جانبكم في هذا المضمار الأساسي لحاجة قارئكم للاطلاع على حقائق اليوميات التي يتعرضون فيها للمناكدة والاعتداءات والاهانات، خصوصاً اذا عرفنا ان "الوسط" تحرر وتصدر عن عاصمة غربية هي طرف في هذه المواجهة التي تبدو ملامحها أنها ستكون طويلة الأمد. فسؤالي هو: هل مسلمو وعرب بريطانيا سالمون لم يتعرضوا الى الأذى؟ ولماذا لا تجرون تحقيقات ميدانية ولقاءات مع أميركيين وبريطانيين ومواطنين غربيين يقطنون ويعملون في منطقتنا العربية خصوصاً في دول الخليج، لكي توثقوا احوالهم والأمان الذي يعيشون فيه بيننا، عسى أن تصل العبرة الى اعلامهم، بأن العرب والمسلمين أهل سلم وأمان. فاتح أبو زيد العلي دبي - الامارات