يوم فائض طويل بوقته وركوده, تأخذ اصابعك وعيونك في تفليه وتصفح تلال المجلات والجرائد, تشغل حوامل كثيرة في المتجر الكبير, لا تتعجل الوقت, ولا زحمة المشترين.. تو النهار.. تختار حصتك الفقيرة من الجرائد المحلية, تودعها في السلة, ولا تغادر, تو النهار.. تمارس التسلية غير المدفوعة الثمن, رغم اللافتة العريضة تدعو الى منع القراءة منعا باتا, تبتسم وأنت (تحط وتشيل) من مختلف الفواكه المغرية المنيرة, تنبض باللون والصورة, والعناوين ذات الطلقات النارية تدعوك لافتضاض الأغلفة لوجبة اكثر اغراء ودسما, صنعت وفق الخلطة السرية الصحفية لاجتذاب فراشات القراءة نحو ضوئها المعشي. يستوقفك عنوان صارخ صاخب ل(عملاق المنتجين العرب): (عمرو دياب مراتي!!) لم تكن تعرف انه عملاق, لكن العنوان المجلجل المصبوغ بتصريحه الصادم الفج, لا يثبت انه عملاق وحسب, بل, فحل من فحول المنتجين العرب, كيف لا.. وهو لا يتورع عن هذا التشبيه/الطعنة, فيسدده على الملأ الى المطرب الذي طار من شجرته, شجرة المنتج العملاق, الى شجرة اخرى تعطيه مزايا اكثر وعشا آمنا ارحب. تريد ان تستقصي العنوان المثير, البريق فاضح وواضح, المجلة مكنونة في حرز واق خوفا من الايدي المتطفلة, غلاف شفاف يحفظ المجلة وعناوينها وصورها داخل علبة الاغراءات ذات الريالات الثمانية, تطالع لافتة منع القراءة, والمكان الفارغ الا منك في اول النهار والتسوق, تعمل يديك في الغلاف الشفاف, تنزع المجلة, وتدلف الى حوار المواجهة مع عملاق المنتجين العرب في جزئه الثاني يواصل حربه والافتخار بنياشينه الفنية من اسماء يضمها في حظيرته التي لا يخرج منها سوى المغضوب عليهم وبفضيحة وهلهلة الهدوم.. يطرح المحاور سؤالا ذكايا يستثير فيه العملاق عن ابنه عمرو دياب, فيجيبه منفعلا: (عمرو دياب مش ابني, ولكنه مراتي, لأنه لا يزال على ذمتي, الى ان يترك شركتي) ويواصل نفس التشبيه في بقية الإجابة تطبق المجلة, تعيدها الى غلافها الشفاف, تضعها على حاملها, وتستغرب هذا الافتراس البهيمي وحس النزوة العالي لدى المنتج الشهير لتكسير سمعة مطرب من خلال اللعب على الكلمات وما تحمله من تورية, وابعاد, يمكن ان تفهم على اكثر الأوجه سوءا في وسط فني مضطرب تملأه احاديث الوشايات والنميمة والانتقام وصراع المقاعد وحرب النجوم. هكذا يزهر الفن العربي و(دنيا الفن لسه بخير)!!