الحوار الذي أجرته "الوسط" العدد 464 مع الشاعر والأديب والناقد الكويتي الدكتور سالم خدادة وإجاباته التي لامست جوهر قضايا عدة، جرفني إلى حال من "الارباك الممتع"، إن جاز التعبير. فهو طرح قضايا اشكالية حول المتون والنصوص على اختلاف أنواعها، فحاولت أن أخط رسالتي بصيغة التساؤلات بعيداً عن المواقف التقريرية. وجدت الدكتور خدادة كقائد أوركسترا يزاوج بعصا المهارة والاتزان مختلف الآلات والألحان. فأين يكمن سره ؟! ربما لأنه يمارس العمل الابداعي كشاعر، إلى جانب كونه مختصاً في النقد الأدبي. يكتب الشعر العمودي وقصيدة التفعيلة و"يشرعن" قصيدة النثر مع تحفظه على شطحاتها التي تبلغ حد الالغاز ما يزعج وينفّر المتلقي لوقوعه في أزمة عدم إمكان التواصل معها. وإذ يصرح أن التجربة هي التي تحدد شكلها ولغتها وقوالبها وجمالياتها، فكأني به يضرب بسيفه على الأغلال التي حاول بعض النقاد، لا سيما "المؤدلجين" منهم، تكبيل أقلام الابداع بها بذريعة عدم انسجام أو بالأحرى "خضوع" نصوصهم لقوالب وقواعد مدارس نقدية معينة وما طُبخ منها في "سجون" الايديولوجيات. ماذا يعني اخضاع نص أدبي ابداعي لقوالب جاهزة سلفاً وسلبه حريته؟ ألا يفترض وقوعه في شرك التكرار والاجترار وبالتالي خنق الابداع ومسخه؟ ألا يجدر بالناقد أن يستنبط من كل نص المنهج النقدي الذي يلائم النص وينسجم معه انصافاً للنص ومبدعه؟ لمَ إصرار بعضهم على حشر رحابة الأدب في قوالب تضيق به؟. كورين اورتشانيان باريس - فرنسا