لفتت مصادر في الحزب الاتحادي الديموقراطي السوداني في القاهرة الى قرب عودة السيد أحمد الميرغني رئيس مجلس الدولة السوداني السابق الى الخرطوم تنفيذاً لاتفاق سابق مع الرئيس السوداني الفريق عمر البشير ابرم في السفارة السودانية في القاهرة على هامش حضور الرئيس السوداني المؤتمر الافريقي - الأوروبي في القاهرة. وتجددت هذه التوقعات بعد لقاء الرئيس السوداني السابق احمد الميرغني مع وزير الخارجية المصري عمرو موسى وقبل زيارة الأخير للسودان. وحسب المصادر الاتحادية فإن الميرغني طلب من موسى تطمينات كاملة من السلطات السودانية للدخول في مفاوضات جادة والجلوس مع المعارضة شمالية وجنوبية في مؤتمر يناقش قضيتي الحرب في الجنوب والديموقراطية في الشمال، وأنه وفق هذه التطمينات ستتحدد دعوة الميرغني الى الخرطوم. ويتصدر الميرغني الصورة الآن بعد ابتعاد شقيقه السيد محمد عثمان الميرغني رئيس التجمع الوطني المعارض، كما أنه يسعى منذ فترة لتقديم نفسه كشخصية قومية ومستقلة، فلا يسبب إحراجاً للحزب تجاه حلفائه الجنوبيين، كما لا تشكل عودته تحولا في مسار الحزب الاتحادي ولا تكسب منها الخرطوم الكثير لأنها تعتبر عودة فردية. وتلفت المصادر الى السياسة الثنائية التي يعتمدها الحزب الاتحادي، فهو يطلق أحمد الميرغني ليغازل النظام ويتفاوض معه ويحتفظ بكيانه الرافض لدى المعارضة في آن واحد، مع استمرار التشاور بين الشقيقين أحمد ومحمد الميرغني لحجز مكان على "طاولة الخرطوم" التي ذهب إليها باكراً حزب الأمة. وعلى جانب آخر تستعد فعاليات الحزب الاتحادي في الداخل والخارج لعقد أول مؤتمر للحزب منذ الستينات اما في القاهرة او في اسمرا لتشكيل قيادتين للحزب، إحداهما داخلية والأخرى خارجية بهدف لمّ الشمل ومنع الانشقاقات، وتقول مصادر الحزب في القاهرة أنه من المتوقع حدوث تغييرات واسعة في قيادة الحزب خصوصاً ما يسمى بقيادات "الشرعية الثورية" التي ورثت العمل القيادي، وأضافت إليه عملاً نضالياً ضد النظام الحالي، كذلك ايجاد مكان لقيادات أصبحت ذات وزن اتحادي كبير مثل الشريف زين العابدين الهندي وسيد أحمد الحسين الذي اعتقل أخيراً في السودان. وسيكون مؤتمر الخارج تمهيداً لمؤتمر في الداخل يخطط الحزب لعقده في حزيران يونيو المقبل لتقرير مسألة العودة. ويذكر ان الميرغني الذي يتزعم الحزب الاتحادي يتمسك بأنه لن يدخل في مصالحة مع الخرطوم إلا وفقاً لما تحدده مصر وليبيا اللتان ترعيان مبادرة مشتركة لإحلال الوفاق في السودان.