لا يختلف اثنان على ان الفنان احمد زكي يعد واحداً من اهم الممثلين المصريين والعرب على الاطلاق في فن السينما على الاقل. فهو يستحق اللقب الذي يطلقه عليه كثيرون حالياً: رئيس جمهورية التمثيل، وهذا ما اكده من ناحيته الناقد علي ابو شادي رئيس مجلس ادارة هيئة قصور الثقافة عندما سُئل عن الفنان الذي يستحق لقبه فقال "إن الفنان الوحيد في تاريخ مصر الذي يستحق كل الالقاب الفنية مجتمعة هو أحمد زكي، لما يتميز به من صدق في الاداء". هذه الايام يعيش احمد زكي مرحلة مهمة من حياته الفنية فهو يصور فيلمه الذي حلم به طويلاً، "أيام السادات" عن سيناريو وحوار احمد بهجت ويخرجه محمد خان وتصوير طارق التلمساني وتشارك فيه ميرفت امين ومنى زكي وأكثر من 200 ممثل وممثلة بالاضافة الى آلاف من الكومبارس. "الوسط" زارت احمد زكي اثناء تصوير مشاهد من الشريط، وبدا يومها في كامل لياقته الفنية، فها هو قد اطلق شاربه وازال جزءا من شعر رأسه ونقّص وزنه فضلاً عن تغيير رنة كلامه الذي اصبح يحمل نبرة صوت الرئيس الراحل انور السادات. ورغم اليقين الذي كان يلف المكان بأنه قد لا يوجد ممثل في مصر يمكنه ان يتصدى لاداء شخصية السادات، سوى احمد زكي، الا ان هذا الاخير هو الوحيد، كما بدا لنا الذي يدرك انه امام مأزق فني، لانه يعلم انه مُقدم على تمثيل شخصية مهمة وفيلم من الوزن الثقيل تاريخياً وتشخيصياً وترقباً ومعارضة وتأييداً. وكان احمد زكي بدأ التصوير في بورسعيد بمشاهد وصفها بأنها تشمل المرحلة الاولى من حياة السادات - مرحلة شبابه - وهي تلك التي كان فيها تعارفه مع السيدة جيهان وزواجه منها. هنا عدد من الأسئلة طرحناها عليه.. لماذا "أيام السادات" بعد النجاح الواسع لفيلم "ناصر 56"؟ - يضحك.. من حقي الإنساني أن أقدم كل ما أريده طالما انه ليس ضد الآخرين، وطالما انه لا يضر أحداً، فأنا قدمت العشرات من الشخصيات المتراوحة بين شخصية البواب والضابط والمحامي والمسؤول والمصور والجندي. كما قدمت شخصية الرئيس عبدالناصر وأرى أن من حقي أن اقدم أي شخصية اخرى طالما أنني احس بضرورة ذلك من الناحية الفنية، ولهذا فمن حقي أن أقدم السادات، فهو زعيم وطني يستحق أن يخلد سينمائياً لأن في حياته عشرات القرارات المهمة التي صنعت التاريخ المصري وساهمت في تغييره فهو صاحب قرار العبور وهو صاحب قرار السلام. ما هي المناطق التي ستركز عليها في الشريط؟ - لقد اتخذ الرئيس أنور السادات في حياته قرارات إيجابية كثيرة. وهناك قرارات اعتبرها كثيرون خاطئة في حينه على الاقل، أنا في الفيلم سأركز على الجوانب الإيجابية والسلبية كلها. لأنني أقدم فيلماً للأجيال وليس للتمجيد فقط، وأتمنى أن أكون عند حسن ظن الجمهور كله، مؤيدين ومعارضين. هل أزعجتك انتقادات البعض عندما أعلنت تصديك لأداء شخصية السادات وأنت الذي قدمت عبدالناصر؟ - في البداية لاپبد أن يعلم الجميع أنني لست ناصرياً ولست ساداتياً. أنا ابن هذا الوطن، أحببت عبدالناصر وأحببت أنور السادات. ومهنتي في الأساس هي فن التشخيص. فأنا ممثل أقدم شخصية مواطن بسيط أو ضابط أو محامي أو مدرس، وكل شخصية من المؤكد أنها تختلف عن الأخرى، فلماذا لا يرون أيضاً أن الرؤساء ذوو شخصيات مختلفة وأنا أبرهن من خلال عملي انني أعرف كيف أقدم كل شخصية، بما يليق بها؟ ثم أن الرئيس السادات هو الذي اختارني قبل وفاته لأداء شخصيته وكان المخرج يحيى العلمي هو الذي سيتولى إخراج مسلسل "البحث عن الذات"، وأريد أن أقول إنه عندما قدمت "ناصر 56" كان هناك معارضون أيضاً قبل عرض الفيلم. ويكفي أن أحد المقربين من الرئيس جمال عبد الناصر كتب الى رسالة قال فيها: "لقد دخلت لمشاهدة الفيلم.. وأنا غير مقتنع وخرجت مقتنعاً" هذا يكفي، ولهذا اطلب من الجميع عدم الاستعجال في إصدار الحكم. اتركوني اقدم السادات بعيداً عن أية حسابات سياسية فأنا ان كنت انتمي الى حزب، فإنه ليس سوى حزب الفن، والخير والجمال. ولا علاقة لي بالخلافات السياسية والمشاكل الخاصة. هل أنت متفائل برد فعل الجمهور؟ - أتمنى ان يكون في رد فعل الجمهور ما يكافئني على حماسي.. لأن هدفي من الفيلم هو تقديم شخصية السادات للأجيال. وذلك لأن الرئيس السادات يستحق فعلاً التمجيد لأنه رجل وطني وكان صاحب رؤية مستقبلية واسعة. وأنا في الحقيقة سعيد بمنهج الرئيس مبارك الذي يشيد دائماً بدور الزعيمين عبدالناصر والسادات، ففي كل مناسبة يتحدث عنهما ويشيد بمواقفهما الوطنية ولنا في الرئيس مبارك قدوة في ذلك.