يثير تصوير المسلسل التلفزيوني "حرب البسوس" انتقادات واسعة في الوسط الفني السوري. فقد اعتبر بعضهم أن العمل الذي كتبه ممدوح عدوان يستعيد صفحة من التاريخ العربي "تجسد التناحر والفرقة، في زمن نحن أحوج ما نكون الى التضامن". من جهته سارع مؤلف العمل بالرد على هذه الانتقادات، عبر رسالة وجهها الى الشركة المنتجة السورية للانتاج الفني، أوضح فيها وجهة نظره. ومما جاء في الرسالة: "هذا العمل صياغة درامية لملحمة العرب الأولى، أي "حرب البسوس"، وقد اردت الابتعاد عن المبالغات والخرافات التي تعج بها ملاحم الشعوب كلها". وأضاف الشاعر والمسرحي السوري: "قدمت في سياق هذا العمل بشراً يشبهوننا، لكنهم عاشوا في ظرف مختلف. ولن اتوقف كثيراً عند سبب اندلاع هذه الحرب التي قامت بين قبيلتين عربيتين بسبب مقتل ناقة. لكن حرب طروادة التي دامت عشر سنوات، قامت هي الأخرى بسبب زوجة خائنة هربت مع عشيقها، إلا أن "الالياذة" التي خلّدت هذه الحرب لم تقف عند السبب المباشر للحرب، بل استمدت غناها من التفاصيل الانسانية. لأن الملاحم لا تقف عند الأسباب، انما تبحث في الثراء الانساني لشخصياتها، وهذا ما حاولت القيام به في ملحمة "حرب البسوس"". ومن جهته، علّق مخرج العمل حاتم علي على النقاش الدائر، مؤكّداً أن "المسلسل محاولة جدية لاعادة صياغة ملحمة، لها موقع خاص في التاريخ العربي، الشفوي والمكتوب". وذكّر أن تلك الملحمة "يمكن اعتبارها، واحدة من الملاحم التي تكاد توازي في جمالياتها، الملاحم العالمية الاخرى، مثل "الأوديسة"، و"الالياذة"، و"المهابهاراتا"... اضافة الى ان الكاتب ممدوح عدوان، أعاد صياغة الحكاية وخلَّصها من اوهامها، وما علق بها من خرافات، إذ رد تصرفات الشخصيات الى موقعها الاجتماعي والاقتصادي، وهذه الخطوة، بحد ذاتها، محاولة لعصرنة الحكاية، وطرح مجموعة من الاسئلة التي تتناول العلاقة بين السلطة والشعب". وتجدر الاشارة الى ان المنتج قام بتغيير اسم العمل من "حرب البسوس" الى "سيرة الزير سالم"، تفادياً لأية اشكالات قد تواجه عرض المسلسل. وبالفعل فقد ادرجته الفضائية السورية ضمن برامجها خلال شهر رمضان الجاري.