كشفت بثينة شعبان في كتابها "100 عام من الرواية النسائية العربية" الصادر أخيراً عن دار الآداب في بيروت، عن وثيقة أدبية تفيد أن أول رواية عربية تعود الى العام 1899، وتحمل توقيع الصحافية اللبنانية زينب فواز، وهي بعنوان "حُسن العواقب". وتنسف أطروحة شعبان في حال تأكّدت، الاعتقاد السائد لدى أهل الأدب العربي ونقّاده ومؤرخيه، من أن رواية "زينب" لمحمد حسين هيكل التي صدرت في العام 1914، هي التي تعلن عن ولادة الرواية العربية الحديثة. وتشير الباحثة السورية التي قضت نحو عشر سنوات في جمع مادة دراستها والتنقيب في المراجع القديمة، الى أن روايات نسائية عدة، صدرت قبل هذا التاريخ، وأبرزها رواية "بديعة وفؤاد" لعفيفة كرم، و"قلب الرجل" للبيبة هاشم. يعالج الكتاب في تسعة فصول، تاريخ الرواية النسائية العربية، منذ نهاية القرن الماضي وحتى اليوم، في محاولة جدية للتعريف بابداعات رائدات الكتابة اللواتي تم تجاهلهن طويلاً. كما تقوم باختبار الحساسية الانثوية في الرواية العربية، ليس بوصفها مساحة للانشاء و"ثرثرة نسائية تسجل قصصاً ذاتية وموضوعات غرام فاشل. بل كخطاب موازٍ لمنجز الرواية العربية عموماً. وترى صاحبة "باليمنى واليسرى"، و"النساء العربيات يتحدثن عن أنفسهن"، ان "النقد لم ينصف المرأة الكاتبة لأنه ركز فقط على ما انتجه الرجل، وأهمل تماماً ما كتبته المرأة على رغم انخراطها في هموم مجتمعها وقضايا التحرر الوطني". وتجد شعبان في أعمال زينب فواز ولطيفة الزيات ووداد سكاكيني وإلفة الادلبي، نماذج استطاعت أن تحفر في الذاكرة، وتؤسس لظهور جيل آخر من الروائيات اللواتي أكدن حضورهن النافر في المشهد الروائي أمثال: غادة السمان ونوال السعداوي وليلى عسيران... وصولاً الى كتابات أكثر ازدهاراً تشكل حلقة متصلة بدأت من الجدة الأولى "شهرزاد" ولم تنته عند هذه الظواهر اللافتة.