لم تعد صناعة السيارات الرياضية حكراً على فيراري وماركات أوروبية قليلة. فمع أن قطاعات السيارات "العادية" هي الأكثر تأثراً ببلوغ طاقات الإنتاج في العالم نحو 75 مليون وحدة سنوياً بينما يناهز الطلب 55 مليوناً، لم تنجُ حتى القطاعات النخبوية من "إزدحام" العروض من طرفَيها الرزين والرياضي على حد سواء، ومن مختلف القارات. مع ذلك، يبقى لحصان فيات، عفواً، حصان فيراري الجامح رونقه فيراري جزء من مجموعة فيات... خصوصاً مع توقّع عودة إنتعاش منافسه الإيطالي المباشر، الثور الهائج لدى لامبورغيني التي لن تتركها مالكتها الجديدة، مجموعة فولكسفاغن، هادئة لفترة طويلة. ولن تترك فولكسفاغن أيضاً ماركتها الأخرى، بينتلي، هادئة طويلاً في قطاع السيارات الرياضية العليا. وهل من داعٍ للتذكير أيضاً بفئات بورشه "911" في صيغها المختلفة، وبموديلَي مرسيدس-بنز "سي إل" الذي سيطل الخريف المقبل، و"إس إل آر" الأعلى والذي يُستبعد عدم إنتقاله الى حيز التنفيذ ل"مؤانسة" فيراري "إف 550 مارانيلو"؟ في تلك الأجواء، إكتفت فيراري بخمس سنوات فقط لموديلها "إف 355" الذي أطلِقَ في أيار ماير 1994، قبل إطلاق وريثه الجديد "إف 360 مودينا" بعد شهرين من اليوم. وبينما حظيت الأخيرة بقاعدة جديدة كلياً، خضع محرّك "إف 355" لتعديلات مختلفة لتخفيف درجة التلويث في المقام الأول تماشياً مع تزايد صرامة القوانين كما زيدت سعة الأسطوانات الثماني V 90 درجة من 5.3 الى 6.3 ليتر، فارتفعت القوة من 380 حصاناً في "355" الى 400 حصان/8500 د.د. في "إف 360 مودينا"، مع عزم دوران يناهز 372 نيوتون-متر/4750 د.د. لكل من أسطوانات المحرّك خمسة صمامات، ثلاثة منها لإدخال الهواء والوقود، واثنان لتنفيس غازات المزيج بعد إحتراقه. أما العلبة فتحوّلت من الوضعية العرضية الى الطولية، وهي إما يدوية بست نسب أمامية، أو إلكترو-هيدروليكية تسمح بغيار النسب من وراء المقود كما في سيارات فورمولا واحد. أعمق تغييرات السيارة التي صممها، كالمألوف، مكتب بينينفارينا، حصل في الهيكل الأكثر إنسيابية، والبنية التي تعتمد معدن الألومينيوم في القاعدة والألواح وعدد من العناصر الأخرى كالتعليق، لتخفيف وزن الهيكلية المعدنية 100 كلغ، والوزن الصافي الجاف 150 كلغ من دون السائق والسوائل المختلفة ليبلغ 1290 كلغ، أو 1390 كلغ مع السائق معدّل وزن 70 كلغ والسوائل، على الرغم من زيادة حجم الهيكل لتوسيع المقصورة. وأطيل هيكل "إف 360 مودينا" 22 سنتم 477.4 متر عمّا في "إف 355"، وقاعدة العجلات 15 سنتم 6.2 متر، أصبحت موازية لقاعدة عجلات "إف 456"، كما عُرِّضَ 4 سنتم 922.1 متر وإزداد إرتفاعه 2 سنتم 214.1 متر. وكسبت المقصورة 5.4 سنتم طولاً و5 سنتم إرتفاعاً. وبفضل إطالة قاعدة العجلات أصبح توزيع الوزن أكثر ملاءمة فيتحمّل المحور الخلفي الدافع عرضه 669.1 متر 57 في المئة من الوزن، والأمامي 617.1 متر 47 في المئة. ولإيصال السرعة القصوى الى نحو 295 كلم/ساعة، مع تخطي المئة كلم/ساعة في 5.4 ثانية، والألف متر في 9.22 ثانية، "تنتعل" جديدة فيراري إطارات مقياسها 215/45 في المقدّم و275/40 في المؤخّر عيار زد آر طبعاً لتخطي ال240 كلم ساعة، مع عجلات ألومينيوم مقياسها 5.7 x18 بوصة في المقدّم، و10 x 18 في المؤخّر. أما سعر الكوبيه الذي يتسع لراكبين، والذي ستلتحق به فئة "سبايدر" ذات السقف القابل للكشف في الربيع المقبل، فسيبلغ في أوروبا نحو 122 ألف يورو مع تباين الأسعار طبعاً حسب الضرائب والسياسة التسويقية في كل من الأسواق