عزيزي القرن المقبل، في كل عصر يوجد ناس من كل العصور، أنا لا أريد أن أكون نسخة من العود الأبدي. أريد أن أكون وحيد نفسي وعصري، وحيد لعنتي ورضائي، وحيد موتي وبعثي وتشبثي، بما أنا ولست بعد آياه بالذي كان ولم يكن وما سيكون. لم يخطئ البير كامو عندما قال: "ان كل جديد يتم في إطار قديم". هذا لا يعني أنّه "ليس في الإمكان أفضل مما كان"" فان الشمس لا تشرق مرة واحدة فقط... في يناير المقبل "سيوعوع" أول يوم من القرن الحادي والعشرين. سندخله بكامل عدتنا من فيروسات الأفكار السياسية والعقائد، فلسفة الوقت المادية، سحر الاستهلاك المعدي للفقراء، وحرب الثقافات والأجناس. وهذه الخطوة هي صلة الوصل التي تربط الآن بالآتي: من محاولة السلام في الشرق الأوسط إلى تعنته في روسيا. المشروب الشاب يحذر من مغبة التمادي في العناد، والمشروب العجوز لا يبالي. عدوى السيدا أكثر فاعلية من السلاح الكيماوي. ذاكرة الشعوب تباد ونسلها يبقر. أنا لست نادما على أنني عشت في القرن العشرين ، ولا أتحسر على ما فاتني فيه. قد يكون هناك عصر أجمل، لكنني لا أهلل لما لم يحدث بعد. وبموت "الإنسانيين" لم يعد أحد يستحق رثاء مجده. أيّها القرن المقبل، أريدك أن تعرف : لو خُيّرت أي عصر أحب العيش فيه، لما اخترت غير العصر الذي اختارني ان أعيش فيه. ربما كان هناك عصر أسوأ.