عندما وافق عبدالله اوجلان، زعيم حزب العمال الكردستاني، على اعطاء "الوسط" هذا الحديث الخاص في روما، قبل حوالي عشرة ايام، لم يكن يعرف ماذا سيفعل. قال انه يريد البقاء في ايطاليا، لكنه اضاف انه يبحث عن بلدان اخرى مستعدة لاستضافته. وكانت هذه هي الحقيقة، فقد قطع حديثه الى "الوسط" وتوجه الى غرفة مجاورة حيث عكف طوال نصف ساعة مع اقرب مساعديه على اعداد بيان يؤكد فيه عزمه على البقاء في ايطاليا. في بداية المساء اتصل هاتفياً بالدكتور محمود عثمان الذي كان قد زاره في الصباح ليؤكد له انه ينوي البقاء في روما، لكن في صباح اليوم التالي عدل اوجلان عن توزيع البيان الذي كان قد اعد في الامس. وطلب من مساعديه ان يجدوا له بسرعة بلداً جديداً مستعداً لاستقباله، حتى انه اعطاهم مهلة 48 ساعة لايجاد حل. فماذا حدث بالفعل؟ لقد كانت ظروف حياة اوجلان في ايطاليا لا تطاق. ومن سخرية القدر ان البلدة التي كان يقيم فيها في ضواحي روما تحمل اسم "انفرنيتو" اي "الجحيم الصغير"، كانت المنطقة محاصرة برجال كوماندوس الاستخبارات الايطالية "ديكوس"، الذين وفروا حماية صارمة للزعيم الكردي ولم يتركوا اي شاردة او واردة من دون أن يتدخلوا فيها. مترسوا في جوار المنزل وداخل حديقته وعلى السلم المؤدي الى الطبقة العليا حيث يقيم اكثر المطلوبين شهرة في تركيا، بل انهم وقفوا باستمرار امام الغرفة التي يستقبل فيها زواره. كان الرجل الذي قابلناه يعيش كسجين تحت رقابة صارمة اكثر مما يعيش حراً. لقد عمد الايطاليون الذين لم يكونوا قادرين على ترحيل اوجلان الى ممارسة ضغط نفسي شديد عليه على امل ان ينهار فيختار الرحيل من تلقاء نفسه. وحاول محاورو اوجلان، مدير مكتب رئيس الحكومة ماسيمو داليما ومحاموه، بدورهم ان يثبطوا من عزيمته بقولهم ان محاكمته في حال اعتقاله قد تستغرق 6 سنوات. اما المقربون من الزعيم الكردي فكانوا منقسمين: ممثلو حزب العمال الكردستاني في الشرق الاوسط وروسيا ينصحونه بالمغادرة لافتين انتباهه الى المخاطر الناجمة عن اعتقاله لفترة طويلة. وفي المقابل ينصحه ممثلو الحزب في اوروبا بالبقاء في ايطاليا، باعتبار ان هذه فرصة لا تعوض لتدويل القضية الكردية. وتلقى اوجلان من جميع "اصدقاء ومناصري" الاكراد في اوروبا رسائل بهذا المعنى، بينها رسالة من السيدة دانيال ميتران ارملة الرئيس الفرنسي السابق ورئيسة مؤسسة "فرانس - ليبرتيه" تقول له فيها انه "اذا كان ثورياً حقيقياً فعليه البقاء حيث هو، ولا يجب ان يخشى السجن فنيلسون مانديلا امضى 25 سنة في السجن". الا ان اوجلان قرر شيئاً آخر في النهاية. فغادر ايطاليا لتخسر اوروبا بذلك فرصة وحيدة وثمينة في دفع الزعيم الكردي إلى الاعتدال، ولتدخل القضية الكردية في مسار جديد، كل شيء يدل على انه سيكون دموياً. انه الحديث الأخير مع أوجلان قبل أن تصحو ايطاليا على خبر مغادرته أرضها الى جهة مجهولة لعلها في احدى أصقاع الجمهوريات السوفياتية السابقة. انت رجل مفرط النشاط. ويخشى الا تستمر طويلاً في القفص. الا تعتقد بأنهم يحاولون استنزافك؟ - لقد سعى الايطاليون لافهامي ذلك… لاستنزافي، في البداية كانت مقاربة الايطاليين ايجابية، لكنني واجهت صعوبات لاحقاً بسبب الابتزاز التركي. طبعاً انا ابحث عن بلد آخر، لكنني اواجه مشكلة في الاختيار، اذ يجب ان يكون البلد قوياً يمكنه ان يضمن سلامتي ويتم الانتقال اليه بصورة شرعية قانونية. ثمة ضغوط للتعجيل في رحيلي والمهم ان اصمد. البارزاني لم يصمد 24 ساعة في العام 1975، فانهارت كردستان وطالباني حذا حذوه في اربيل 1996. كل الثورات الكردية سحقت بهذه الطريقة. اما انا فانني اواصل الثورة منذ 25 عاماً. ان ايطاليا لا تعرفني وهي لا تسعى الى معرفتي. وأنا اقترحت عليهم ان يفهموني قبل اتخاذ اي قرار، لكنهم مستعجلون، لان هنالك اعتبارات تجارية تلعب دوراً في هذا المجال. لماذا غادرت سورية؟ - بقائي هناك، كان سيشعل حرباً اقليمية قد تعرّض للخطر ذلك البلد. لقد قررت تركيا القيام بعملية رهيبة، بدءاً بي مروراً بسورية وانتهاء بالعراق لفرض سيطرتها على المنطقة بأسرها. انا غادرت سورية بمحض ارادتي وتلبية لطلب من اصدقائي اليونانيين، لكن الدعوة اليونانية لم تتم فصولاً اذ تعذر علي دخول اليونان لأنني لم استطع تقديم طلب اللجوء السياسي، فغادرت مطار اثينا الى روسيا تلبية لدعوة من لجنة العلاقات الخارجية في الدوما. لماذا لم تستطع البقاء في روسيا؟ - لقد بقيت اكثر من شهر في روسيا. لكن رئيس الوزراء طلب مني مغادرة البلاد على رغم تصويت الدوما بالاجماع على بقائي. وهذا امر مثير وغامض. كيف تفسر هذا الامر؟ - قدمت تركيا تنازلات ووعدت ببعض الامور خصوصاً في ما يتعلق بالشيشان وبمسلمي روسيا فضلاً عن الضغط الذي مارسته الولاياتالمتحدة. هل يمكن مقارنة مصيرك بمصير ملا مصطفى بارزاني؟ وهل يمكن ان تكون سورية عقدت اتفاقاً مع تركيا، على غرار الاتفاق الذي عقدته طهران مع بغداد في 6 آذار مارس 1975 في الجزائر، على حساب اكراد العراق؟ - ثمة بعض اوجه الشبه، فالبارزاني استطاع الذهاب الى ايران، لكنه اجهض حركة مسلحة كانت قوية للغاية. اما وضعي فانه اشد صعوبة وتعقيداً من وضعه، ومع ذلك انا لم اوقف نشاط المقاومة، بل على العكس ضاعفت نشاطها. بارزاني كان يستند الى دعم الخارج، اما انا فلست بحاجة الى دعم خارجي ومقاومتنا مستمرة. ألم يكن من المفترض ان تتوقع ما حصل لك وان تبحث عن بلد محتمل يرضى باستضافتك؟ - لقد حصلت طبعاً هنات كان يفترض ان استبقها. لكن المشكلة لا تكمن في كوني غادرت المنطقة التي كنت اتواجد فيها فمغادرة سورية اتاحت لقضيتنا ان تخطو سياسياً الى الامام. ما هي الصيغة التي ستعتمد لمواصلة الصراع؟ هل ستعتمد النشاط السياسي ام تريد مواصلة الكفاح المسلح؟ - اذا لم نجد مخرجاً سياسياً، فان السلاح سيلعب بكل تأكيد دوراً كبيراً. الا اننا حالياً سنفسح في المجال امام الصراع السياسي. واذا بدأت عملية تسييس القضية الكردية في اوروبا فان بوسع اوروبا ان تخاطب تركيا قائلة: هنالك حرب. اوقفي هذه الحرب وفتشي عن حل سياسي. المسألة ليست مسألة ارهاب، واوروبا مسؤولة عن معاهدة لوزان 1923 ومن حق الاكراد عليها ان تقوم بمراجعة هذه المعاهدة التي الغت من الخريطة اربعة شعوب: اليونانيين والارمن والاشوريين والاكراد. الا تعتقد بأن معاهدة لوزان باتت دفعة من حسابات التاريخ؟ - هل تعتبر تصفية الاكراد دفعة من حسابات التاريخ؟ هل يجب ان يعيد التاريخ نفسه؟ انه امر فظيع تاريخ الخيانات والمجازر. فالجميع خانوا والجميع ارتكبوا مجازر. ويجب على اوروبا الا تمارس سياسة النعامة فتدفن رأسها في الرمال. انا في اوروبا لاذكّرها بمسؤولياتها. لكن اوروبا تختبئ كما لو انني لم اكن فيها. ولذا تخلّت عن محاكمتي. انا اريد ان احاكم شرط ان تكون المحاكمة عادلة، انا اطالب بمحكمة اوروبية تحاكم الطرفين. ما هو وضعك حالياً؟ وهل انت مستمر في رئاسة حزب العمال الكردستاني؟ - نحن في صدد تطوير حزب العمال الكردستاني والصعوبات التي نواجهها ناجمة عن وضع الحزب واللجنة المركزية والقيادة. ان التغيير يتيح لنا ان نحقق التقدم. نحن لا نريد ان نغش احداً، ثمة هنات وعيوب ولا بد من اصلاحها. ان نشاطاتنا منذ 15 سنة كان ينبغي لها ان تحقق نتائج افضل بحيث لا تترك للأتراك ان يكونوا احراراً في قمعنا وابادتنا. لقد ارتكبنا اخطاء تكتيكية لأن القيادة السياسية لم تقم بالدور المنوط بها. ومرد هذه الاخطاء الى الشخصية الكردية التي تشكو من عيوب كثيرة منها الفردانية وعدم التبصر بالمستقبل، وعدم التكيف مع العمل الجماعي، والرؤية ذات الافق الضيق. وانا اود ان اغيّر هذه الشخصية، لذا نحن نحضر مؤتمرنا السادس على اساس هذه القاعدة. ألا تزال الرئيس؟ - الشعب هو الذي يقرر. التاريخ هو الذي يقرر. والعمل لن يتوقف حتى لو كنت في قاع القبر. والقيادة العسكرية اين هي الآن؟ - انها في كردستان والمهم هو ان نجعلها مثمرة. ألا يزال جميل باييك الرجل الثاني في الحزب؟ - ليس لدينا ارقام، وحده الذي يحقق نتائج يحق له ان يحمل رقماً. وللأسف انتقاداتي تقوم على اسس متينة، فجميل باييك مثلاً لم ينجح في استثمار تجربته عملياً. وقد اعلنت على الملأ بعض اخطائه. ومن الامثلة على ذلك انه قرر منفرداً ان يترك القيادة العامة مرتين، مرة في العام 1995 ومرة في العام 1997. وهذا امر خطير. كنا في قلب كردستان في وادي الزاب وكان لدينا خمسة آلاف مقاتل يمكنهم مواجهة 50 الف جندي تركي، لكنه لم يفعل. انه مخلص للغاية لكنه فرداني للغاية ايضاً. وقد حكم بالاعدام على عدد من المسؤولين العسكريين ونحن لم نقبل هذا الاجراء. لأنه حتى لو ارتكب اولئك العسكريون جرائم حرب، فان ثمة وسائل اخرى لاعادة تأهيلهم. وكان باييك مثلاً يرى انه يجب تصفية الجرحى من مقاتلينا كيلا يقعوا احياء في يد العدو، وهذا اجراء رفضناه. ان اللجنة المركزية تعاني هذا المرض: فهم متعلقون بي الى آخر حد، لكنهم عملياً ينطلقون في الاتجاه المعاكس. وانا انوي معالجة هذا الداء. ما تقوله يشكل مفاجأة لأن لدى الناس انطباعاً بأن حزب العمال الكردستاني يحكمه انضباط صارم، وبأنك تفرض على الحزب سيطرة مطلقة. - ثمة انضباط صارم في الحزب ظاهرياً، اما المضمون فتلك مسألة اخرى الاعضاء جميعاً متعلقون بي الى آخر حد. ولو سألتهم ان يموتوا، لما ترددوا في تلبية طلبي. الا انهم يفتقرون الى الابداع الشخصي فمثلاً وضع الاتراك يدهم مرة على خمسة آلاف كيس من الطحين، فقضى المقاتلون الشتاء من دون طعام. ولو انهم وزعوا الأكياس على اماكن مختلفة لما حصل ذلك. كف تفسر انشقاق قائد كبير مثل شمدين صاقيق؟ - لم يكن قائداً عظيماً، بل قائد مجموعة من الفلاحين. منذ عشر سنوات كان يقوم بمثل هذه الممارسات. نحن لم ندفعه الى الواجهة، ولكن مخطط الاتراك منذ العام 1993 هو الذي جعله في الواجهة وقد اطلعتنا اجهزة المخابرات الفرنسية على ان مبالغ كبيرة من المال كانت تصل اليه. اذا كان الامر كما ذكرت فلماذا ابقيت عليه؟ - لقد بذلت جهوداً كبيرة للابقاء عليه ولاعادة تأهيله، لكن اخطاءه للأسف كانت جسيمة وعيوبه كثيرة. ولم يكن بوسعنا تصفيته لأننا كنا سنتعرض لنقد شديد لقيامنا بتصفية من كانت تعتبره هيئة الاذاعة البريطانية الرجل الثاني في الحزب. منذ زمن طويل وأنتم تعلنون ان الكفاح المسلح سيعم المدن التركية، لكن شيئاً من ذلك لم يحصل، فما السبب؟ - آمل باستمرار بحل سلمي، ودائماً نحن جاهزون، لكن لدينا شكوك في هذا القرار. اما اذا لم يكن هناك حل سياسي قريب للمسألة الكردية، معي ام من دوني، فسنكون شهوداً على الفوضى. انني استطيع ان أترك مناضلي الحزب احراراً في تصرفاتهم، وعندها سنشهد تطوراً على الطريقة الفلسطينية، مع ما يعني ذلك من تفجيرات وحشية. لقد منعنا ذلك حتى الآن على مقاتلين، مثل اولئك الذين يريدون ان يضحوا بأنفسهم العمليات الانتحارية. غالباً ما تعلنون العنف والسلام معاً! - أليس الأمر كذلك في الطبيعة؟ لكن السياسة ليست الطبيعة! - اذا وصلت السياسة الى حائظ مسدود يلعب العسكريون دورهم. السياسة ليست الديماغوجية والكذب. لست مستعجلاً، ولكنني ايضاً لست طفلاً. ربما تعتقد اوروبا انها ذكية وان الاكراد اغبياء. لست غبياً وليس هذا وضعي. من الواضح ان تركيا لا تريد التحدث معكم؟ - اذن سنجعلها تتحدث. قبل ان تعلنوا وقف اطلاق النار الاخير، هل جرت بينكم وبين الجنرالات الأتراك اية اتصالات؟ - منذ عامين لدينا اتصالات غير مباشرة، من دون توقيع، ولكن الامر واضح، اذ ان مصدره هيئة الاركان في الجيش التركي. قد يكون ذلك محاولة تقرب تكتيكية وقد يكون مؤامرة، او محاولة مخلصة للبحث عن حل. ربما يكون جنرالات الاركان يحاولون معي ما فعلوه في الماضي مع الزعماء الاكراد، اي "تعال"، ثم تتم تصفيتي. لم اقع في هذا الفخ. النقاط الست التي اقترحتها لحل سياسي اقترحها الجنرالات الأتراك ايضاً، بل انهم ذهبوا أبعد مني، انما في التطبيق حدثت الازمة. ربما هناك تناقضات داخل الجيش، او هناك لعبة. وربما يكون تيار الجنرال شفيق بير هو الذي ارسل اشارة الاتصال. في اعتقادكم كيف يمكن الخروج من هذا المأزق، وكيف يمكن دفع الجنرالات الأتراك الى الحوار؟ - الوسيلة الوحيدة هي الحرب! من اجل اية اهداف؟ الحكم الذاتي، ام الفيديرالي ام الاستقلال؟ - ما يجب توافره لانسان معاصر. ما يصح لكل الشعوب يصح لنا. نظام كما في أوروبا، نظام فيديرالي ديموقراطي. الشكل ليس هو المشكلة، اذا كانت لنا الارادة، والاهم هو الاعتراف بالهوية الكردية. سمعة حزب العمال الكردستاني ليست جيدة. ماذا يمكنك ان تفعل لتحسين صورته؟ - بالنسبة الى الاكراد، ليس لأوروبا سمعة حسنة، منذ لوزان. نحن على شفير الابادة. والسمعة السيئة لحزب العمال؟ - هذا القول ديماغوجي. وماذا تقول عن المحاكمات القضائية في فرنسا بحق حوالي 15 كردياً متهمين بالارهاب؟ - انه اضطهاد. من اجل مصالحها تقدم فرنسا تنازلات كثيرة لتركيا. السياسة غالباً ما تستند الى المصالح المادية، نحن الاكراد ليس لدينا شيء لنقدمه. هل تستطيع اعطاء تفاصيل عن محاولة اغتيالك في دمشق؟ - اثناء الازمة مع سورية، دبّر الاتراك محاولة اغتيال بواسطة صواريخ، مثلما فعلوا الاميركان في العراق. لقد استعدت تركيا لكل شيء. ماذا يمكنك ان تفعل لتحسين علاقاتكم مع الاميركيين؟ - من جهتنا، قمنا بكل ما نستطيع. على الاميركيين مراجعة موقفهم. نحن مستعدون لكل شيء من اجل حل سياسي، بما فيه وقف اطلاق نار من جانب واحد. يكفي ان يفعل الاميركيون معنا الشيء نفسه الذي فعلوه في كردستان الجنوبية كردستان العراق دولة فيديرالية... او ادارة محلية. هل تتحدث عن نفسك وعائلتك؟ - ولدت في عائلة مزارعين فقراء. عائلتي تشتتت ولم تكن تنتمي الى عشيرة. ولدت في قرية اومرلي التي كانت تتألف يومها من 60 منزلاً. كان اسم ابي اومير وأمي اويش. كنا ثلاثة صبيان وثلاث بنات. تلقيت دروسي الابتدائية في قرية مجاورة على مسافة ساعة على الاقدام، كنت اقطعها صباحاً ومساء كل يوم. بعدها انتقلت الى المدرسة التكميلية في قرية اخرى هي انتب ثم الى الثانوية في انقرة. عملت موظفاً في الدولة حوالي عامين، ثم درست العلوم السياسية في انقرة حتى العام 1974. كنت كردياً مندمجاً في المجتمع التركي انما دائماً مع علامة استفهام. باستمرار كنت اشعر انني كردي، لكنني كنت تحت تأثير افكار الاسلام منذ المدرسة الابتدائية وحتى المرحلة الثانوية. كنت تحت تأثير قريتي وعائلتي. فإمام قريتي كان يقول لي: "اذا تابعت ستطير ذات يوم كما يطير الملائكة". اليوم اطير في السياسة، في العام 1969 ناضلت في صفوف الحركة الشبابية "ديفجنك"، ثم انخرطت في "الرابطة الوطنية الكردية" في العام 1970 في اسطنبول. وأخيراً قررت ان اكون اشتراكياً. أسست في 1975 في انقرة الشعبة الرئيسية لمنظمة "ايود" اليسارية المتطرفة. وفي العام 1972 تحولت الى "محرر" كردستان، اذ بدأنا التحضير للقواعد مع اطلاق اطروحة ان كردستان مستعمرة. كانت الحركة مجرد محاولة للتجمع والبحث. وفي تشرين الثاني نوفمبر 1978 كنا 23 عضواً في مدينة ليس حيث اسسنا حزب العمال الكردستاني. قبل ذلك عاشت الحركة خمس سنوات تحت اسم "ابو كولار" او "روكوكولار". وبقية القصة معروفة