أسدل الستار على دورة الالعاب الاولمبية الشتوية التي اقيمت في ناغانو اليابان بين 8 و22 شباط فبراير وضرب رئيس اللجنة الاولمبية الدولية خوان انطونيو سامارانش للشباب الرياضي موعداً بعد اربع سنوات في مدينة سولت لايك الاميركية بعدما منح ناغانو ذهبية التنظيم الافضل في تاريخ الالعاب الشتوية مضيفاً ميدالية شرفية الى الذهبيات الخمس التي انتزعتها اليابان. ولئن طغى موضوع ساراييفو على الدورة السابقة في ليلهامر النروج فقد طغى موضوع التوتر بين العراقوالولاياتالمتحدة على دورة ناغانو واستطاعت الاسرة الاولمبية بما لها من نفوذ معنوي ان تفرض على الولاياتالمتحدة احترام الهدنة الاولمبية التي وقعت عليها 178 دولة في تشرين الثاني الماضي نوفمبر وبينها الولاياتالمتحدة ذاتها. وقد اعتبر سامارانش احترام الهدنة الاولمبية اكبر انتصار واكبر انجاز تحقق خلال هذه الدورة التي حفلت بالانجازات. وبعد قراءة رياضية متأنية للنتائج التي اسفرت عنها دورة ناغانو نتبين بوضوح ان الصراع على صدارة الترتيب العام استمر ثلاثياً بين المانياوروسيا والنروج منذ دورة ألبيرتفيل في فرنسا حيث جاءت المانيا في المركز الاول والاتحاد السوفياتي ثانياً والنروج ثالثة. وفي دورة ليلهامر احتلت روسيا المرتبة الاولى وجاءت النروج الدولة المضيفة في المرتبة الثانية في حين هبطت المانيا الى المركز الثالث بفارق ذهبيتين فقط عن المتصدر. وفي ناغانو استعادت المانيا زعامة الالعاب الشتوية وحافظت النروج على دور الوصيفة بفارق ذهبيتين في حين تراجع القياصرة الى المركز الثالث بفارق ثلاث ذهبيات راجع جدول الميداليات للدول الاوليات وليس في الافق ما يشير الى ما يهدد زعامة هذه الدول الثلاث التي رسخت مواقعها في الرياضات الشتوية. وعلى الصعيد الفردي كانت الدورة حافلة بالانجازات فقد تألق ابطال وبطلات من جنسيات مختلفة، لكن النروجي بيورن داهلي سرق الاضواء فانتزع ثلاث ذهبيات تزلج لمسافة 10 كلم، تزلج حر لمسافة 50 كلم وذهبية التتابع في سباق 4 x 10 كلم. وتربع على قمة الاولمب الشتوي برصيد 8 ذهبيات في ثلاث دورات متتالية ألبيرتفيل 1992 وليلهامر 1994، وناغانو 1998 وقبل دورة ناغانو كانت السوفياتية ليديا سكوبليكوفا 1960 و1964 تحتل مركز الصدارة برصيد 6 ذهبيات مع ليوبوف ايفوروفا اسرة الدول المستقلة 1992 وروسيا 1994. اما الرياضيون الذين يملكون أعلى رصيد من الذهب 9 ميداليات في الدورات الاولمبية الصيفية فهم الفنلندي بافو نورمي العاب قوى 1920 و1924 و1928 والاميركي مارك سبيتز سباحة 1968 و1972 والاميركي كارل لويس ألعاب قوى 1984 و1988 و1992 و1996 والسوفياية لاريسا لاتينينا جمباز 1956 و1960 و1964. ولداهلي 30 عاماً سجل حافل بالانجازات فقد جاء في المركز الاول في بطولة العالم في سباق التزلج الحر لمسافة 15 كلم وفي سباق التتابع 1991 وفي السباق الكلاسيكي لمسافة 30 كلم والتتابع 4 x 15 كلم 1993 وفي سباق التتابع 4 x 10 كلم 1995 وسباق التتابع 4 x 15 كلم 1997 وفي كأس العالم حقق 41 انتصاراً وجاء ترتيبه العام في المركز الاول للأعوام 1992 و1993 و1996 و1997 وثانياً في العامين 1994 و1995. وبعد احرازه ذهبية ال 50 كلم في ناغانو سئل داهلي هل سيشارك في دورة سولت لايك العام 2002 فأجاب: انا مرهق الى حد أشعر معه بأن هذا السباق هو آخر سباق في حياتي. حالياً لا أعرف ماذا سأفعل في العام المقبل او بعد عامين فكيف بعد اربعة أعوام؟ انني أود ان اشارك في دورة الالعاب الاولمبية الشتوية المقبلة في سولت لايك لأنني احتفظ بذكريات طيبة عنها ففي كانون الاول ديسمبر 1989 احرزت خلال كأس العالم في سولت لايك ذهبيتي الاولى في السباق الكلاسيكي لمسافة 15 كلم وأنا في العشرين من عمري ولكنني اعتقد انني لن استمر حتى العام 2002. ورداً على سؤال يتعلق بسر نجاحه قال: "انا موهوب بكل تأكيد، ولكن نظاماً قاسياً في التدريب كان وراء الانجازات التي حققتها". ولا بد من الاشارة الى الروسية لاريسا لازوتينا التي انتزعت بدورها 3 ذهبيات في دورة ناغانو السباق الكلاسيكي في التزلج لمسافة 5 كلم، المطاردة لمسافة 10 كلم حرة وسباق التتابع 4 x 5 كلم فرفعت رصيدها من الذهب الى 5 مداليات. وحققت الألمانية كاتيا زيتسينغر انجازاً تاريخياً اذ احتفظت بذهبية الانحدار وأضافت الثنائية كومبينيه ضمن مسابقة التزلج الألمبي. ولم يسبق لرياضي مختص في سباق معين ان أحرز الثنائية الألبية. وأحرز النمسوي هرمان ماير الذي وصفه مدربه بالمجنون، ذهبيتي التعرج الطويل والتعرج العملاق ضمن مسابقة التزلج الألبي للرجال رغم سقوطه العنيف مما يثبت قوة ارادته. وحقق الألماني جورج هاكل انجازاً عظيماً باحرازه ذهبية الزحافات الفردية في ثلاث دورات أولمبية متتالية. اما الأميركية تارا ليبينسكي 15 سنة و8 أشهر فقد استحقت لقب لوليتا الألعاب الشتوية بعدما دخلت تاريخ الدورات الأولمبية من باب التزحلق الفني على الجليد على زلاجتين من ذهب وكانت النروجىة صونيا هيني أصغر بطلة سابقة عندما أحرزت لقبها الأول في دورة 1928 وهي في سن الخامسة عشرة و10 أشهر. ولا يجوز ان نغفل الانجاز الذي حققه الفريق التشيكي للهوكي على الجليد بعد فوزه في المباراة النهائية على الفريق الروسي 1/صفر. وكانت تشيكيا في طريقها الى الذهب هزمت الولاياتالمتحدة 4/1 في ربع النهائي وتخطت عقبة كندا بركلات الترجيح 1/صفر بعد تعادلهما 1/1. ومن المفارقات الغريبة في دورة ناغانو ان الياباني ماسا هيكو هارادا حقق أطول قفزة في تاريخ الدورات الأولمبية الشتوية 136 متراً بزيادة نصف متر عن قفزة النروجي اسبن بريديسن في ليلهامر العام 1994. لكن الذهبية كانت من نصيب مواطنه كازويوشي فوناكي لأن قفزة هارادا الأولى جاءت مخيبة للآمال 120 متراً. وقد تم قياس قفزة هارادا يدوياً لأن جهاز القياس الاليكتروني برمج على أساس قياس القفزات بين 95 متراً و134 متراً. وخرج الايطالي البرتو تومبا من دورة ناغانو صفر اليدين بعد انسحابه من سباق التعرج بعد سقوطه في التعرج العملاق. وتومبا بطل أولمبي خارق بكل المقاييس. فقد أحرز ذهبية التعرج الطويل في دورتي 1988 و1992 وفاز بذهبية التعرج العملاق 1988 ونال فضية التعرج في دورتي 1992 و1994 علماً انه في المرحلة الأولى خلال دورة ليلهامر كان في المركز الثاني عشر لكنه في الجولة الثانية قام بمجهود عظيم أذهل المتفرجين فاحتل المركز الثاني بفارق 15 في المئة من الثانية عن النمسوي توماس ستانغاسينغر. وشهدت دورة ناغانو تجريد الكندي روس ريباغلياتي من الذهبية التي احرزها في سباق التعرج الطويل ضمن مسابقة السنو بورد لتعاطيه الماريجوانا. لكن محكمة التحكيم الرياضي ردت للكندي اعتباره وأعادت اليه ذهبيته. وقد التزمت اللجنة الأولمبية جميع بنود قرار محكمة التحكيم بكل روح رياضية لائحة الميداليات للدول العشر الأوليات الدولة ذهبية فضية برونزية المجموع ألمانىا 12 9 8 29 النروج 10 10 5 25 روسيا 9 6 3 18 كندا 6 5 4 15 الولاياتالمتحدة 6 3 4 13 هولندا 5 4 2 11 اليابان 5 1 4 10 النمسا 3 5 9 17 كوريا الجنوبية 3 1 2 06 ايطاليا 2 6 2 10
