تابعت "الوسط" اخبار الاكتشافات الفضائية الأخيرة من واشنطن مع عدد من كبار العلماء والخبراء المعنيين في وكالة الفضاء الاميركية ناسا وفي مقدمهم الدكتور ألان بايندر العالم المسؤول عن برنامج "لونار بروسبكتر" في معهد ابحاث القمر في مدينة غيلروي بولاية كاليفورنيا. وطرحت عليه الاسئلة الآتية: ما هي المعلومات التي جناها العلماء من جهاز مقياس الطيف النيتروني الموجود في مسبار "لونار بروسبكتر"؟ - بيّنت المعلومات وجود انحدارات بنسبة 2.2 و4.3 في المئة داخل انحناءات التربة القمرية في القطبين الجنوبي والشمالي. وهذا تماماً ما يمكن ان نتوقعه في حال وجود ماء مثلج هناك. أليست كمية المياه هذه ضئيلة؟ - تدل المؤشرات الحالية على وجود كميات ضئيلة في عدد كبير من الحفر القمرية. وتقدر المساحة التي تتوزع فيها المياه المتجمدة بحوالي واحد في المئة من تربة القمر الصخرية. ولكن علينا ان ندرك ان الاشارات الصادرة عن جهاز مقياس الطيف النيتروني لا يمكنها التوغل أكثر من نصف متر داخل التربة الصخرية للقمر. وهذا يعني احتمال وجود كميات أكبر من المياه المتجمدة في اعماق التربة القمرية في القطبين الشمالي والجنوبي، ربما وصلت الى أربعة اضعاف الكمية المعلن عنها. ألن تكون المياه المستخرجة قذرة؟ وهل يمكن ان تكون ملوثة بالاشعاع والسموم؟ - ستكون المياه مختلطة بالغبار القمري، لكن سيكون بوسعنا شربها بعد معالجتها وتصفيتها. اما عن احتمال تلوثها بالاشعة والسموم فلا اعتقد ذلك لأن البيئة القمرية معقمة. من اين جاءت هذه المياه المتجمدة؟ - اعتقد بانها ناتجة عن ارتطام مئات المذنبات الصغيرة بسطح القمر على مدى ملياري عام. وما سر بقائها في تربة القمر حتى اليوم؟ - الانخفاض الشديد في درجة الحرارة في المناطق القطبية للقمر أدى الى تجمدها ومنع تبخرها. وسألت "الوسط" الدكتور وسلي هنتريس مدير وكالة "ناسا" المعاون لعلم الفضاء عن المبالغ التي يمكن ان توفرها الاكتشافات الجديدة في مجال استكشاف القمر. فأجاب ان ارسال كيلوغرام واحد من الأرض الى الفضاء يكلف 22 ألف دولار تقريباً، مما يعني ان نقل 33 طناً من الماء سيكلف مبالغ طائلة. كذلك نقل الوقود أو استخدامه في رحلات الاستكشاف من الارض الى القمر. اما اذا امكننا استخراج الماء والوقود من تربة القمر فهناك توفير كبير في التكاليف. لكن ذلك يحتاج الى ايجاد طريقة اقتصادية تكفل استخراج المياه المتجمدة وتجعلها صالحة للشرب ولصناعة وقود الصواريخ. من جهة اخرى، قال مدير بعثة "لونار بروسبكتر" الدكتور سكوت هابرد ل "الوسط" ان المسبار لم يبحث بصورة مباشرة عن وجود الثلج في تربة القمر، لكن عن اشارات ذرية معينة للهيدروجين. وهذا ما التقطه مقياس الطيف النيتروني من سطح القمر، اذ سجل السبكترومتر النيتروني الانحدارات في طاقة الذرات المنبعثة من التربة والتي لا تحدث عادة الا عندما تصطدم ذرات النيتروجين مع ذرات الهيدروجين الموجودة في تربة رطبة. وقد ادى ذلك الى اكتشاف حوالي 80 ليتراً من الثلج في المتر المكعب موزعة فوق مساحات شاسعة من تربة القمر القطبية .