الدورة الثانية والعشرون لمهرجان القاهرة السينمائي انتهت على خير. وزعت الجوائز.وتبادل المشاركون التهاني. وكما يحدث عادة: خرج مستحقون من دون جوائز. وتمكن الرئيس - النجم حسين فهمي- من انتزاع جائزة لفيلمه المشارك في المسابقة. أما جون مالكوفيتش، النجم الأميركي ورئيس لجنة التحكيم، فساح كما طاب له الهوى وأحب القاهرة وشاهد أفلاماً، واستكان لضغط هنا وضغط هناك، فالرجل، للعلم، لا يعرف شيئاً عن السينما العربية أو الهندية أو الصينية أو الإيرانية التي اعطاها جوائز المهرجان التسع. وأقفل المهرجان أبوابه على انتصاراته الصغيرة واخفاقاته القليلة وبقي محبو السينما... الحقيقية، في نهاية الأمر على ظمئهم. بعد انتظار طال وكاد يبلغ حد اليأس انطلقت الشاشة المائية وسط نهر النيل قبالة فندق الميرديان، في المساء الثاني للمهرجان، وليس في المساء الأول كما كان متوقعاً. وكانت أول صورة انطبعت عليها، صورة حسين فهمي، النجم المعروف ورئيس المهرجان. حسين فهمي كان، خلال مهرجان القاهرة، في المقدمة وفي كل مكان: على الشاشة المائية، على صفحات الانترنت وهما تجديدان اراد حسين فهمي من خلالهما ادخال مهرجان القاهرة، القرن المقبل مرة واحدة، في محطات التلفزة، على صفحات نشرة المهرجان، في قاعات الفندق الذي استقبل الضيوف، في مطعم الفندق، في الرحلات السياحية. من أين استقى النجم كل هذه الطاقة وكل هذا الحضور؟ ناقد مصري صديق فسر الأمر بأنه بعد أن غاب حسين فهمي، كممثل، عن مهرجان القاهرة سنوات طويلة، ها هو يعوض الآن بحضور مكثف كما لو أنه يثأر من زمن التجاهل. والحال أن حسين فهمي نجح على الأقل في أمرين: أولهما، حضوره الدائم والطاغي بحيث ان المهرجان تحول، في نظر الكثيرين، من مهرجان سينمائي، إلى مهرجان خاص بالنجم الوسيم الذي غطى، حتى على ضيفه الأميركي جون مالكوفيتش. وثانيهما، في جعل نفسه طوال أيام المهرجان حديث الصحافة وشاغل الناس، ولكن ليس دائماً بالمعنى الايجابي للكلمة. منذ البداية كان واضحاً ان حسين فهمي لا يستسيغ الصحافة ولا النقاد، وهؤلاء بادلوه شعوراً بشعور، وبعضهم أقسم ان تكون دورة حسين فهمي الأولى هذه دورته الأخيرة. والحقيقة أن بطل "خللي بالك من زوزو" لم يأل جهداً في تشجيع حال العداء المستشرية ضده. ووصل به الأمر، كما قال صديق من أعضاء لجنة التحكيم، إلى الضغط على اللجنة وتأجيل اتخاذ قرارها بتسمية الفائزين حتى اللحظات الأخيرة، لكي ينال جائزة عن فيلمه المشارك في المسابقة الرسمية "اختفاء جعفر المصري". ويبدو ان ضغوطه - ودائماً حسب عضو لجنة التحكيم - نجحت جزئياً، إذ اعطي الفيلم - عن غير جدارة - جائزة أفضل فيلم عربي مناصفة مع الفيلم السوري "تراب الغرباء" من اخراج سمير ذكرى. جزء من حياة الكواكبي ولئن كان المهتمون والنقاد توقعوا منذ البداية ألا يذهب أي من جوائز المهرجان الكبرى إلى أي من الفيلمين المصريين المعروضين ضمن إطار المسابقة الرسمية "كونشرتو درب سعادة" و"اختفاء جعفر المصري"، فإن الاتجاه العام كان يتوقع ذهاب جائزة أساسية إلى الفيلم السوري "نسيم الروح" لعبداللطيف عبدالحميد، وربما جائزة التمثيل الرجالي لبطله بسام كوسا، لكن المفاجأة الأساسية في حفل الختام وعند اعلان الجوائز، كانت في عدم حصول "نسيم الروح" على أيه جائزة. والمفاجأة الأكثر إثارة للضجر كانت فوز "كونشرتو درب سعادة" بجائزة نجيب محفوظ. وذلك بكل بساطة، لأنه إذا كانت قد خلقت خلال أيام المهرجان حال اجماع، وسط مناخ الفرز الذي طال كل شيء وكل الأفلام، فإن تلك الحالة كانت مزدوجة: اجماع على أن "نسيم الروح" هو أفضل الأفلام العربية المعروضة، وربما من أكثر الأفلام العربية التي حققت هذا العام شفافية وجرأة شكلية، واجماع على ان "كونشرتو درب سعادة" يعتبر تراجعاً أساسياً في مسيرة المخرجة اسماء البكري، شكلاً ومضموناً وتعبيراً وأداءً. فيلم قاصر وممل بكل معنى الكلمة، لا يقول شيئاً... والشيء الذي يقوله يقوله بفجاجة وسطحية. خلال حفلة توزيع الجوائز كان لافتاً غضب الجمهور وهو يرى الافلام العربية الثلاثة التي لم تلفت انتباهه حقاً، تفوز ولو بجوائز ثانوية، فيما لا تعطى أي جائزة للفيلم العربي الوحيد الذي اتى مجدداً منعشاً. غير ان هذا لا يعني بالطبع ان "تراب الغرباء" لا يستحق جائزته. كل ما في الامر ان هذا الفيلم الذي يعتبر من اضخم الانتاجات السورية حتى اليوم، اتى مخيباً بعض الشيء، اذ ان ما تم تداوله عنه منذ الشروع في تصويره، وما يوحي به عنوانه،دفعا الى توقع انه سيقول عن عبدالرحمن الكواكبي، المفكر العربي السوري النهضوي، اموراً كثيرة، وانه سيختار من فصول حياته الغنية والموقظة، مواقف درامية تكشف جديداً عن حياة صاحب "ام القرى"المليئة بالأسرار والالغاز، وأحد مؤسسي الفكرة العربية ودعاة الاصلاح والعدالة الاجتماعية. لكن الفيلم، في ساعتي عرضه، آثر السلامة: بان يقول ما هو معروف ومتداول حقا من سيرة الكواكبي، مقتصراً على سنوات عيشه في حلب، وصراعه مع الولاة العثمانيين والشيخ ابو الهدى الصيادي. لقد جاء الفيلم في نهاية الامر اشبه بلعبة القط والفأر، نصاً تعليمياً ادبياً، ينتمي الى اسلوب "البطل الايجابي". وبدت افكار الكواكبي طالعة كالفطر الصحراوي، من عدم. وحتى ممثل الدور بسام كوسا قدم اداء مسطحاً لا عمق فيه - على عكس ما فعل في "نسيم الروح" حيث تعددت اساليب الأداء، وخفة الظل - فبدا الكواكبي على الدوام واثقاً من نفسه لا يقلق ولا يحزن ولا يتساءل، يجابه كل ما يحدث بالتعابير نفسها والهدوء نفسه. لقد وفق سمير ذكرى، في تصويره البيئة الحلبية في ذلك الحين، وفي رسم التآلف الاجتماعي، وفي بعض الاحيان رسم بشكل نزيه علاقة الكواكبي بعائلته، لا سيما بابنته الصغرى عفيفة وبزوجته، لكنه لم يوفق ابدا في تعبيره عن تلك النقلة التي حدثت في ذلك الحين بالذات، في فكر الكواكبي، في تأرجحه بين الدولة الاسلامية والفكرة العربية، وتحديداً تحت تأثير نادٍ لجماعة "الكاربونياري" الاشتراكية الايطالية، كان موجوداً في حلب في ذلك الحين. في اعتقادنا ان هذا التأرجح وتلك النقلة التي سببت، اساساً، مشاكله مع سلطات تركية كانت تسايره اول الامر كان من شأنهما، لو عبر عنهما الفيلم، ان يقدما - ولو عن طريق الترجيح والتساؤل - مادة درامية فكرية تضع "تراب الغرباء" في عصره وفي عصرنا على السواء. في هذا الاطار كان يجدر بسمير ذكرى ان يستخلص، بذكاء، الدرس الذي قدمه يوسف شاهين في "المصير"، فيلم ابن رشد الذي يخطر في بال من يشاهد "تراب الغرباء". اذن ضعف هذا الفيلم هو في ما لا يقوله - في المسكوت عنه - لا في ما يقوله. اما ما يقوله، فقد أتى عادياً، ادبياً، توفيقياً، لأن المخرج وكاتب السيناريو، لم يرغبا - لأسباب عديدة بعضها مفهوم - في الخروج بشخصية الكواكبي عن دائرة المتعارف عليه. مهما يكن فان فوز "تراب الغرباء" بنصف جائزة "افضل فيلم عربي" قوبل بتصفيق وترحيب، على عكس ما حدث بالنسبة الى فيلم "اختفاء جعفر المصري" من اخراج عادل الأعصر، وهو فاز بالنصف الثاني من الجائزة نفسها. صحيح ان هذا الفيلم ينطلق من مسرحية اسبانية معروفة، لكن تمصيره لم يكن في صالحه، اذ اتت احداثه منفصلة، ولم يقدم فيه نجومه افضل ما عندهم. حسناً، قد يكون هذا الفيلم المبني على حكاية اتفاق - فاوشي - بين الشيطان ورجل اعمال شرير على ان يرتكب هذا الاخير جريمة تمكن الشيطان من انقاذ وضعه المالي بعد تدهور، قد يكون من افضل ما حققه عادل الاعصر حتى الآن، لكنه ليس بأي حال افضل ما يمكن للسينما المصرية ان تقدمه. فالاحداث اتت فيه، الى جانب عدم قدرتها على الاقناع - متسارعة في ايقاع لم يسمح بالتطور النفسي للشخصيات: قرار نور الشريف رجل الاعمال التحول الى صياد، نسيان رغدة زوجها الصياد القتيل لتقع في حب نور الشريف، تصرفات حسين فهمي الصياد، الوجه الآخر للشيطان الى آخر ما هنالك. لقد بدا سيناريو الفيلم مرتبكاً، ما افقد المسرحية الاصلية مغزاها ودلالاتها الاخلاقية. أما "نسيم الروح" - الذي سنعود اليه في مقال مستقل - وهو الفيلم العربي الوحيد، من بين افلام المسابقة الذي لم يعط اي جائزة، رغم الاجماع على استحقاقه لها، فانه الاكثر تكاملاً واقناعاً وتجديداً على صعيد اللغة السينمائية، من خلال حكاية شاب يعيش آخر مراحل غرام له ينقضي وبدايات غرام جديد، وتشكل له الحان بليغ حمدي نوعاً من العزاء في حياة رتيبة، كما يخرج هو حياته عن المألوف عبر الارتباط بالجيران والاصدقاء في أُلفة لم تعد موجودة في واقع حياتنا، كما يقول المخرج عبداللطيف عبد الحميد. ينتمي "نسيم الروح" الى نوع متميز من "الواقعية السحرية" حيث تختلط فيه الاحلام بالواقع، والاغنية بالحوار الطبيعي، والغرام بالتوقّع، والصداقة بالوحدة. فيلم عذب، شفاف... سيكون له شأن خلال الشهور المقبلة بالتأكيد، خصوصاً ان كاميرا عبداللطيف عبدالحميد عرفت كيف تصور فيه عمق الحياة وما تبقى من جمالها، من خلال وجوه عذبة بعيدة عن الشر، وكيف توصل الهذيان الى ذروته من خلال سفر بسام كوسا الى القاهرة، يوم موت بليغ حمدي، لتقديم العزاء الى الشعب المصري والعربي كله في "ذلك المصاب العظيم". هذا بالنسبة الى افلام المسابقة العربية، ما فاز منها وما لم يفز، لكن السينما العربية حضرت كذلك خارج المسابقة بأفلام لبنانية "بيروت الغربية" لزياد دويري و"اشباح بيروت" لغسان سلهب، ومصرية وتونسية "عرس القمر" للطيب الوحيشي ومغربية، وفلسطينية، "1948" لمحمد بكري، وغيرها. اما السينما الايرانية، التي يعتبر حضورها هذا المهرجان من المآثر التي تحسب لحسين فهمي وان كان ذلك بدا متوقعاً منذ وقت مبكر بسبب تحسن العلاقات السياسية بين العرب وايران فكان مفاجأة حقيقية حين اكتشف جمهور مهرجان القاهرة - بعد العالم كله تقريباً - سينما حية وجريئة، "يمثل تحقيق كل فيلم من افلامها صراعاً لا هوادة فيه بين قوى التخلف وقوى المستقبل" حسب تعبير صحافي ايراني. افلام مثل "باشو" و"سيدة شهر مايو" لراكشان بني اعتماد و"الاب" خصوصاً "نكون او لا نكون" لكيانوش اياري جائزة احسن سيناريو عن جدارة، كشفت للجمهور ان السينما يمكنها ان تتحقق وان تسمو كفن مدهش، حتى في ظل اصعب الظروف. وفيلم "نكون او لا نكون" بالتحديد، جاء جريئاً في موضوعه زراعة قلب شاب مسلم مات لتوه، في جسد فتاة مسيحية ارمنية تحتاج "لتعيش" الى تلك الزراعة والمشاكل الاخلاقية والاجتماعية التي تعترض ذلك. ايران، بأفلامها المفاجئة وحضورها السينمائي الكبير، وبفوز فيلمها "نكون او لا نكون" بجائزة السيناريو كانت جزءاً من الانتصار الآسيوي الساحق في مهرجان القاهرة لهذا العام. فمن الهند اتى فيلم "الارهابية" الذي فاز بثلاث جوائز رئيسية: جائزة افضل فيلم الهرم الذهبي وجائزة افضل اخراج سانتوش سيفان، وجائزة لجنة التحكيم الخاصة لممثلة الفيلم عائشة داكار، ومعنى هذا ان "الارهابية" حصد ثلث جوائز المهرجان وحده، مع انه حين عرض لم يلفت نظر أحد على الاطلاق. فلا حكايته فتاة في التاسعة عشرة تنضم إلى عالم الارهاب فتتحول من الانوثة إلى الخشونة ويقسو قلبها، وتعتاد الدماء والعنف سبيلين في الحياة، وذلك إثر مقتل شقيقها على أيدي قوات السلطة. في النهاية أتى الفيلم صرخة ضد الارهاب. وإن كان في بداياته أعطاه مبرراته المنطقية كلها. فيلم نزيه بسيط، يلجأ كثيراً إلى اسلوب التراجع الزمني لكي يفسر لنا - وبشكل متكرر ومزعج - مبررات تحول الفتاة مالي إلى ارهابية، ثم يلقي بطلته في وهدة الحب والحمل حتى يعيد إليها انوثتها بشكل يذكر - مثلاً - بفيلم "الارهابي" لنادر جلال وعادل إمام. هذا الفيلم على رغم كل نياته الطيبة، عجز في نهاية الأمر، عن أن يخرج بمبررات الارهاب من طابع فردي سيكولوجي مفترض لها، وعجز عن ان يرى فيه رفضاً واعياً بأساليب غير واعية، لممارسات سلطات تتحكم برقاب المجتمع وأهله. فيلم نزيه وجيد الحرفية أجل، لكن من هنا وحتى يستحق ثلاث جوائز دفعة واحدة، مسافة لم يقطعها، وإن كانت لجنة التحكيم ساعدته على قطعها لأسباب من الواضح مدى طغيان الايديولوجيا والنيات الطيبة عليها. من آسيا أيضاً، لكن من الصين هذه المرة، يأتي الفيلم الذي فاز بجائزتين "الهرم الفضي" وجائزة أفضل ممثلة وهو فيلم "زمن التذكر" من اخراج بي دينغ، وتمثيل الفاتنة ماي تينغ. وهو فيلم لا ينتمي حقاً إلى تلك السينما التي تصنع في الصين وهونغ كونغ وتايوان منذ سنوات وباتت تعتبر فاكهة المهرجانات كلها، لكنه ينتمي إلى سينما أقل أهمية وأقل فاعلية تصنع اليوم بكثرة وتحاول أن تستفيد من مناخ رقابي تسامحي ملائم لتطرح أسئلة تبدو في شكلها الخارجي منتمية إلى الماضي. فيلم "زمن التذكر" يقدم من خلال نظرة الطبيب روبرت الذي يعود بذاكرته الى خمسين سنة ليتذكر حكاية حب له مع فتاة صينية يتعرف عليها ذات يوم ويقع في غرامها لكنها تحب الثائر جين، الذي يناضل لتحرير الصين واقامة حكم شيوعي فيها. يذكر هذا الفيلم الى حد ما بفيلم "المريض الانكليزي" ويرسم على مدى دقائق عرضه البالغة مئة دقيقة مجموعة كبيرة من الاحداث والمواقف التي كانت تحتاج الى وقت اطول بكثير. بشكل عام يمكن القول ان توزيع الجوائز على هذا النحو لم يثر الكثير من الاعتراض، فيما عدا القهقهة الساخرة التي صاحبت الاعلان عن منح نصف جائزة ل "اختفاء جعفر المصري" والاستياء العام الذي قابل عدم فوز "نسيم الروح" بأية جائزة. يبقى ان مهرجان السينما اقيم حقاً، وتحولت خلاله القاهرة الى عاصمة السينما العربية واتيح للجمهور المصري ان يشاهد نحو مئتي فيلم ما كان بإمكانه ان يراها لولا مناسبة المهرجان، حتى وان صاحبت العروض مشاكل ومقالب، مثل ابدال فيلم بفيلم، وعرض "بكرة" قبل "بكرة" اخرى واعلان عرض فيلم ثم عرضه في صالة اخرى، وتسمم عدد من الضيوف بسبب طعام تناولوه، ويبقى ان المهرجان أتاح للسينمائيين والنقاد العرب فرصة الالتقاء في عاصمة السينما العربية، التقاء غاب عنه على اية حال عدد كبير من المخرجين والنجوم المصريين، من الذين كانوا اعتادوا خلال الدورات السابقة متابعة العروض والندوات. وهذا الامر الاخير القى على المهرجان ككل ظلاً باهتاً، لم تفلح نجومية حسين فهمي ورهافته في تبديده، هو الذي كان منشغلاً على اي حال، اضافة الى انشغالاته العديدة، بالصراع مع الصحافيين النقاد الذين ترحموا على ايام سعد الدين وهبة، خصوصاً بعد المؤتمر الصحافي الذي عقده وبدا انه مؤتمر لتصفية الحسابات بين طرفين، اكثر منه مؤتمراً لدفع عجلة المهرجان الى الامام