مساء أول من أمس، الاربعاء، افتتح مهرجان القاهرة السينمائي، فعاليات دورته الجديدة. تحمل الدورة الرقم 22، وهي الدورة التي يترأس المهرجان فيها، الفنان حسين فهمي، الذي يخلف في هذه المهمة، الراحل سعدالدين وهبة، الذي طبع المهرجان بطابعه طوال سنوات عديدة. حسين فهمي يحاول التجديد اعتباراً من هذه الدورة، مع حرصه على الحفاظ على تراث سلفه. الشكل والمضمون عند الفنان حسين فهمي لا ينفصلان. ولهذا أراد ان تلتصق بمهرجان القاهرة السينمائي الدولي الذي يرأسه، صفات تعبر بصدق عن حال الفن والفنان وعشاقه فشكل من حضر الافتتاح كان لا بد ان يأتي على قدر الحدث السينمائي الاهم في العالم الثالث. هذا من جانب ضيوفه، اما من جانبه فحرص هذا العام وللمرة الاولى أن يدخل اشياء جيدة على المهرجان، منها اختيار موقع للمهرجان على شبكة الانترنت لنشر كل ما هو متعلق به منذ نشأته وحتى الدورة الجديدة. كما تصاحب المهرجان، وللمرة الاولى ايضا، اقامة معرض في دار الاوبرا لمعدات واجهزة السينما بمشاركة 27 شركة من مختلف دول العالم. وبالنسبة للضيوف تم اعداد اسطوانة ليزر عليها المعلومات الخاصة بالمهرجان كلها واسماء الافلام للدول المشاركة والضيوف ومواعيد الحفلات والندوات. كما تم ايضا اقامة شاشة مائية تعمل عن طريق ضخ المياه في وسط النيل امام دار الاوبرا بين كوبري قصر النيل و6 اكتوبر عرض عليها حفل الافتتاح وسيعرض عليها يوميا طوال ايام المهرجان ابرز فعاليات المهرجان من ندوات ولقاءات. وبالنسبة للافلام المشاركة في المسابقة الرسمية فيبلغ عددها 19 فيلما من 16 دولة بينها خمسة افلام عربية ستنافس ايضا على جائزة افضل فيلم عربي وقدرها 30 الف دولار، وهي: "اختفاء جعفر المصري" و"كونشرتو درب سعادة"، اسماء البكري مصر و"صلاة الغائب" حميد بناني المغرب و"تراب الغرباء" سمير ذكري و"نسيم الروح" عبداللطيف عبدالحميد سورية. كما تعرض على هامش المهرجان عشرات من الافلام التي تمثل مختلف الاتجاهات من اميركا وايران وكوريا وفرنسا واسبانيا وايطاليا والصين وبريطانيا وهولندا وايطاليا والمغرب وتونسوالجزائر مصر ولبنان وغيرها في فروع المهرجان المختلفة. هنا لقاء مع الفنان حسين فهمي رئيس مهرجان القاهرة السينمائي الدولي تم في مكتبه في ميدان طلعت حرب وسط العاصمة حول طموحاته المقبلة وتفسيره لحال الهجوم الذي يلاقيه من قبل قلة وماذا لو حصل على جائزة من مهرجان يرأسه؟ النقد ضروري طموحاتك تجاه الفنان هل تجسدت في هذه الدورة الثانية والعشرين للمهرجان؟ - هذا العام الدورة الثانية والعشرون ما هي الا "بروفة" لطموحاتي وافكاري تجاه المهرجان. سيكون الحدث الاجمل، وانا حالياً أقُيّم كل شيء، ولهذا أؤكد انني لو استطعت ان اصل الى 40 في المئة من احلامي التي أريد تحقيقها في هذه الدورة اعتبر نفسي نجحت نجاحاً كبيراً، خصوصا انني أريد ان اقفز بالمهرجان قفزة كبيرة جداً، اما طموحاتي فهي كثيرة. ماذا عن هذه الطموحات؟ - اشياء كثيرة جداً، ومنها ما سنراه وسنشاهده جميعاً هذا العام، وان شاء الله السنوات المقبلة لو كان في العمر بقية. اني اتخيل انجازات أجمل وأكبر، واقول لمن يتصورون انني اهتم بالشكل على حساب المضمون ان هذا خطأ لأنني أؤكد ان المضمون والشكل لا ينفصلان ومضمون المهرجان لا يمكن الحديث عنه إلا بعد انتهاء المهرجان. هل لديك تفسير لتصاعد كمية النقد التي توجه لك؟ - الهجوم مفروض ان يكون موجوداً، وأنا شخصياً لا اهتم بأي شيء. فأنا عندي هدف والهدف واضح جداً بالنسبة لي، وانا اتجه الى الهدف وبسرعة كبيرة، وليس عندي استعداد أن ادخل في معارك جانبية تخرجني عن الخط الذي أسير فيه. فلن أدخل في أية متاهات او مهاترات جانبيه ليس لها معنى ولا قيمة. البعض قال ان معظمها نتاج مواقف شخصية وأنت تعلم ذلك اكثر مني؟ - أنا لم احاول أن أتعب دماغي لكي اعرف ما أسباب حملات الهجوم. فأنا اتوقع الهجوم لأن أي شيء ناجح لا بد ان يهاجم والناس "حاسة" ان هناك نجاحاً ولهذا أراد البعض، وهم قلة، حرمان المهرجان من هذا النجاح، خصوصا انهم يتصورون ان المهرجان باسم حسين فهمي وليس باسم مصر، فهم يهاجمون ويعملون على تدمير المهرجان "علشان" حسين فهمي لا ينجح. هذا خطأ جسيم. المهرجان لا بد ان ينجح بصرف النظر من الذي يتولى رئاسته. ماذا تقول لهذه القلة؟ - والله... كان الله في عونهم يضحك. وجودك على رأس المهرجان هل سيجعل مشاركة الفنانين المصريين أكبر من الاعوام الماضية؟ - ان شاء الله، واستطيع ان اؤكد ان الفنانين المصريين والعرب متحمسون جداً لهذا المهرجان ومتحمسون لي كرئيس للمهرجان. وسيكون هناك وجود جميل ومكثف لهم وهناك مجموعة "رائعة" جدا من الفنانين يوجدون دائماً في اجتماعات لجان المهرجان. وبالنسبة لنجومنا العرب فهناك تحمس من سورية ولبنان وتونسوالجزائر والمغرب وايضاً هناك وجود غربي وإيراني للمرة الاولى. ماذا عن الوجود الايراني؟ - ايران تشارك في المسابقة الرسمية للمرة الاولى بفيلم "أكون أو لا أكون" للمخرج كيانوش اياري، كما سيتم عرض عدد من الافلام في احتفالية خاصة عنوانها "نافذة على الحياة في ايران" تضم افلاماً تعكس الصورة الحقيقية للواقع الايراني. خمسة افلام عربية ولكن الوجود العربي على مستوى الافلام قليل؟ - اولاً الانتاج العربي قليل بالاساس، وايضا الانتاج المصري لم يدخل منه في المسابقة سوى فيلمين هما "اختفاء جعفر المصري" للمخرج عادل الاعصر و"كونشرتو درب سعادة" للمخرجة اسماء البكري وفيلمين من سورية هما "تراب الغرباء" سمير ذكري و"نسيم الروح" عبداللطيف عبدالحميد، اما المغرب فيشارك بفيلم "صلاة الغائب" للمخرج حميد بناني. هذا عن المشاركة في المسابقة ولكن هناك مشاركات عربية أخرى في اقسام المهرجان فستشارك الجزائر بفيلمين هما "الجزائربيروت" للمخرج مرزاق علواش و"الحياة في الجنة" للمخرج كرجو، والمغرب يشارك بفيلم "أصدقاء الامس" للمخرج حسن بن جلون. وتشارك تونس بفيلمين هما "غداً اخترق" للمخرج محمد بن اسماعيل و"عرس القمر" للمخرج طيب الوحيشي. كيف دبرت ميزانية المهرجان؟ - وزارة الثقافة اعطتنا دعماً وهذا ساعدنا كثيراً. كما انني استطعت ان أحصل على دعم من مجموعة كبيرة من رجال الاعمال المصريين المخلصين جداً لهذا البلد وسأعلن اسماءهم في مراحل قادمة، لأن الجميع لا بد ان يعرف من هم هؤلاء المخلصون لبلدهم والراغبون ان يكون فيه شيء رائع في مصر وفي السينما. وُجِهت انتقادات لإدارة المهرجان من خارج مصر خصوصا هؤلاء الذين لم تحمل دعوتهم تذكرة الطيران؟ - لأنني رأيت ان هناك اشخاصاً كثيرين يأتون ليتسلوا ويرجعون دون ان يكتبوا أي شيء ولا حتى هجوم يضحك وانا استندت الى الاعوام الماضية بعدما راجعت كل ما تم نشره ولهذا فأنا اهتممت بالناس الذين يهتمون فعلاً بالمهرجان وبمصر. اما من يأتوا "كفسحة" فلا يجب ان يأتوا على حسابنا. رفضت فيلماً فلسطينياً، لماذا؟ - لا، ليس فلسطينياً. نحن لا بد ان نكون واعين جداً كما قلت في اول مؤتمر صحافي لي قبل شهور واكدت ان اسرائيل لن تشارك في مهرجان القاهرة السينمائي الدولي. وهذا موقف شخصي مني كرئيس للمهرجان، وايضا موقف جماعي لأن النقابات الفنية كلها ترفض التطبيع الثقافي مع اسرائيل، ولهذا لا بد ان نعرف ما هي هوية هذا الفيلم القادم. وانتم كصحافيين قلتم ان هناك "تحايل" واللي حصل انه محدش ضحك علينا. لأن فكري وثقافتي تمنعني أن أسير في اتجاه معاكس لنبض الشارع العربي الرافض للتطبيع. إذن هو فيلم اسرائيلي وليس فلسطينياً؟ - باختصار شديد "محدش" تحايل عليّ يضحك. ملحوظة الفيلم الذي رفض عنوانه "درب التبانات" لمخرج فلسطيني ولكن التمويل اسرائيلي وشارك في مهرجان قرطاج السينمائي الأخير. ممثل ورئيس للمهرجان من بين الفيلمين المصريين في المسابقة الدولية لك فيلم تقوم ببطولته هو "اختفاء جعفر المصري"، ماذا لو حصلت على جائزة؟ - وماذا لو لم احصل عليها يضحك. لماذا يتصور الناس انني سأحصل على جائزة... طيب... ما يمكن انني لا احصل على جائزة، مش ممكن لجنة التحكيم "تكسفني" ورئيس المهرجان لم يأخذ جائزة. انا أرى انني اكبر من ذلك وأرى اننا كسينمائيين وكفنانين ايضاً اكبر من ذلك، وان الحديث حول وجود ضغط من رئيس المهرجان على لجنة التحكيم كلام عيب ان يُقال في حقنا جميعا. نحن فنانون ولجنة التحكيم محترمة جدا وانا فخور جدا بها. أما مشاركتي في المسابقة فهي قانونية خصوصا انني فنان قبل ان أكون رئيساً للمهرجان. وانا مع القانون جدا وليس هناك بند في اللائحة يمنع رئيس المهرجان من التنافس على الجوائز، وليس من حقي ان أحرم زملائي من التنافس على جوائز المهرجان فمن حقهم ان يعرضوا على لجنة تحكيم دولية. وفي النهاية هناك افلام قوية جدا، وليس شرط أبداً انني طالما رشحت لدخول المسابقة يعني ان احصل على جائزة. أؤكد مرة اخرى انني اسير على القوانين الدولية وهي تسمح بمشاركة رئيس المهرجان وتمنع عضو لجنة التحكيم من التحكيم في حال وجود فيلم له في المسابقة، فعليه ان يتنحى، انما انا رئيس للمهرجان. هل هناك سوابق عالمية او عربية تدلل على ذلك؟ - نعم، مهرجان "كارلو فيفاري" الذي عقد هذا العام، وانا كنت هناك، رئيس المهرجان واسمه "بارتو شك" وهو ممثل، وعرض في حفلة الافتتاح فيلم من بطولته. يعني ما فيش اكثر من كده. وفي النهاية زميله أخذ الجائزة لأن الفيلم كان ايضا في المسابقة وهذا يجعلني اقول بالشكل ده انني متفائل جداً ان نور الشريف أو رغدة يأخذان جوائز، او محسن نصر عن التصوير او عادل الاعصر عن الاخراج. لماذا أحرم فنانين اجتهدوا كوني أنا رئيس مهرجان؟ خرج كلام من لجنة اختيار الافلام المصرية ان "اختفاء جعفر المصري" أفضل كثيراً من "كونشرتو درب سعادة"!. - الحمد لله.. يضحك. ولكن البعض يتساءل لماذا تم رفض الأفلام الاخرى؟ وهي "ظل شهيد" و"أرض الخوف" و"أولى ثانوي" و"جنة الشياطين". - لأنها غير مكتملة فنياً لغاية اللحظة التي تحدثني فيها، ونحن كإدارة مهرجان ملتزمون بمواعيد ولازم نقدم للجنة التحكيم، وحالياً نطبع الكتالوج الخاص بالافلام. وكما قلت الافلام غير جاهزة ولكي تختار لا بد ان يكون الفيلم كاملاً حتى لا تهدر قيمة الفيلم او جهد العاملين فيه. قبل اسابيع اعلنتم عن مشاركة فيلم "فيكتور" انتاج بلجيكي - فرنسي في المسابقة الدولية وفجأة تم سحب الفيلم؟ - لاننا اكتشفنا انه عرض في مهرجان دولي قبل ذلك وهذا قانوناً لا يصح. وهذا يؤكد ان إدارة المهرجان تبحث وراء كل الافلام المشاركة من أجل سمعتها