في عالم الساحرة المستديرة كرة القدم ومنافساتها المثيرة، قلة من النجوم الأفذاذ الذين يودّعون الملاعب الخضراء، وذكرياتهم الجميلة ما زالت محفورة في الأذهان، ومحبتهم مغروسة في القلوب، هم عباقرة الكرة البارعون الذين سطّروا أروع مستوياتهم الفنية على أرض الميدان، وأسهموا في حصد الألقاب الذهبية والإنجازات والبطولات لفرقهم ومنتخبات بلدانهم، نثروا الإبداع وقدموا فواصل الإمتاع، وأشعلوا قناديل الفرح في الاستحقاقات والمسابقات الكروية المختلفة. و"الفتى الذهبي" نواف التمياط 33 عاماً واحد من جيل العمالقة البارزين، الذين أثروا الكرة السعودية بمواهبهم الراقية وأهدافهم الرائعة طوال وجودهم في الملاعب الخضراء، بتاريخ رياضي كبير ومشوار كروي حافل، وكؤوس ذهبية ومنجزات بطولية استمرت لأكثر من 16 عاماً متوالية قضاها في ملاعب الكرة، حتى حانت لحظة الوداع، ودنت ساعة الرحيل التي يودع فيها النجم اللامع ميادين كرة القدم رسمياً، من خلال "كرنفال" الاعتزال، الذي يجمع الهلال السعودي وإنتر ميلان الإيطالي. وشق الموهوب التمياط المولود في ال 28 من حزيران يونيو من عام 1976 طريقه إلى عالم النجومية والأضواء في سن مبكرة، وتحديداً في ال 16 من عمره، وذلك عبر فريق شباب الهلال الذي وقع في كشوفاته رسمياً عام 1993 بعدما كان يأتي للنادي مع شقيقه الأكبر صفوق عاشقاً للهلال، وكان شغوفاً لارتداء الشعار الأزرق، وبدأ بداية قوية وظهرت ملامح النجومية منذ صغره، ما دفع مدرب المنتخب السعودي للشباب آنذاك الوطني محمد الخراشي إلى ضمه للمشاركة في دورة الصداقة للشباب، وشارك نواف عام 1994، وظهر بمستوى لافت للأنظار على رغم صغر سنه، وفي عام 1996 صعد إلى الفريق الأول على رغم وفرة النجوم في صفوفه آنذاك، وحقق معه البطولة العربية للأندية أبطال الدوري أمام الترجي التونسي، وفي العام ذاته حصل مع الهلال على بطولة كأس دوري خادم الحرمين الشريفين، وفي العام التالي استطاع مع الهلال الحصول على بطولة الأندية الآسيوية أبطال الكؤوس، وفي عام 1998 استطاع مع الهلال الحصول على كأس دوري خادم الحرمين الشريفين، ثم الحصول على كأس السوبر الآسيوية أمام بوهانغ الكوري، وفي العام ذاته حقق مع الهلال البطولة الخليجية التي أقيمت في عمان، وفي عام 1999 استطاع الحصول مع الهلال على بطولة واحدة فقط، وهي كأس الاتحاد السعودي، وفي عام 2000 سنة الرباعية الهلالية، حصل مع الهلال على بطولة آسيا بعد إحرازه الفوز للهلال بالهدف الذهبي، وكذلك حصد البطولة الأهم في تاريخ الهلال وهي كأس المؤسس، وبعدها أحرز مع الهلال بطولة كأس ولي العهد أمام الشباب بثلاثة أهداف نظيفة، ومن ثم البطولة الآسيوية للأندية أبطال الدوري أمام غابيلو الياباني. كما شارك في تحقيق الفريق الأزرق لبطولة الأندية العربية أبطال الكؤوس من أمام غريمه التقليدي النصر، الى جانب بطولة بطولة كأس السوبر الآسيوية من أمام شميزو الياباني، وبطولة النخبة العربية التي أقيمت في سورية، وبطولة كأس ولي العهد قبل ثلاثة أعوام من أمام الأهلي في اللقاء الذي سجل فيه نواف الهدف الوحيد. وسجّل نواف التمياط حضوراً لافتاً مع المنتخبات السعودية، إذ شارك مع منتخب الشباب في ال 19 مباراة، ثم اختير لتشكيلة المنتخب الأول التي حققت كأس العرب في قطر، وشارك مع المنتخب في كأس العالم 1998 في فرنسا، ومن بعدها شارك في بطولة القارات التي أقيمت في المكسيك، وبعدها شارك في كأس ال "الأفرو آسيوية" أمام جنوب إفريقيا، ثم خاض بطولة أمم آسيا 2000 مع المنتخب، واستطاع الحصول معه على المركز الثاني في لبنان. وحصل التمياط خلال فترة وجوده في الملاعب على الكثير من الألقاب الشخصية، من أبرزها لقب أفضل لاعب في البطولة الخليجية التي أقيمت في الكويت، وأفضل لاعب في بطولة الأندية العربية، التي أقيمت في الرياض عام 2000، وأفضل لاعب عربي في استفتاء مجلتي السوبر والحدث الرياضيتين، وأفضل لاعب في قارة آسيا لعام 2000 باختياره من الاتحاد الآسيوي، إذ يعد اللاعب السعودي الوحيد الذي حقق لقب أفضل لاعب في السعودية والعرب وآسيا في العام نفسه.