لماذا هذا الاصرار على تأدية ألحانك فقط ورفض التعاون مع ملحنين آخرين، في حين أن مطربين كباراً مثل وديع الصافي لا يترددون في الاستعانة بألحان غيرهم على رغم قدرتهم على التلحين؟ - هذا اقتناع شخصي يختلف من فنان إلى آخر. ومع تقديري للمطرب الكبير وديع الصافي، وانبهاري به، فإن عبد الوهاب وفريد الاطرش مثلاً، اكتفيا بتأدية ألحانهما بعد تجاوز البدايات المبكرة جداً، وتمسّكا بهذا الخيار حتى اليوم الاخير في حياتهما. أعتقد انني افضل من يعرف صوتي، واصدق من يعبر عن نفسي، فلماذا ألجأ الى غيري مادمت املك كل الادوات اللازمة لذلك؟ لن اغني إلا ألحاني، وعندما افتقد القدرة على العطاء كملحن، سأتوقف أيضاً عن الغناء. أما الحكم على جودة أغنياتي فمسألة متروكة للجمهور. ولماذا هذا الاصرار على تقديم قصائد عربية فصيحة، في زمن الاغنية القصيرة والخفيفة والسريعة الايقاع؟ - منذ صغري اعشق الكلمة والمعاني الرصينة، وأحب ان أغنيها. وانا سعيد بنجاح اغنياتي بالفصحى، لان هذا النجاح اثبت خطأ الاعتقاد السائد بان جمهور اليوم لم يعد راغباً في الاستماع الى الاغنية الرصينة. والذين يشككون في ذلك، ما عليهم إلا ان يحضروا حفلة من حفلاتي، فأنا اغني لسبعة الاف شخص معظمهم من الشباب قصائد من نوع "زيديني عشقاً"، او "اشهد"، أو "مدرسة الحب"، او "انا وليلى"... ومهما يكن فإني اقدم الى جانب تلك القصائد أغنية عامية سريعة، إنما من دون اغفال مستوى الكلمة وقيمتها التعبيرية. أنا مُطالب بإرضاء كل اذواق المستمعين، لكن سأبقى أرفض تقديم اي تنازل فني من أجل إرضاء الجمهور. أغنياتك شرقية رصينة مثل "اختاري"، أو ايقاعية سريعة اقرب الى اللون الغربي مثل اغنية "هذا اللون". فهل تتخذ اسلوبين مختلفين في التلحين؟ - هذه الملاحظة الصحيحة، تعود الى اسباب عدة: اولها الرغبة في التنوع، وآخرها انني اضع ألحاني اما على الة العود بكل ما تحمله من أصالة شرقية، واما على آلة الغيتار بما تمثله من روح غربية.