شنت وسائل الاعلام الأردنية هجوماً شديد اللهجة، ظاهره على قناة الجزيرة الفضائية القطرية وجوهره ضد سورية التي يرى المسؤولون الأردنيون انها تتعمد منذ عدة اشهر شن هجوم ديبلوماسي واعلامي ضد الأردن. السبب المباشر للحملة الاعلامية الأردنية الأخيرة ما بثته قناة الجزيرة القطرية ضمن برنامج "الاتجاه المعاكس" الذي استضاف الكاتب السوري محمد خليفة، كما استضاف من عمان عبر الأقمار الاصطناعية السياسي الأردني المخضرم كامل أبو جابر الذي قاد الوفد الأردني - الفلسطيني المشترك الى مؤتمر مدريد العام 1991 بصفته وزيراً للخارجية آنذاك. الموضوع المعلن سلفاً للبرنامج كان "الأردن بعد أربع سنوات من معاهدة السلام الأردنية - الاسرائيلية"، لكن البرنامج، خصوصاً بسبب مقدمه الذي وجه اسئلته نحو "تاريخ" العلاقات الأردنية - الاسرائيلية، تحول الى هجوم منظم ومركز من جانب خليفة على الحكم في الأردن ثم على الأردن كياناً وشعباً، وهذا الهجوم لم يقابل سوى بعبارات ديبلوماسية من جانب أبو جابر الذي كان يلح على خليفة بأن لا يكيل التهم من دون اثبات. جاء رد الفعل الرسمي الأردني الأولي في الليلة نفسها، اذ عقد التلفزيون الأردني ندوة استضاف فيها أبو جابر الذي تعرض لانتقادات عنيفة من مواطنين ومسؤولين أردنيين حتى ان نائباً ووزيراً مجرباً عبدالكريم الدغمي وصف أبو جابر بالمستشرق لأنه لم يجب بوضوح على "افتراءات" خليفة على الأردن. وصدرت الصحف الأردنية الخمس في اليوم التالي بعناوين نارية رداً على قناة الجزيرة. رد الفعل الرسمي الأردني في اليوم التالي عبر عنه رئيس الوزراء فايز الطراونة الذي قال ان الأردن سيرد "الصاع بعشرة"، فيما طالب وزير الإعلام ناصر جودة باعتذار رسمي علني. واستدعى وزير الخارجية الأردني السفير القطري لدى عمان وسلمه رسالة احتجاج رسمية، فيما عمدت وزارة الاعلام الى إلغاء ترخيص مكتب محطة الجزيرة في عمان مبررة قرارها بأن ما جرى لا يدخل في باب حرية الرأي بقدر ما هو هجوم منظم ونيات مبيتة. وروى الدكتور كامل أبو جابر للصحافة القصة وقال أنه دعي للحديث عن معاهدة السلام وآثارها على الأردن سواء أكانت ايجابية أم سلبية، كما انه هدد بالانسحاب مرتين أثناء بث الحلقة. التراشق الاعلامي الجديد مرشح لأن يزيد من حدة التوتر بين دمشقوعمان، ولكنه ليس سبباً لوقوع أزمة بين عمان والدوحة.