أغلقت السلطات الأردنية أمس مكتب قناة "الجزيرة" الفضائية القطرية في عمّان، في أعقاب بثها برنامجاً ليل أول من أمس عن الدور الأردني في الحرب الأميركية المحتملة على العراق، تضمن هجوماً عنيفاً على الأردن والعائلة الهاشمية. وأفادت "وكالة الأنباء الأردنية الرسمية" بترا أن وزير الإعلام محمد العدوان "قرر اغلاق مكتب الجزيرة وسحب الترخيص الممنوح له، كذلك وقف التسهيلات ومنع الأشخاص الذين يقدمون أنفسهم كمراسلين للقناة من العمل، أو القيام بأي نشاط داخل المملكة تحت طائلة المسؤولية القانونية". وكانت "الجزيرة" بثت أول من أمس حلقة من برنامج "الاتجاه المعاكس" الذي يعده ويقدمه فيصل القاسم، واستضاف خلاله النائب الأردني السابق محمود الخرابشة واستاذ العلوم السياسية في جامعة كاليفورنيا أسعد أبو خليل الذي شكك في صدقية الموقف الأردني الرافض توجيه ضربة عسكرية أميركية ضد العراق، وشن هجوماً على سياسة العاهل الأردني الراحل الملك حسين بن طلال، خصوصاً علاقاته مع الغرب وموقفه من الحروب العربية مع إسرائيل. كما اعتبر أبو خليل أن حضور ولي عهد الأردن السابق الأمير الحسن بن طلال مؤتمر الضباط العراقيين المعارضين في لندن منتصف تموز يوليو الماضي "محاولة من الهاشميين لتوزيع الأدوار بينهم لاستعادة النظام الملكي" الذي اطيح به في العراق العام 1958. وقال إن "الأميركيين يحتفظون بوجود عسكري في المملكة، خصوصاً في ميناء العقبة جنوب، في إطار التحضيرات الأميركية لمهاجمة العراق". واتهم العدوان قناة "الجزيرة" بتعمد الاساءة الدائمة إلى الأردن ومواقفه القومية بصورة مباشرة وغير مباشرة، وزاد أنها "تجاوزت كل القيم المهنية والأخلاقية في التعامل مع كثير من القضايا القومية، وفي استهداف مواقف دون غيرها وبشكل يؤكد أن لا هدف لها سوى خلق البلبلة في الصف العربي، واذكاء الفتنة خدمة لأغراض لا يعرفها إلا القائمون على هذه المحطة ومن يخططون لبرامجها من ورائهم". وأضاف ان القناة "تجاوزت أيضاً أشكال اللياقة كافة في برامجها، فتطاولت على قادة الأمة وشرفائها، وناهضت كل توجه قومي، ولا سيما في كل ما يتعلق بفلسطين والعراق". ولاحظ العدوان أن "الجزيرة" التي "تسيئ بصورة متعمدة ومستمرة إلى منجزات الأمة، تنتهج التجريح والقدح أسلوباً لإبراز كل ما هو سلبي في المجتمعات العربية". وكان الملك عبدالله الثاني، الذي التقى الرئيس الأميركي جورج بوش في البيت الأبيض الأسبوع الماضي، حذر من "كارثة حقيقية في المنطقة" في حال وجهت واشنطن ضربة عسكرية إلى العراق. ونفى بشدة أي "وجود أميركي عسكري على الأرض الأردنية"، كما اعتبر أن مشاركة عمه الأمير الحسن في مؤتمر المعارضة العراقية "خطأ فادح". وامتنع مراسل "الجزيرة" في عمّان ياسر أبو هلالة عن التعليق على القرار الأردني. وهذه هي المرة الثانية التي تلجأ فيها السلطات الأردنية إلى اغلاق مكتب "الجزيرة"، بعدما قامت بالاجراء نفسه عام 1998 على خلفية بث حلقة من "الاتجاه المعاكس" أيضاً التي انتقدت حينئذ معاهدة السلام الأردنية - الإسرائيلية المبرمة عام 1994.