تطايرت التعليقات والمواقف والردود، كما لو كانت شظايا وبقايا من كيان احتفظ بوحدته طويلاً أمام عدو "غامض" اسمه: التطبيع الثقافي. ولم يعد بإمكان مثقف مصري إلا ان يكون مع أو ضد، أو على الحياد المنحاز، في قضية وثيقة: التحالف الدولي للسلام العربي - الاسرائيلي. وقد شملت توقيعات المصريين بجانب المفكرين والسياسيين عدداً من الفنانين نذكر منهم: رمسيس مرزوق المصور السينمائي الشهير، ومحمد منير، والسيناريست رفيق الصبان. الا ان الهجوم الذي لقيته الوثيقة دعا الكثيرين منهم الى الاحتراس، بينما وقف البعض الآخر في المواجهة من أجل الدفاع عن موقفه. وقد تعرض المثقفون العرب الى حملات اضطهاد شرسة على مدى العقود الماضية، بغض النظر عن انتماءاتهم السياسية، وقناعاتهم الفكرية، وحظوتهم الجماهيرية. فلاقى الشاعران الفلسطينيان الكبيران: محمود درويش وسميح القاسم عنتاً شديداً من خصومهما الكثيرين، إبان الحقبة التي كانا فيها عضوين في الحزب الشيوعي الاسرائيلي "راكاح" .... ومرة اخرى، وقع الشاعر الكبير "أدونيس" في هذا المأزق، عندما وقع على بيان صادر عن احدى المنتديات الفكرية في اسبانيا، فقد طالب البعض بطرده من عضوية اتحاد الكتاب العرب، وطالب البعض بمصادرة فكره وكتبه، دون ان يعرف أحد السر الذي يدفع المثقف العربي في لحظة معينة الى "الحوار" مع عدوه، والموافقة على اطروحات سياسية معينة، يرى فيها "انتصاراً ديموقراطياً" للحوار الممكن بين المثقف والمثقف الخصم .... د. أحمد شوقي عبدالفتاح القاهرة - مصر