اختتم "مجمع اللغة العربية" في القاهرة أعمال مؤتمره الثالث والستين، برئاسة الدكتور شوقي ضيف، وأصدر قبل أيّام عدداً من التوصيات التي تكشف واقع لغة الضاد اليوم، والعواقب والتحديات والطموحات المطروحة عند المنعطف الحضاري الراهن. البند الأوّل يتعلّق ب "الجهود المبذولة للحفاظ على اللسان العربي في أوساط الشعب العربي الفلسطيني في فلسطينالمحتلة"، إذ يدعو المجمع إلى دعم هذه الجهود، ويؤكد على "ضرورة الالتزام بالأسماء العربية للأماكن والمواقع الفلسطينية، ودعوة الهيئات الدولية لسلوك هذا الالتزام"، ويوصي "بالتعاون مع المؤسسات العلمية الفلسطينية"، ويدعو إلى "تكثيف الجهود للوقوف في وجه المخطط الصهيوني لتهويد بيت المقدس والعمل على تحريرها". ويطالب المؤتمر بأن يكون عمل "مكتب تنسيق التعريب" التابع للجامعة العربية، من خلال "اتحاد المجامع للغة العربية"، وأن يقتصر عمله على التنسيق بما في ذلك عقد الاجتماعات بين اللجان المتناظرة في هذه المجامع للاتفاق على المصطلحات المشتركة في جميع البلاد العربية. أما التوصية السجاليّّة التي تستحقّ مزيداً من النقاش على صعيد عربي، فتتعلّق بتعريب التعليم الجامعي، "حتى لا تظل جامعات الأمة العربية الجامعات الوحيدة في العالم التي تدرس العلوم بلغة أجنبية". ويوصي المؤتمر مجامع اللغة العربية والهيئات العلمية في الوطن العربي بإصدار معاجم تضم مصطلحات مصحوبة بتعاريف محددة، بجانب ما اصدرت منها، في علوم العصر الحديثة ك "علوم الهندسة الوراثية"، و"التكنولوجيا الحيوية"، و"الالكترونات" و"علوم البيئة والمحيط الجوي" و"الاتصالات والمعلومات" و"علوم الفضاء". كما يوصي المؤتمر بالعناية الكاملة بتعليم اللغة العربية في جميع مراحل التعليم وخصوصاً المرحلة الجامعية... وبأن تعمل الحكومات العربية على اتقان اللغة العربية في الصحافة وجميع وسائل الإعلام المقروءة والمسموعة والمرئية، خصوصاً في المسارح والمسلسلات التلفزيونية والإذاعية وإعداد دورات تدريبية للعاملين في هذه المجالات لاتقان اللغة العربية. وهناك توصيات أخرى تتعلّق بكتابة الأسماء الأجنبية، بحروف عربية، على لافتات المحال التجارية والشركات والفنادق، وبحرص المسؤولين في الوطن العربي على "أن تكون خطبهم وبياناتهم الموجّهة إلى الجماهير بلغة عربية سليمة".