أكدت شخصية سياسية كردية مستقلة لپ"الوسط" ان العلاقات التحالفية التي قامت بين حكومة الرئيس صدام حسين ورئيس "الحزب الديموقراطي الكردستاني" مسعود بارزاني في نهاية شهر آب اغسطس الماضي عندما ساعدت القوات العراقية بارزاني في اجتياح مدينة أربيل واستعادتها من قوات جلال طالباني، أصبحت مهددة بالانهيار بسبب مسألتين: الأولى اتصالات بارزاني مع ايران، خصوصاً في ظل التوترات الحالية التي تشهدها العلاقات العراقية - الايرانية على خلفية اتهام بغداد لطهران بايوائها منفذي محاولة اغتيال النجل الأكبر للرئيس العراقي عدي في 12 كانون الأول ديسمبر الماضي. والثانية، اصرار بارزاني على الاحتفاظ بسيطرته المطلقة على نقاط الجمارك الحدودية مع تركيا، خصوصاً نقطة "ابراهيم الخليل"، في منطقة زاخو. فيما يطالب صدام بضرورة اعادة الاشراف على جمع العائدات في تلك النقطة التي تعتبر الشريان الأساسي للتجارة العراقية مع تركيا، الى السيطرة المركزية لحكومة بغداد. وفي خصوص المسألة الأولى ذكر اللواء المعارض وفيق السامرائي، المدير السابق للاستخبارات العراقية ان "صدام وجه رسالة تهديد الى مسعود بارزاني بضرورة اعلان الاتفاق بين الطرفين وفق شروط صدام والا سيحرمه من اسناد الجيش في حماية اربيل". والمعروف ان "شروط صدام" للاتفاق مع الأكراد تتضمن اخضاع العلاقات الكردية مع الدول والجهات الاقليمية والدولية لموافقة بغداد واشرافها المباشر، اضافة الى تحريم كل علاقة سياسية تتنافى مع مصالح الحكومة المركزية وسياساتها. اما بخصوص المسألة الثانية فقد أشارت مصادر عراقية معارضة الى ان الحكومة المركزية أرسلت قبل حوالي أسبوعين بعثة هندسية فنية الى منطقة المثلث الحدودي العراقي - السوري - التركي لمسح المنطقة ووضع الخطط الهندسية الخاصة باقامة جسرين على نهر دجلة يمهدان لشق طريق دولي جديد بين العراقوتركيا الى الغرب من مدينة زاخو الحدودية. يغني عن طريق ابراهيم الخليل، ولا يخضع كلياً لسيطرة بارزاني. لكن السلطات المحلية التابعة لبارزاني في منطقة دهوك القريبة من الحدود التركية، أوقفت عمل البعثة ومنعتها من اجراء أي مسح فني. ويذكر في هذا الخصوص ان النقطة الجمركية الحالية توفر أكثر من مئة الف دولار يومياً عن مرور أكثر من 100 شاحنة محملة بالمواد الغذائية التركية الى العراق والنفط العراقي الرخيص الى تركيا في حاويات خاصة. ولم تستبعد الشخصية الكردية المستقلة ان تكون للتحركات العسكرية العراقية أخيراً في مناطق جبل مقلوب شرق الموصل وفايدة بين الموصل ودهوك، اضافة الى سحب بعض القطاعات العسكرية من أطراف اربيل منطقتي بستانه وقوشتبه ونقلها الى الجنوب علاقة بالتهديد العراقي غير المباشر لبارزاني والايحاء اليه بأن الحكومة ستضطر في حال عدم خضوعه لشروطها في مسألتي وقف العلاقة مع ايران واعادة الجمارك الى الاشراف الحكومي، الى فك التحالف معه والتخلي عن مساعدته في حماية أربيل من مطامح غريمه طالباني. اضافة الى محاولة استرجاع سيطرة الحكومة المركزية على الطريق الدولي بين العراقوتركيا عبر زاخو التي تخضع حالياً لسيطرة بارزاني.