أكثر ما يذهل الزائر لكردستان شمال العراق مع اليأس الذي يستبد بجميع الشبان الاكراد الذين تلقوا دراسات جامعية، وهم النخبة التي كان يفترض ان تشارك بحماسة في ادارة شؤون هذه المنطقة الكردية المستقلة عملياً. اذ للمرة الاولى يسيطر الاكراد على منطقة شاسعة شمال العراق حوالى 75 ألف كيلومتر مربع تضم مدناً كبيرة منها زاخو ودهوك وأربيل والسليمانية. وقد انتخبوا منذ أيار مايو 1992 برلمانهم، وشكلوا حكومة مقرها أربيل التي اختاروها عاصمة للمنطقة الكردية. اما الجزء الذي يمتد شمال خط الطول 36 من هذه المنطقة فتحميه قوة دولية من الاميركيين والبريطانيين والفرنسيين والاتراك تتمركز في قاعدة انجرليك، وتدير محطة اذاعة في مركز التنسيق العسكري في زاخو. لكن الحماسة والامال العريضة التي رافقت البداية تقهقرت مفسحة في المجال امام عياء شديد ويأس قاتل، وجميع الشبان المثقفين أو الذين لهم المام بالانكليزية يسكنهم هاجس واحد: الرحيل، وبأسرع ما يمكن... أكرم محام شاب في الثلاثين من العمر يعيش في دهوك. بادرنا بالقول: "اضعت شبابي... فأنا خدمت سبع سنوات 80 - 1987 في الجندية الجيش خلال الحرب العراقية - الايرانية، ثم استدعيت مجدداً الى الخدمة خلال غزو الكويت وتسنى لي الفرار من الجيش عندما تدخل الحلفاء، فعدت الى كردستان. امارس حالياً المحاماة... ولكن ما معنى ذلك ونحن نعيش في دولة ليس فيها قوانين؟ دولة يحكمها المسلحون". وقال كمال، وهو شاب في الخامسة والعشرين، يتكلم الانكليزية بطلاقة ويعمل مترجماً لدى منظمة أميركية غير حكومية "أريد ان أرحل، لأن لا مستقبل لهذا البلد. فأنا اتقاضى 3 آلاف دينار في الشهر. أدفع منها ألفي دينار أجرة للمنزل الذي اسكنه، ويبقى لي ألف دينار وهي تكاد لا تكفي لشراء أربع علب تبغ". اما كريم، وهو شاب كردي عاش سنة في الولاياتالمتحدة ويحلم بالعودة اليها، فقال "الحياة قاسية جداً هنا، فليس ثمة شيء للشباب. لا اماكن للقاء أو للرقص والتسلية. سابقاً كان بوسعنا على الأقل ان نقوم بنزهة وان نتناول الطعام في شعاب غالي عالي بيغ اما اليوم فقد انتهى كل شيء ولم يعد الامر وارداً لوفرة نقاط التفتيش التي تقيمها الميلشيات على الطرق... كما ان فرص العمل غير متوافرة، وكل ما يستطيع ان يفعله الشباب ان يحملوا الرشاشات. كيف تريدني ان اتزوج في مثل هذا الوضع؟ وأي حياة يمكن ان اوفر لزوجتي؟ سأرحل بكل تأكيد فراراً من هذا البلد الذي لا أمل فيه، ولا مستقبل له". إحباط في كل مكان الاحباط ذاته يطالعنا في السليمانية المدينة الكبيرة في جنوب كردستان. يقول كوا 28 عاماً: عندما انهيت دراسة طب الاسنان قبل سنتين أردت الذهاب الى الخارج. لكن والدي طلب مني البقاء على أمل ان يتغير الوضع نحو الاحسن، لكن الوضع تفاقم وزاد سوءاً فالحزبان الكرديان الكبيران يقتتلان، والبلد يغوص يوماً بعد يوم في مستنقعات الفوضى والشقاء. أريد ان أرحل، فالسليمانية سجن - علماً انها أفضل حالاً من دهوك أو أربيل وهما المكانان الوحيدان اللذان يمكنني الذهاب اليهما - نحن المثقفين قوم فقراء ليس لنا أي أمل في هذا البلد فأبي بعد 30 سنة من ممارسته الطب يتقاضى خمسمائة دينار في المستشفى أي ما يكفيه لشراء بعض السجائر في حين ان أناساً ليس لهم أي حظ من الثقافة اصابوا ثراء فاحشاً ويملكون سيارات فارهة، أما رجال السياسة فانهم يسافرون الى الخارج ويسخرون من عذابات الشعب. قررت ان ارحل لأن والدي ذاته الذي نصحني من قبل بالبقاء لم يعد يعتقد ان الوضع سيتحسن. جميع الشبان الذي أصابوا حظاً من العلم يعتقدون ان "امامهم فرصة لاعادة بناء حياتهم في السويد أو المانيا أو كندا أو استراليا أو اي مكان آخر. ويسكنهم جميعاً هاجس الرحيل. وشملت هذه "الازمة الاخلاقية" ادارة الحزبين الكرديين الكبيرين، فضمن عائلات اعضاء المكتب السياسي للحزبين، وفي حاشية الزعيمين الكرديين، نجد من فجعوا في الوضع القائم، ويفكرون في الرحيل. وثمة مئات من الاكراد الذين تخلى عنهم المهربون المختصون في عبور الحدود بعدما دفعوا لهم آلاف الدولارات لمرافقة كل راغب في الهجرة، ينتظرون في جورجيا أو القوقاز على أمل متابعة سفرهم الى الغرب. من على شرفة بيت في الحي القديم في زاخو تبدو تناقضات الوضع الكردي المعقد بادية للعيان: هل ترى هذه الانوار ناحية الشمال؟ انها وحدات الجيش التركي التي تتمركز في قرية كير ياراش الوادي الأسود على منحدر جبل دجودي في تركيا. وهل ترى تلك الانوار التي تبدو ابعد قليلاً الى الجهة اليمنى؟ انها ايضاً مواقع للجيش التركي لكنها داخل الاراضي العراقية على قمة جبل دجودي حول قريتي ديراشيش وافاغيز القديمتين. ان انسحاب القوات التركية شمال الحدود الدولية بعد تدخلها في كردستان العراقية خلال شهر تموز يوليو الماضي وهم يفضحه عرض محاورنا الذي يمتاز بدقة شبه عسكرية، وهو كردي يعمل مترجماً لدى منظمة غربية غير حكومية في مدينة زاخو التي يبلغ عدد سكانها 60 ألف نسمة، وتقع على الحدود السورية - التركية الى اليمين على مسافة قريبة من زاخو اشعل الجنود الاتراك حرائق هائلة لطرد مقاتلي حزب العمال الكردستاني التركي من مخابئهم، وجعل تحركاتهم مكشوفة امام الطيران التركي الذي يقصف دون هوادة كل شيء يتحرك على الجبال جنوب الحدود التركية العراقية. ان كردستان تحترق مجازاً وحقيقة. وقريباً لن يكون بوسع أحد ان يسيطر على هذا الحريق الذي يكاد يلتهم كل شيء. فظائع القوات التركية قال لنا موظف شاب يعمل لدى منظمة الاممالمتحدة: ان وضعنا يزداد سوءاً يوماً بعد يوم، فالمفترض اننا هنا لحماية الأكراد، وفيما تحلق طائرات الحلفاء على ارتفاع 30 ألف قدم في سماء كردستان لتحول دون تحليق طيران صدام فوق هذه المحمية الكردية شمال خط الطول 36، يحلق الطيران التركي على ارتفاع 5 آلاف قدم ليقصف القرى الكردية التي تتولى حمايتها. ويعلم كل المراقبين الدوليين في كردستان العراقية ان دبابات الجيش التركي المنتشرة على امتداد الحدود تدك بانتظام منطقة يبلغ عمقها 10 كيلومترات داخل كردستان العراقية، ليسفر ذلك عن تهجير الفلاحين الاكراد من قراهم التي كانوا اعادوا بناءها قبل فترة قصيرة. وما من أحد ينبس ببنت شفة. وتصرفات الاتراك لا تقف عند حد، اذ قصفت مدفعيتهم نهاية آب اغسطس الماضي قرية باسوجا الصغيرة التي كانت اعادت بناءها في الوادي شركة "قنديل" السويدية، على بعد كيلومترين من مركز ابراهيم الخليل على الحدود الدولية. وقد سقطت خلال القصف فتاة في الثانية عشرة وأصيبت اخرى اصابة بالغة. جريمة هاتين الفتاتين انهما تعيشان في قرية قد يكون الجنود الاتراك الذين حفروا خنادقهم على الضفة الاخرى من نهر الخابور الفاصل بين حدود البلدين، لمحوا بعض مقاتلي حزب العمال الكردستاني يمرون بقربها. ولا يقتصر الأمر على الاتراك فالاكراد انفسهم يقتتلون فيما بينهم. وها هي قذائف صاروخية أطلقها رجال البيشمركة التابعون للحزب الديموقراطي الكردستاني بزعامة مسعود بارزاني تضيء الجبال الجرداء التي ترتفع شمال زاخو على جانبي الطريق الدولية التي تربط تركيا بالمنطقة الكردية وبالموصل وبسائر انحاء العراق. انهم يمشطون المنطقة للقضاء على مقاتلي حزب العمال الكردستاني. ومنذ 26 آب الماضي ولدت جبهة جديدة في كردستان العراقية. ففي منتصف الليلة السابقة هاجم نحو ألفين من مقاتلي حزب العمال الكردستاني 25 من مواقع الحزب الديموقراطي بين زاخو وأماديا وميرغاسور في أقاصي بادينان معقل مسعود بارزاني المتاخم للحدود التركية. وسقط عشرات القتلى من الجانبين، لكن الاكراد المدنيين - نساء وأطفالاً وشيوخاً - دفعوا بدورهم ضريبة القتال الباهظة، فقتل من قتل، وجرح من جرح، خلال تلك العملية التي كانت تهدف الى تصفية الحزب الديموقراطي، أما وقف النار الهش الذي وضع موقتاً حداً للصراع الاخوي بين اكراد العراق ولا سيما بين الشقيقين - العدوين بارازاني وجلال طالباني فيخشى ان ينهار بعد هذا الهجوم الذي شنه مقاتلو حزب العمال الكردستاني. ولا بد من اعادة النظر في الاستراتيجية الاميركية التي تعتبر أكراد العراق حلفاء لها ضد نظام صدام حسين فيما تعتبر اكراد تركيا ارهابيين. ان الاميركيين برفضهم النظر الى المشكلة الكردية نظرة شاملة، يؤثرون عدم التدخل في الصراع الكردي داخل تركيا. ويعتبرونه مسألة تركية داخلية وقد اطلقوا يد الجيش التركي في حل هذه المشكلة لاستئصال حزب العمال الكردستاني الذي هو في نظرهم حركة ارهابية يحركها الخارج. اما اكراد العراق فهم اكراد صالحون ولهم دور هام في المناورات الاميركية الكبيرة ضد صدام حسين ولذلك فمن المهم الحفاظ على حد أدنى من الوحدة والاستقرار في كردستان العراقية. وعلى الاميركيين ان يكثفوا جهودهم الديبلوماسية، وان يستخدموا كل ما لديهم من قدرة على الاقناع ليتوصلوا الى مصالحة تعمر طويلاً بين بارازاني وطالباني، ذلك ان الحرب الاهلية المستمرة منذ نحو سنتين، وأردت اكثر من ألفي شخص، ليست حصيلة صراع حديث العهد على السلطة بين الشقيقين - العدوين. اننا ننسى ان طالباني تمرد قبل 30 عاماً على الملا مصطفى بارزاني والد مسعود وانه تولى خلال الفترة 1966 - 1970 قيادة "الجاش" وهم مرتزقة أكراد شاركوا في الحرب القذرة التي شنها حزب البعث على الاكراد. كما اننا ننسى انه بعد رحيل الملا مصطفى بارزاني الى المنفى، اندلعت معارك دامية بين مقاتلي الحزب الديموقراطي بزعامة مسعود وادريس ابني الملا مصطفى وبين مقاتلي الاتحاد الوطني الحزب الجديد الذي انشأه طالباني. واستمرت تلك المعارك التي سقط منها آلاف الضحايا. فالمفاوضات التي رافقتها اكثر من عشر سنوات قبل ان يتم التوصل الى اتفاق يضع حداً للمواجهات، ويكوِّن الجبهة الكردستانية التي تضم الحزب الديموقراطي وحزب الاتحاد الوطني اضافة الى عدد من الاحزاب الكردية الصغيرة. الا ان هذه الجراح القديمة جداً ما ان التأمت حتى نكئت من جديد. تمرد على الأب والابن ان العداوات الشخصية تلعب دوراً حاسماً في هذا المضمار، اذ ان طالباني الذي يفاخر بانه تمرد على شخصية تاريخية بحجم الملا مصطفى بارزاني، من الصعب جداً ان يخضع امام ابنه مسعود الذي لا يعدو ان يكون صبياً في نظره. وهذا الاخير مقتنع بأن كل مصائب الاكراد ناجمة عن خيانة طالباني، ولا شك انه يعض أصابعه ندماً لان الايرانيين منعوا الملا مصطفى بارزاني من تصفية طالباني. ان الاتفاق التمهيدي الذي تم التوصل اليه في لقاء دروغيدا ايرلندا على مقربة من دبلن، خلال الفترة 9 - 11 آب الماضي يتضمن بندين أساسيين: تجريد مقاتلي أربيل من السلاح باشراف مراقبين، يليه بعد 48 ساعة تحويل العائدات الجمركية التي يستوفيها حالياً الحزب الديموقراطي في مركز ابراهيم الخليل على مقربة من زاخو، الى حساب مصرفي باسم حكومة أربيل الكردية حوالي 3 ملايين دولار شهرياً. من الصعب ان نتصور كيف يستطيع طالباني ان يقبل بتجريد أربيل من السلاح وآلاف من مقاتلي البيشمركة التابعين له يحتلونها دون منافس منذ كانون الثاني يناير الماضي، وهو يفرض عليها سيطرته المطلقة رغم الهجمات الدامية التي يشنها مقاتلو الحزب الديموقراطي الذي يتزعمه بارزاني. ورأى طالباني، خلال حوار طويل معه في مقر قيادته في كالا تشولان، انه يجب عدم الخلط بين الانسحاب والتجريد من السلاح. ومن الواضح انه ليس لديه النية في سحب المدافع المضادة للطائرات التي تحمي مقره في اربيل، أو سحب البيشمركة الذين يحرسون مقر الحزب ومراكز اقامة مسؤوليه وفروعه. من جهة اخرى يحتل الحزب الديموقراطي عدداً من المواقع في ضواحي أربيل. وهؤلاء البيشمركة تجب اعادة توزيعهم على عدد من النقاط. وللمرة الاولى يتفق قادة الحزبين على أمر معين يلتقون على هذه الحقيقة: من يضمن لنا بعد انسحابنا ان قوى الحزب الاخر لن تحتل المواقع التي اخليناها؟ ان الاشراف على تجريد أربيل من السلاح يجب ان يتم عبر مراقبين يؤمنهم "المؤتمر الوطني العراقي" الذي يرأسه أحمد الجلبي، وهو منظمة تضم معظم الاحزاب والحركات العراقية - لكن المؤتمر ليس له كيان مستقل ومن الصعب ان نتصور رجال البيشمركة التابعين للحزب الديموقراطي ولحزب الاتحاد الوطني - وان في زي المؤتمر الوطني - يفصلون في الخلافات بين حزبهم القديم وغريمه الدائم. أما الاحزاب الكردية الصغيرة الحزب الشيوعي، والحركة الديموقراطية الاشورية التي أثير أمر مشاركتها في وحدات المراقبين التابعين للمؤتمر الوطني فقد اثبتت عجزها ازاء النزاع بين الحزبين الكرديين الكبيرين. وحده وجود مراقبين اجانب اميركيين أو اوروبيين يستطيع ان يضمن تطبيق اتفاق محتمل، الا انه حتى الآن ليس ثمة ما يشير الى ان الولاياتالمتحدة أو اي بلدان اخرى مستعدة ان تلتزم الاشراف ميدانياً على تطبيق اتفاق بين الحزبين الكرديين الكبيرين. وتجمع كل الدلائل على ان المبادرة الأميركية الاخيرة محكومة بالفشل، الا اذا قررت واشنطن ان تمارس ضغوطاً جمة على الزعيمين الكرديين وان تعتبر نفسها طرفاً ثالثاً. ويعزى ذلك الى ان طالباني اضحى يعتقد - اثر فرار الفريق حسين كامل - ان نظام صدام حسين سيسقط قريباً، ولذا فان عقد اتفاق مع بارازاني لم يعد أمراً ملحاً بالنسبة اليه. ولماذا يتقاسم مع غريمه الدائم السلطة الجديدة في بغداد، ما دام بوسعه ان يتفاهم مع الاحزاب العربية على ابعاد بارزاني، ومن ثم تقديم نفسه ممثلاً وحيداً للأكراد؟ 4 قضايا حاسمة أياً كانت الصيغة النهائية للاتفاق بين الحزب الديموقراطي وحزب الاتحاد الوطني فهو يعتبر في نظر الاميركيين مرحلة اولى تتيح للاكراد العراقيين ان يشكلوا حكومة حقيقية وان يبدأوا أخيراً العمل في حل القضايا الملحة التي تنتظرهم منذ أربع سنوات وفي طليعتها حل الميليشيات المختلفة، وانشاء جيش محترف، وقيام ادارة مستقلة، واجراء انتخابات جديدة. وهذا أمر مستحيل عملياً كما قال لنا بصراحة روج شاوس عضو المكتب السياسي للحزب الديموقراطي، وهو نائب سابق لرئيس الوزراء ووزير الداخلية في الحكومة الكردية في اربيل. وأضاف: كاذب أنا اذا أكدت العكس، فالجراح عميقة جداً. ويجب ان تعاد البيشمركة في كل حزب الى الثكنات ويجب ان نتعلم أولاً كيف نتعايش، كل في منطقته وهذا يقتضي شهوراً اذا لم نقل سنوات. ولن يكون ممكناً الا اذا التزمت دولة اجنبية المساعدة في حل هذه الازمة. ان الخلافات الكردية المستعصية ستصبح اكثر تعقيداً بعد الهجوم الشامل الذي شنه مقاتلو حزب العمال الكردستاني على مواقع الحزب الديموقراطي خصوصاً في بادينان في 26 آب الماضي. كان الصراع الكردي ثنائياً نجد الآن مثلث الاضلاع. بعد ساعات من مقابلة جرت بين المكتب السياسي للحزب الديموقراطي وجميل باييك مساعد عبدالله أوجلان القائد العسكري لحزب العمال الكردستاني وجه هذا الاخير رسالة واضحة جداً الى قادة الحزب الديموقراطي عبر صحافي كردي في اسطنبول مقرب من أوجلان: "لا يمكنكم الاستمرار في القيام بدور في المؤامرة الاميركية - التركية ضد الاكراد التي تتخذ دبلن مسرحاً لها. اذا كنتم تريدون تصفيتنا فسنكون السباقين الى تصفيتكم". أما سورية فغاضية، هي الاخرى مثل ايران لاستبعادهما عن اجتماع دبلن، وهي التي وفرت ملاذاً آمناً لعبدالله أوجلان في دمشق منذ سنوات، ولذلك بذلت كل ما في وسعها لنسف الاتفاق المحتمل. ان المسألة الكردية اليوم أكثر تعقيداً من أي وقت مضى، اذ سقط وهم الحدود بين تركياوالعراق. ولن يكون هناك حل جزئي للمشكلة الكردية، فكردستان العراقية لن تنعم بالسلام ما لم تنعم كردستان التركية بالسلام ويمكن اسقاط ذلك على كردستان الايرانية الى حد ما وانكار هذه المعادلة يعني اننا نحرض على تفكك كردستان وانهيارها.