لدى الألمان أسباب عدّة للإفتخار بصناعة سياراتهم. وما ضخامة معرض فرانكفورت الدولي للسيارات سوى إنعكاس لجدية نظرتهم الى هذه الصناعة من جهة، والى مكانة منتوجاتهم عالمياً من جهة أخرى. ولعل أبرز ما وضح في المعرض الأخير هي الديناميكية الجديدة التي تحررت بها صناعة السيارات الألمانية من الإكتفاء بإنتاج "أجود" سيارات العالم، الى المضي في حملة توسّع كمي ونوعي يختلف كثيراً عن الذي تشهده حملة دولة أخرى ملفتة في هذا المجال هي كوريا الجنوبية التي موّل صانعوها نموهم الأخير بديون ثقيلة قد تترك آثارها على مستقبل بعض اللاعبين مثل كيا وسانغيونغ أولاً. وتتضح أبعاد النمو الألماني في دخول قطاعات جديدة عليه. فلدى مجموعة فولكسفاغن الصانع الأول أوروبياً تسلّطت الأضواء طبعاً على الجيل الرابع من موديل "غولف" المتوسط-الصغير، والذي كان أساساً شرارة توسّع الماركة من إنتاج الخنفساء الى موديلات أخرى بدأت من "غولف" في 1974 لتتوسّع تدريجاً وتضم اليوم "بولو" و"باسات" ومينيفان "شاران" المشترك مع فورد. وستتوسّع ماركة فولكسفاغن أكثر مع موديل "لوبو" الصغير الذي سينزل السنة المقبلة على قاعدة "إبن عمه" موديل سيات "أروزا" ضمن مجموعة فولكسفاغن، والجيل المقبل من الخنفساء الذي سيطلق في 1999 على قاعدة "غولف" الجديدة. خيارات من فئات مختلفة ولدى آودي برز نموذج "آي إل 2" الصغير الذي تتمثّل أهميته في إثبات الماركة نيتها في المضي خطوة جديدة في إتجاه الهياكل المصنوعة من الألومينيوم، والتي بدأت بها مع موديل "آي 8" الفخم العالي 1994. أما بي إم في BMW التي بدأت توسّعها عملياً منذ شراء مجموعة روفر 1994، فقد جاءت الى المعرض مع كوبيه "زد 3" الجديد المشتق عن شقيقه الرودستر المنتج مثله في الولاياتالمتحدة، إضافة الى خيارات فئات مختلفة من عدد من موديلاتها مثل "323 كومباكت تي آي" و"540 آي بروتكشن" المصفّحة، بينما عرضت في فرعها الإنكليزي موديل لاند روفر "فريلاندر" الرباعي الدفع الخفيف الذي سيطلق في الربع الأول من السنة المقبلة. أما "ميني" المقبلة في سنة 2000 فلم تعرض بي إم ف نموذجها الجديد إلا في مؤتمرها الصحافي عشية إفتتاح المعرض للصحافة. ولدى دايملر-بنز التي تخطط لزيادة إنتاجها الى مليون سيارة سياحية سنوياً في سنة 2000 641320 في 1996، فهي لم تدخل القطاع المتوسط-الصغير فحسب مع موديل "آي A" الجديد، بل قطاع السيارات الصغيرة جداً مع "سمارت" التي تتسع لراكبين، والتي إشترى الصانع مفهومها عملياً من نقولا حايك مالك شركة إس إم إتش، منتجة ساعات "سواتش" بعدما عدلت فولكسفاغن عن فكرة إنتاجها بالتعاون معه. وعرضت الشركة أيضاً موديل "إم" الرباعي الدفع الترفيهي الذي بدأ توزيعه في الولاياتالمتحدة سيبدأ أوروبياً في الفصل الأول من 1998. وكان التفاؤل واضحاً أيضاً لدى بورشه التي تواصل تقدّمها نحو إنتاج 30 ألف وحدة في السنة المقبلة 18868 في 1995 و23079 في 1996، مناصفة بين الجيل الجديد من موديل "911" الذي أطلِقَ في فرانكفورت، وبين "بوكستر" الذي أطلِقَ العام الماضي والذي بلغ الطلب عليه حد إضطرار الصانع الى إنتاج خمسة آلاف وحدة إضافية منه في فنلندا لدى شركة فالمت. ويُذكر أنه من أصل ال4.37 مليون سيارة سياحية التي أنتجت السنة الماضية في العالم إضافة الى 4.13 مليون خدماتية مع الشاحنات والباصات، أنتج الألمان 61.7 مليون وحدة سياحية وخدماتية في العالم، منها 97.6 مليون سياحية و640 ألف خدماتية، علماً بأن إنتاج ألمانيا وحدها بلغ 84.4 مليون وحدة 54.4 مليون سياحية و303 آلاف خدماتية. وتحتل ألمانيا المركز الرابع عالمياً وراء الولاياتالمتحدة 8.11 مليون واليابان 3.10 مليون، وأمام فرنسا 6.3 مليون وكوريا الجنوبية 8.2 مليون. جيلان جديدان وضمّت الموديلات الأوروبية الأخرى التي برزت في فرانكفورت الجيلين الجديدين من موديلَي أوبل وسيتروان المواجهَين مباشرة ل"غولف" الجديدة، وهما "أسترا" و"كسارا" على التوالي، إضافة الى موديل فيات "باليو" ينتج في البرازيل في صيغتَي الصالون 4 أبواب والصندوق الممدود. وفي القطاعات الأخرى عرض الأوروبيون موديلات ألفا روميو "156" متوسطة-كبيرة وساب "5-9" كبيرة ورينو "غرانتيسباس" أطول من "إسباس" ب27 سنتم، وفولفو "سي 70" كابريوليه الذي سينزل السنة المقبلة، وفئة خاصة ممدودة الصندوق مع دفع رباعي من موديل "في 70". وتميّزت جنرال موتورز بين الأميركيين بإطلاقها الجيل الجديد من موديل كاديلاك "سيفيل" من فرانكفورت، وليس من ديترويت، في دلالة واضحة على عزم الصانع على منح الموديل المذكور فرص نجاح عالمية وليس أميركية فحسب. وهو سيُباع في الولاياتالمتحدة بسعر يراوح بين 41 و50 ألف دولار. وجاء اليابانيون بدورهم بمفهومهم للسيارة الصغيرة عبر نماذج تويوتا "فانتايم" و"فانكارغو" و"فانكوبيه" التي تمثّل صيغاً مختلفة لموديل سيطلق في أوروبا بعد سنتين، ودايهاتسو "إن سي إكس" الذي سينتج أيضاً للتسويق خلال السنة المقبلة. ومن العروض اليابانية الأخرى تذُكر الصيغ المجمّلة من موديلات ليكزس "جي إس 300" و"إل إس 400"، ونيسان "باترول جي آر" وميتسوبيشي "باجيرو" ودايهاتسو "أبلوز" ومازدا "626"، إضافة الى إطلاق موديلات هوندا "إنتيغرا آر" الرياضي 190 حصاناً من 8.1 ليتر و"سيفيك" في صيغة الصندوق الممدود، وسوبارو "فورستر" الممدود الصندوق أيضاً إنما مع دفع رباعي. ولدى الكوريين الجنوبيين برزت طبعاً الموديلات الجديدة خصوصاً لدى دايوو لانوس ونوبيرا وليغانزا ، إضافة الى نموذج "دار" الصغير جداً الذي سيُسوّق في السنة المقبلة، شأن منافسه هايونداي "أتوس".