كسف الانجاز الذي حققه المنتخب السعودي في كرة القدم باحرازه كأس الأمم الآسيوية للمرة الثالثة جملة من الانجازات الكروية لا يجوز اغفالها وإن كان من الصعب تسليط الاضواء عليها بكثافة على اعتبار ان "الزمن الصحافي" تخطى تلك الانجازات من دون ان ينتقص من اهميتها وفي طليعتها "الثلاثية النادرة" التي حققتها أندية الكوكب المراكشي والمقاولون العرب والزمالك باحرازها الكؤوس الافريقية الثلاث ما يؤكد ان الكرة العربية بخير وانها قادرة على المنافسة والفوز. كأس الاتحاد الافريقي كانت المواجهة في نهائي هذه الكأس عربية - عربية بين النجم الساحلي التونسي حامل اللقب والكوكب المراكشي الذي يضم في صفوفه عناصر فتية واعدة ومع ان هذا الاخير سقط في مباراة الذهاب في سوسه بثلاثة اهداف مقابل هدف واحد جعلت النقاد يرشحون النجم الساحلي للاحتفاظ بالكأس، فقد خاض مباراة الإياب على أرضه وأمام جمهوره واستطاع ان يفجّر مفاجأة قلبت الاوضاع رأساً على عقب فسجل هدفين وحافظ على عذرية شباكه وخطف الكأس للمرة الأولى في تاريخه... وكان الفوز بكأس الاتحاد فاتحة خير على ناديي "المقاولون العرب" والزمالك. كأس الكؤوس وفي النهائي الذي جمع بين "المقاولون العرب" وسوديغراف الزائيري في كأس الكؤوس لم يواجه النادي المصري في مباراة الذهاب التي جرت في زائير صعوبة في تحقيق التعادل السلبي. وفي مباراة الإياب أتخم المقاولون مرمى منافسه على اللقب بأربعة اهداف نظيفة حملت اليه الكأس للمرة الثالثة في تاريخه على طبق من ذهب وقد سبق "المقاولون" ان احرز هذه الكأس العام 1982 والعام 1983. كأس الأندية الأبطال وبمقدار ما كان فوز "المقاولون" مريحاً كان فوز الزمالك في نهائي كأس الاندية الابطال امام شوتنغ ستارز النيجيري صعباً. ففي مباراة الذهاب في ايبادان خسر الزمالك بهدفين مقابل هدف واحد، وفي مباراة الإياب التي حضرها 100 الف متفرج اتلف الزمالك اعصاب جماهيره فأهدر فوزاً غالياً كان في متناول يده، اذ كان متقدماً بهدفين نظيفين عندما اهتزت شباكه في الدقيقة الأخيرة من المباراة... وكان لا بد من عملية قيصرية لإنقاذ الكأس فتم الاحتكام الى ركلات الجزاء الترجيحية وابتسم الحظ للزمالك وفاز 5/4 محرزاً الكأس للمرة الرابعة في تاريخه 1984 و1986 و1993 و1996 وهو رقم قياسي ينفرد به دون سائر الأندية الافريقية. وهذه السيطرة العربية المطلقة للأندية العربية في كؤوس افريقيا يواجهها انحسار النفوذ العربي في كأس الأمم الأفريقية ففي الدورات الثلاث الاخيرة لم يصل الا منتخب عربي واحد الى نهائي الكأس هو المنتخب التونسي 1996 واكتفى بمركز الوصيف امام منتخب جنوب افريقيا صاحب الأرض والجمهور. وفي العام 1994 فازت نيجيريا بالمركز الأول وحلت زامبيا وصيفة. اما في العام 1992 فقد فازت ساحل العاج بالكأس وحلت غانا في المركز الثاني. وهنا لا بد من التساؤل: ما هو سر قوة الكرة العربية على صعيد الأندية وما هو سر ضعفها على صعيد المنتخبات؟ باستثناء نادي الكوكب المراكشي وهو نادٍ متواضع بكل المقاييس، فان الأندية العربية التي فازت باحدى الكؤوس الافريقية ومنها الأهلي والزمالك والمقاولون العرب مصر والرجاء البيضاوي والوداد البيضاوي والجيش الملكي المغرب والافريقي والترجي والنجم الساحلي و"البنزرتي" تونس وتيزي اوزو وشبيبة القبائل ووفاق سطيفالجزائر والمريخ السوداني تعتبر جماهيرية وثرية. وهو ما يساعدها على التعاقد مع النجوم البارزين، في حين ان اندية وسط القارة وغربها لا تملك امكانات مادية تخولها التعاقد مع الكبار ولذا نلحظ هجرة هؤلاء الى الخليج والى شمال القارة والى دول اوروبا حيث فرضوا انفسهم مع العمالقة في ايطاليا وفرنسا وهولندا وانكلترا وألمانيا واسبانيا والبرتغال. وقد أفادوا من تجربة الاحتراف في بلدان ذات مستويات كروية راقية ما انعكس ايجاباً على منتخبات بلدانهم سواء في البطولات الأفريقية أو في مباريات كأس العالم في حين ان دول شمال القارة لم تنجح في تحويل القوة الضاربة في انديتها الى قوة ضاربة في المنتخبات ومرد ذلك الى ان كرة القدم ليست عزفاً منفرداً، بل هي عزف اوركسترالي يقوم على التنسيق بين مختلف اعضاء الفريق وعلى الترابط بين خطوطه. ولذا فان منتخباً يضم مجموعة كبيرة من النجوم قد يخسر احياناً امام منتخب يضم لاعبين أقل نجومية ولكنهم يلعبون بروح الفريق الواحد. على أي حال كان العام 1996 عاماً مميزاً بالنسبة الى الأندية العربية التي احتكرت الكؤوس الافريقية الثلاث كما كان مميزاً على الصعيد الآسيوي اذ وصل منتخبان عربيان الى نهائي كأس الأمم الآسيوية فتوجت السعودية بطلة وحلت الامارات وصيفة. وفاز الهلال السعودي بكأس الكؤوس الآسيوية وتأهل الزوراء العراقي لنصف نهائي كأس الأندية الآسيوية الأبطال فاذا فاز بها تكون أعراس الكرة العربية قد اكتملت الأندية العربية التي فازت بكأس الكؤوس 1982 المقاولون العرب مصر 1983المقاولون العرب مصر 1984 الأهلي مصر 1985الأهلي مصر 1986 الأهلي مصر 1988 البنزرتي تونس 1989المريخ السودان 1993 الأهلي مصر 1995 شبيبة القبائل الجزائر 1996 المقاولون العرب مصر. أندية الطليعة الأهلي مصر 6 كؤوس افريقية. الزمالك مصر 4 كؤوس افريقية. كانون ياوندي الكاميرون 4 كؤوس افريقية. المقاولون العرب مصر 3 كؤوس افريقية. هافيا كوناكري غينيا 3 كؤوس افريقية. الأندية العربية التي أحرزت كأس أبطال الدوري الاسماعيلي المصري 1969 مولودي الجزائري 1976 جيث تيزي أوزو الجزائري 1981 الأهلي المصري 1982 الزمالك المصري 1984 الجيش الملكي المغربي 1985 الزمالك المصري 1986 الأهلي المصري 1987 وفاق سطيفالجزائري 1988 الرجاء البيضاوي المغربي 1989 شبيبة القبائل الجزائري 1990 الافريقي التونسي 1991 الوداد المغربي 1992 الزمالك المصري 1993 الترجي التونسي 1994 الزمالك المصري 1996