اختتم العقيد جون قرنق زعيم "الحركة الشعبية لتحرير السودان" التي تحارب حكومات الشمال من العام 1983 زيارة غير معلنة للولايات المتحدة استغرقت اكثر من اسبوع، بحث خلالها مع المسؤولين الاميركيين دعم حركته التي صعدت نشاطها أخيراً في اطار حركة المعارضة السودانية لحكومة الرئيس عمر البشير وحربها ضد قوات الحكومة في جنوب البلاد وشرقها. وعلمت "الوسط" ان قرنق التقى خلال الزيارة كلاً من نائب مساعد وزير الخارجية للشؤون الافريقية وليم توادل ومدير مكتب مساعدات الطوارى في هيئة المعونة الاميركية نان بورتون وبحث معهما وضع "التجمع الوطني الديموقراطي" السوداني، الذي يضم احزاب المعارضة الشمالية و"الحركة الشعبية"، ومسار عملية "شريان الحياة" التي تشرف عليها الاممالمتحدة وتهدف لنقل الاغاثة للمتضررين من الحرب في جنوب السودان، الى جانب جهود اعادة هيكلة "الحركة الشعبية" لتكون موحدة الصفوف وأكثر فاعلية. وتطرقت المحادثات حسبما علمت "الوسط" الى فرص التوصل لتسوية لانهاء النزاع السوداني عن طريق المفاوضات. والتقى قرنق ايضاً عدداً من اعضاء الكونغرس ومجلس الأمن القومي الاميركي، لكن أهم لقاءاته ربما كان مع مساعد وزير الدفاع فينس كيرن، الذي لم يعلم فحواه وتكتم الطرفان على تفاصيله. ونفت مصادر حكومية اميركية ان تكون الزيارة - الثانية لقرنق للولايات المتحدة خلال ستة اشهر - تمت بدعوة من الادارة الاميركية، وقالت انها جاءت ضمن جولة لقرنق شملت النرويج والمانيا وايطاليا وبريطانيا، وانه اطلع المسؤولين الذين التقاهم في واشنطن على تطورات الحرب الأهلية في السودان. واشارت المصادر الى طلب قرنق دعماً اميركياً لحركته التي واجهت اخيراً انقسامات رئيسية، وقالت: نقلنا لقرنق موقفنا المعلن من ان الولاياتالمتحدة لا تساند أي طرف في النزاع السوداني وانها لا تؤمن بإمكان حل عسكري للحرب الأهلية الدائرة هناك وانها تشجع أطراف النزاع على بدء مفاوضات لانهاء القتال. وكانت وزارة الخارجية الاميركية أعلنت في نيسان ابريل الماضي على لسان مدير شؤون افريقيا ديفيد شين ان الاستراتيجية الاميركية نحو السودان تسعى الى "الحد من قدرات الخرطوم على التصرف خارج حدودها عن طريق تعزيز القدرات الدفاعية لجيرانها والعمل على عزل السودان دولياً والحد من قدرة حكومته على دعم الارهاب الدولي".