بين زرقة البحر وزرقة السماء، تتيه أكادير صبية تسابق الامواج والنسمات. ولأنها الاحدث بين المدن، بل احدث مدن العالم، حيث لم يتعد عمرها الثلاثين الا بقليل، فهي الاجمل والاكثر نضارة وفتنة، بشواطئها المبلولة بالاطلسي، وبغاباتها، تلك اليانعة الخضرة المنداة بأريج اليوكالبتوس واشجار الصنوبر الباسقة. ولدت أكادير مرتين، مرة في التاريخ، لما أنشأ عليها البرتغاليون عام 1505 قاعدة محصنة بقلعة سانتاكروس، لتتحول من قرية صغيرة الى مدينة تجارية، كانت السفن ولا سيما ايام السعديين، ترسو عندها محمّلة بقصب السكر والتمر والشمع والتوابل والذهب. واخرى في الحاضر، حين انتصرت على اوجاع زلزال 29 شباط فبراير 1960، وانبثقت من جديد دافقة بالامل متفتحة على كل الاجناس والحضارات، ذلك ان في كل معمار، وعلى واجهة كل مبنى، ثمة قبس من وحي المهندسين والرسامين الذين جاءوا اليها من مختلف الانحاء، لا ليرفعوا الانقاض ويعيدوا البناء فقط، وانما ليخططوا ويضعوا تصاميم رائعة لمدينة جديدة مثلما هي أكادير الآن. وربما لهذه الجهود المعمارية التي اعطت العديد من الفنادق والاقامات الحديثة والقوى النموذجية والمطاعم والكازينوهات، يعود انجذاب السياح الى أكادير طيلة ايام السنة، لما وفرته من وسائل الراحة والمتعة والترفيه، او ممارسة انواع الرياضات، لكنها ليست السبب الوحيد بالتأكيد، فالى جانب مسالك الغولف وملاعب التنس وحلبات الفروسية وأندية السفن الشراعية، هناك الخصائص الطبيعية المتميزة التي جعلت من أكادير نفسها اجمل واوسع مجمع سياحي في المغرب. الصخرة الكبيرة على خليج رملي منبسط وفي حضن جبال الاطلس التي يسودها تنوع لا حصر له، تمتد أكادير "أوفلا" وهذا هو اسمها الذي كانت تُعرف به قبل الزلزال، اي أكادير الفوقية او العالية - وفعلاً، حافظت المدينة على ارتفاعها، كما حافظت على اسمها الامازيغي البربري الذي يتخذ صبغة المجاز، فأكادير اصلاً تطلق على الصخرة الكبيرة، عدا استعمالاتها الاخرى كالبرج. ففي الغرب من الاطلس الكبير الذي يتعمق في قلب القارة الافريقية من شواطئ المحيط الاطلسي عبر أكادير الى الحمادة المجاورة للصحراء في الحدود الجزائرية، توجد الكتلة القديمة التي تمتد من مراكش الى تارودانت ، وتشتمل على مرتفعات كانت دائماً بمثابة الخيمة التي تقي أكادير من الرياح الجنوبية. لذلك ظلت قمم هذه الجبال وسفوحها اماكن لجولات استكشافية أخاذة، بينما ظل الساحل الفسيح يستقبل الشمس التي عادة ما تكون ساطعة طيلة ثلاثمائة يوم في السنة. وهكذا يمكن لعشاق السباحة الاستجمام على شواطئ أكادير الجميلة الممتدة على طول عشرة كيلومترات والتزلج على الماء والغطس او الصيد. غير ان حصة الصيد الحقيقية تبقى في ايدي الصيادين المحترفين، وفي أكادير يصعب عدم الانفعال والتأثر لمشهد سفن الصيد المتعددة الالوان وهي تتراقص على المياه، او امن انشغال سكان المدينة بالصيد وهوسهم به منذ بناء "ميناء أكادير" بعد الهزة الارضية، والذي تطور ليصبح ميناء الصيد الاكبر في المغرب وفي افريقيا، وأحد اكبر موانئ الصيد في العالم، بل هو الأول في صيد السردين. وتختلط صفارات الميناء بصخب الصيادين وهم يفرغون ما في شباكهم من الغبر والقاروس والبوري والتونة والأربيان وسرطان البحر والجمبري، وانواع اخرى عديدة من الاسماك والرخويات التي تجذبك روائح اكلاتها الشهية المشوية او مسقية بقليل من الليمون، او مطبوخة في الطاجين المغربي الشهير، والتي يمكن تناولها مع الصيادين في مطاعم صغيرة منتشرة على طول الميناء. جنة الرياضيين في الصيف، موسم العطلات الطويلة، ترفع أكادير الستار عن مهرجانها الكبير: اطفال يشيدون قصوراً من الرمال، رجال ونساء من مختلف الاعمار يلعبون ويتقاذفون الكرة وسط حوض السباحة، وغير بعيد عنهم طاولات المقاهي تضج بالأحاديث والضحكات. مهرجان من الاضواء والالوان والصخب الجميل الممتزج بهدير الامواج. وتحت اشعة الشمس مصطافون مستلقون يرغبون في بشرة سمراء، فيما آخرون يخبطون البحر بقوائم خيول اصيلة في جولة من جولات سباقات الفروسية، او ينزلقون باللوح على صفحة المياه، او يقفزون بمظلة صاعدة. وأكادير هي جنة الرياضيين، وبالنسبة الى هواة لعبة الغولف يختتم المشهد الاخير بجولة لصيد الحيتان على شاطئ "كاب غير" او بمباراة في احد ملاعب كرة المضرب المائة والخمسين، قبل القيام بغطسة في احد مسابح المدينة، واذا كان هناك من سيفضل الانتقال الى تارودانت، فانه لن يضيّع نزهة رومانسية رائعة بحرية يجرها حصان تحت ضوء القمر، مثلما لم يضيع من قبل فرصة ركوب قطار أكادير الابيض الصغير. واحات وشلالات تعتبر أكادير، او عروس الجنوب كما يسميها المغاربة، نقطة العبور المتقدمة نحو الصحراء، فعبر طريق سهل سوس الخصب تصل الى تارودانت التي تلقب بمراكش الصغيرة حيث كل شيء فيها يذكر بالمدينة العريقة: اسوارها المبنية بالتراب المكبس، حدائقها العطرة، اسواقها الظليلة بأسيجتها من القصب، ازقتها الضيقة المضطربة، ومن تارودانت تمرّ بانزكان التي يحج اليها سكان المنطقة عندما تعقد سوقها الاسبوعي كل يوم ثلثاء. ومن ولاية تايمة تطل على تزنيت المغمورة في طبيعة منبسطة وقد انتصبت ملامح اسوارها البارزة وحصونها المسننة الوردية اللون في شكل الهندسة الصحراوية، ومن يقول تزنيت يقول الصحراء، فكما حافظت المدينة على ربوع واحاتها، ما زال السكان يحافظون على الزي التقليدي بما فيها الحلي البربرية من قلادات واحزمة ومشابك وخواتم وأطقم لتزيين الجبين والمتميزة بزخرفاتها الجميلة. ولكن في الاتجاه الآخر شلالات مدهشة تتساقط من مستويات عدة، ويلتوي طريق ظليل يعبر حقول الشعير واشجار الزيتون واللوز الى ملجأ اليمامات، ومنبت شجرة الأركان التي لا توجد سوى في المغرب، وبعد مسافة قصيرة تدخل اولاً منطقة "إيداوتنان" المكونة من قبائل بربرية، ثم تظهر فجأة منازل بيضاء مشرفة على حديقة نخيل فاتنة في منظر مجرد، مخطط بطيات صخور ضخمة، انها مدينة إيموزار. وفي تلك الطبيعة الغنّاء الساحرة تعدو الغزلان وترتع انواع من الطيور مثل طائر الرهو، والحباري الكبيرة والكركي المتوّج ودرات الكسندر والنعامة الاميركية وابو منجل والترغلات ومالك الحزين وغيرها من الطيور النادرة. وتتوالى المشاهد على امتداد النظر، باهرة، خارجة عن اطار الزمن: صخور الغرانيت المتوهجة تحت الشمس، الباهتة مع اخضرار اشجار التين، الاسوار السميكة الضخمة، اما الازياء وخصوصاً في نواحي أكادير فهي، كالعادات والتقاليد، تعكس الصورة الحقيقية لمجتمع عريق تمتد جذوره عميقة في التاريخ. اسعار الفنادق في المغرب فنادق 5 نجوم ممتازة 2400 درهم اجنحة خاصة: 3750 الى 4900 درهم فنادق 5 نجوم 1200 درهم شخصان 1350 درهماً فنادق 4 نجوم 408 دراهم 526 درهماً لشخصين فنادق 3 نجوم 250 درهماً 304 دراهم لشخصين أجنحة خاصة 1350 درهماً فنادق نجمتين غرفة بحمام 169 درهماً بدون حمام 99 درهماً فنادق نجمة واحدة غرفة بحمام 108 دراهم لشخصين 127 درهماً فنادق غير مصنفة شعبية ما بين 30 و60 درهماً وجبة الفطور: عادي110 دراهم - اميركي 140 درهماً غداء او عشاء: مطعم دولي من 190 درهماً الى 500 درهم مطعم مغربي واندلسي: 400 درهم وجبة الفطور: عادي 90 درهماً - اميركي 115 درهماً غداء او عشاء: مطعم دولي من 150 درهماً الى 350 درهماً مطعم مغربي: من 200 الى 400 درهم وجبة الفطور: 45 درهماً غداء او عشاء: مطعم دولي من 154 الى 180 درهماً مطعم مغربي: من 90 الى 300 درهم وجبة الفطور: 30 درهماً الغداء والعشاء: من 70 الى 300 درهم وجبة الفطور: 30 درهماً الغداء والعشاء: من 70 الى 180 درهماً وجبة الفطور 22 درهماً وجبة الغداء والعشاء: 87 درهماً لا مطاعم فيها لا مطاعم فيها ملاحظة: تقدم الفنادق المخصصة المصنفة تخفيضاً خاصاً للسياح العرب والمغاربة يصل الى 50 في المئة عن كل ليلة يقضيها في الفندق بعد مضي ثلاثة ايام على اقامته. ويسري هذا التخفيض عادة لمدة ثلاثة اشهر ابتداء من حزيران يونيو. اسعار المطاعم المغربية: من الدرجة الاولى الى الوجبات السريعة نوعية الطعام مطاعم الدرجة الاولى : الوجبة للشخص الواحد: من 50 الى 500 درهم لأربعة اشخاص: من 500 الى 2000 درهم وتنقسم هذه المطاعم الى ثلاثة انواع، الاولى: تقدم وجبات صينية، وايطالية، وفرنسية وشرقية الثانية: تقدم وجبات متنوعة من الطبخ العالمي الثالثة: تخصص في تقديم الوجبات المغربية المشهورة مطاعم متوسطة : ما بين 60 و120درهماً للوجبة الواحدة مطاعم الوجبات السريعة ماكدونالد، بيتزا هات، كنتاكي، الشاورما : ما بين 25 الى 45 درهماً للوجبة الواحدة المطاعم الشعبية : ما بين 89 و150 درهماً وجبة عائلية لأربعة اشخاص اسعار الوجبات : تتفاوت اسعار الوجبات ما بين 10 دراهم و20 درهماً الى 40 درهماً للوجبة الواحدة وتتعدد فيها نوعية الاطعمة أكادير: فنادق وأندية فندق سفير 5 نجوم فندق الصحراء 5 نجوم فندق أدرار 4 نجوم فندق ونادي شاطئ أكادير 4 نجوم فندق علي بابا 4 نجوم فندق الموكار 4 نجوم نادي البحر الابيض المتوسط 4 نجوم فندق اطلس 4 نجوم فندق الامنية 4 نجوم فندق الموحدين 4 نجوم فندق القصبة 4 نجوم فندق مرحباً 4 نجوم فندق ونادي سلام 4 نجوم أكادير في سياحة 1996 بلغ عدد السياح الذين أقاموا في المغرب خلال الاشهر الثلاثة الاولى من العام الحالي 1996 اكثر من 332 الف سائح مسجلين بذلك ارتفاعاً بنسبة 21.3 في المئة مقارنة مع الفترة نفسها من العام الماضي. يأتي السياح القادمون من اوروبا على رأس قائمة عدد السياح الوافدين الى المغرب ب 281.29 سائحاً، اي بزيادة 84 في المئة. ارتفعت الحركة السياحية في أكادير بنسبة 82.3 في المئة خلال الاشهر الثلاثة الاولى من العام الحالي مقارنة مع الفترة نفسها من العام الماضي. وصل عدد الزوار الالمان الى 32337 سائحاً بارتفاع نسبته 130.9 في المئة مقارنة مع الفترة نفسها والمستوى ذاته من الرقم المسجل في الاشهر الثلاثة الاولى من عام 1994.