حياة بيرم التونسي وأشعاره كانت محور ندوة نظّمها "المجلس الأعلى للثقافة" في القاهرة، احتفالاً بمرور 35 عاماً على وفاة هذا الشاعر العامي الذي استطاع أن يرتقي بالثقافة الشعبيّة إلى مستوى النخبويّة والفصاحة، والذي لا تزال قصائده على كلّ شفة ولسان في العالم العربي. اشترك في الندوة عدد من الباحثين والمبدعين بينهم: إدوار الخرّاط، الأبنودي، فوزي الزمرلي، يسري العزب، حسن عطيّة، عبدالغني داوود، محمد البحري تونس، وجيه فانوس لبنان... كما أقيمت عروض غنائية بإشراف عبدالغفّار عودة شارك فيها سيّد مكّاوي، وأمسيّات شعريّة قرئت خلالها مختارات من شعر بيرم، وقصائد لعشرات الشعراء المصريين باللغة العاميّة، من مختلف المدارس والأجيال. وبيرم، المصريّ المولد، التونسيّ الأصل، يعتبر من أبرز روّاد الزجل المصري الحديث والشعر العامي في النصف الأوّل من هذا القرن. ولد في الاسكندريّة سنة 1893، ثم انتقل إلى القاهرة سنة 1919، حيث انخرط في الثورة الاجتماعيّة والمعارك الوطنيّة، ونفي إلى باريس بسبب انتقاده الأوضاع السياسية والاجتماعية في أشعاره. أقام في تونس بين 1932 و1937، ثم تنقّل بين سورية والمغرب قبل أن يعود إلى مصر سنة 1938، حيث مكث حتّى وفاته سنة 1961. أشعاره صدرت في 12 جزءاً عن "الهيئة المصريّة العامة للكتاب"، وكتب كلمات أغاني أكثر من أوبريت غنّاها سيّد درويش.