الاشاعات التي رافقت الحرب في البوسنة أصبحت حقائق مؤكدة. فحسب تقديرات قائد قوات حلف شمال الأطلسي الادميرال ليتون سميث بلغ عدد المقابر الجماعية 300 مقبرة قامت الميليشيات الصربية بدفن البوسنيين المسلمين فيها، اما احياء واما بعد عمليات تعذيب بشعة. وقال سميث ان قوات حلف شمال الأطلسي لا تملك العدد الكافي من الجنود لحراسة هذه المقابر التي يسعى الصرب الآن الى طمسها. ونقلت الصحف البوسنية شهادات بشعة لشهود ما زالوا احياء وعاصروا هذه المذابح وذكرت جريدة اسلوبوجينا ان مهاجرة من سربرنيتسا قالت: "عند دخولنا قرية بالقرب من سربرنيتسا في طريق هروبنا كان هناك حوالي 1400 رجل وقد اصطفوا مغللين في الملعب الرياضي، كانوا يجلسون على العشب ورؤوسهم منحنية الى الأسفل". وتقول تقارير الصليب الاحمر ان المباني الثلاثة للملعب اخترقها رصاص الرشاشات، وعلى الجانب الأيمن قرب النهر هناك اكوام من الملابس والاحذية المتفحمة، بينها جاكيتات اخترقها الرصاص في موقع الظهر، ومن بين هذه الأشياء صورة لسيدة مسلمة متدينة ترتدي الملابس التقليدية ومعها ابنتها. وقال شهود نزحوا من منطقة ليوبيا انهم شاهدوا في صيف عام 1992 باصات وشاحنات تنقل أسرى مسلمين الى مناطق المناجم المهجورة وذلك بصورة يومية. وتشهد حنيفة دراغانوفيتش التي كانت قبل ان تهاجر تسكن على بعد كيلومتر واحد من المنجم المذكور بأنها رأت باصات تنقل شبانا ربطت أيديهم فوق رؤوسهم باتجاه المنجم وكانت جميعها تعود فارغة. ونقلت صحيفة اسلوبوغينيا الصادرة في ساراييفو شهادة أحد الجنود الذين فروا من سربرنيتسا يقول فيها ان الصرب قبضوا على حوالي خمسة آلاف جندي من أصل 12 ألفاً كانوا فارين من المنطقة المحمية مساء 12 حزيران يونيو 1995 وان الجنود الذين لم يقتلوا على الفور نقلوا الى الملعب الرياضي في كمينتسا أو الى المدرسة في كونيفيتش حيث كانوا يقتلون هناك. من جهته أكد جون شاناك مساعد وزير حقوق الانسان الاميركي بعد زيارته مواقع معتقل الابادة أومارسكا ومنجم لبوبيا انه رأى هناك دلائل تؤكد ان المعتقلين "مروا بالجحيم قبل أن يقتلوا". وتفيد المعلومات المتداولة في العاصمة البوسنية ان معظم المقابر الجماعية التي تم الكشف عنها حتى الآن تقع في منطقتي شرق سربرنيتسا وشمال غربي بانيالوكا. وتذكر الاحصاءات الرسمية ان مجموع القتلى حتى نهاية العام الماضي بلغ 152824 اضافة الى حوالي 18 ألف مفقود.