في سنة 1993 اعترف بنيامين نتانياهو في مقابلة تلفزيونية، للمرة الأولى، بأنه خان زوجته. والتفاصيل أصبحت معروفة، فهو زعم ان خصومه السياسيين استطاعوا تصويره على فيديو في "أوضاع غرامية محرجة" مع امرأة غير زوجته الثالثة ساره. وهو لمح الى ان منافسه في حينه على زعامة ليكود، ديفيد ليفي، وراء الفيديو. ونفى ليفي بشدة اتهامات نتانياهو، وثبتت بعد ذلك براءته، مع اقتناع معظم المراقبين بأن نتانياهو فضح نفسه، خشية ان يفضحه منافسوه، وحملة زعامة ليكود على أشدها. ونعرف الآن ان نتانياهو فاز بزعامة ليكود، وبالانتخابات بعد ذلك. وأتجاوز السياسة المعروفة لأكتفي بالفضائح، وبعضها معروف ايضاً، غير أن بعضها الآخر مرّ سريعاً وطُوي، مثل كشف جريدة "كول هاإير" ان نتانياهو حمل خلال اقامته في الولاياتالمتحدة رقماً للضمان الاجتماعي شاركه فيه رجل اسمه جون سوليفان، وابن هذا، واسمه جون سوليفان جونيور، ما يعني انه كانت هناك محاولة للتهرب من الضرائب. وثارت بعد ذلك فضيحة عرفت باسم "ناني غيت" عندما رفعت تانيا شو، وهي خادمة في بيت نتانياهو طردتها ساره نتانياهو من العمل، قضية تطالب فيها مخدوميها السابقين بتعويض في حدود 27 ألف دولار، بعد أن اتهمت زوجة نتانياهو بأنها عاملتها أسوأ معاملة كالعبيد، فكانت تعمل 18 ساعة في اليوم، من دون اجازات، وتؤمر بالسهر والطبخ للأسرة دائماً، ومراقبة الأطفال. وتزامنت هذه الفضيحة مع اعلان دورون نوبرغر، وهو معلم في كيبوتز، انه سينشر كتاباً عن سنوات زواجه الست مع ساره التي انتهت بالطلاق. وهو زعم في حينه انه غضب عندما رأى زوجته السابقة تقرأ أوراقاً رسمية سرية، في مشهد على التلفزيون. وأنكر نتانياهو وساره التهمة، ومارس الكيبوتز ضغطاً على الزوج السابق لعدم نشر الكتاب. وقرأنا ان نوبرغر طالب نتانياهو بحوالى 600 ألف شيكل، أو حوالى 200 ألف دولار، الا أن مكتب رئيس الوزراء رفض الاذعان للتهديد. وأشعر بأن المقدمة زادت على الموضوع نفسه، فبعد هذه السياحة التاريخية في فضائح بنيامين وساره نتانياهو نصل الى آخر فضائحه، وهي قد لا تكون فضيحة الا من زاوية ان وجه الرجل يحمرّ حرجاً أو خجلاً لدى ذكرها، وان لها مغزى سياسياً. نتانياهو عالق اليوم بين ارضاء الجناح المتطرف الذي أوصله الى رئاسة الوزارة، وتنفيذ التعهدات الاسرائيلية الموقعة مع الفلسطينيين، ولا شيء يعبر أفضل عن مشكلته من فضيحته مع اخوين لزوجته ساره. أحد الاخوين هو هاغاي بن ارتزي، وهو معلم فلسفة يهودية ومتدين محافظ، انتقل ليعيش مع المستوطنين في الخليل، وليصرح علناً بضرورة عدم انسحاب الجيش الاسرائيلي من المدينة، ووصف أي انسحاب بأنه خيانة للناخبين. في المقابل اعلن أخ ثان لساره هو ماتانيا بن ارتزي ان على اسرائيل الانسحاب من الخليل كلها، واقترح رد القدسالشرقية الى الفلسطينيين. وأصبح الاسرائيليون يشيرون الى الاخوين، ويتذكرون اخوة مشهورين من هذا النوع مثل بيلي، اخي جيمي كارتر، الذي يشرب الخمرة ويدلي بتصريحات عجيبة، وروجر، الاخ غير الشقيق لبيل كلينتون، وهو مغن فاشل جداً. وفضائح أسرة نتانياهو تقدم مادة خصبة لواحد من أنجح البرامج الساخرة في التلفزيون الاسرائيلي، وتابعت ترجمة لبعض مادة البرنامج، ووجدت انه يركز في سخريته على موضوع الأمن، أو هاجس نتانياهو، الذي جعل منه شماعة يعلق عليها كل محاولاته اجهاض العملية السلمية في الشرق الأوسط