اعتبر زعيم الميليشيات الأوزبكية الجنرال عبدالرشيد دوستم ان رئيس الوزراء الافغاني قلب الدين حكمتيار وأمير الاتحاد الاسلامي عبدرب الرسول سياف خرجا من الميدانين السياسي والعسكري في افغانستان. ورفض في حديث لپ"الوسط" في مقر قيادته في مزار شريف شمال افغانستان اعتبار وجودهما واستقرارهما في الشمال مهدداً لقواته التي تسيطر على ست ولايات في شمال البلاد. ويجري الجنرال دوستم حالياً محادثات ماراثونية مع حركة طالبان ووزير الداخلية الباكستاني نصير الله بابر والحكومة الافغانية السابقة. وأكد ل "الوسط" عدم اعترافه بحكومة رباني، وقال: "إن منح المناصب الوزارية لا يفيد، لأننا لا نعترف بهذه الحكومة". وفي ما يأتي نص المقابلة مع دوستم: هل تعترفون بحكومة الرئيس برهان الدين رباني، خصوصاً انه أبلغنا بأنه أسند اليكم حقيبة الدفاع وادارة المناطق الشمالية؟ - الآن ليس هناك شيء اسمه دولة في افغانستان، بل نتحدث مع حركة طالبان بصفتنا اعضاء في المجلس الأعلى للدفاع عن افغانستان الذي تشكل أخيراً ويضم "حبنبش ملي اسلامي" التي نتزعمها، وحزب الوحدة بزعامة عبدالكريم خليلي، وقوات المهندس احمد شاه مسعود. الدولة انتهت وفشلت في افغانستان، وظهر بدلها المجلس الأعلى للدفاع، ونحن لم نقبل الحكومة في السابق ولا في الحاضر ولن نقبلها في المستقبل، ومنح الوزارات والادارات من قبلها لا يُفيد ولا يحل المشكلة، لأن الأوضاع تغيرت، ولا بد ان نواكب التطورات العسكرية والسياسية الأخيرة التي استجدت. هل أبلغتم وجهة نظركم هذه للرئيس رباني؟ ما هو اقتراحكم؟ - قلنا لرباني ان من الأفضل ألا تبقى حكومتكم، وأحسن ان تكون في افغانستان حكومة موسعة ذات قاعدة عريضة تشكل جميع القوميات والعرقيات والأطراف الاخرى لوقف حمام الدماء التي تسيل في بلادنا. هل تلمسون مخاوف روسية ومن دول آسيا الوسطى على وصول طالبان الى الشمال الافغاني؟ - نعم، بلا شك، ان روسيا وجمهوريات آسيا الوسطى، خصوصاً طاجكستان واوزبكستان المجاورتين لأفغانستان تخشى مهاجمة طالبان للشمال الافغاني واندلاع القتال في تلك المناطق، وهذه الدول لا يهمها القتال في جنوب العاصمة لأن ذلك لا يهددها للبعد الجغرافي. ترددت أنباء عن عزم تركيا على عقد مؤتمر للأطراف الافغانية ودعوتها الى مناقشة الأزمة الافغانية وسبل حلها... - لم نتلق الدعوة حتى الآن، وان وجهت لنا الدعوة وللأطراف الاخرى فمن المؤكد سيكون ردنا ايجابياً وذلك للسعي الى حل مشكلات شعبنا التي يواجهها يومياً. هل ستدخلون المعركة ضد طالبان في حال مواصلة الأخيرة القتال ضد حليفكم أحمد شاه مسعود كما أنذرتم وهددتم سابقاً؟ - لا نرى ان القتال ضد طالبان يمثل طريقاً لحل المشكلة في افغانستان، ونريد ان نكون عاملاً في اعادة الصلح والاستقرار والسلام لبلادنا، ومن المؤكد انه في حال خوضنا المعارك لن نقدر على لعب هذا الدور. فالحياد قد يساعد على اعادة الصلح والاستقرار. الفيديرالية ربما هل ترى ان الفيديرالية تصلح للأزمة الافغانية؟ - اذا قبلت ذلك كل الأطراف، فهو سيقلل من مشكلات الدولة ومتاعبها. لكن هذا الأمر من صلاحية الجمعية الوطنية البرلمان المقبلة. ما هي شروطكم واقتراحاتكم لتجاوز الأزمة الحالية في افغانستان؟ - قدمنا ولا نزال نقترح بنوداً عدة، أهمها: - وقف شامل لاطلاق النار في كل أرجاء افغانستان. - تشكيل لجنة إشراف على وقف النار، وتكوين لجنة أخرى لتشكيل حكومة انتقالية في البلاد. - على طالبان ان تنسحب من كابول. ومما يؤسف له ان طالبان ترفض الشرط الأخير حسبما ظهر خلال الاجتماع الأخير لنا مع ممثل طالبان ووزير الداخلية الباكستاني نصير الله بابر، وسيتم بحث هذه القضايا المعلقة في المحادثات المقبلة، اذ ان الجلسات لا تزال متواصلة ولم تتوقف حتى الآن. ومسألتا اخلاء كابول وتكوين الحكومة الموقتة لا تزالان من دون حل. لكن سنحاول حلهما في المحادثات المقبلة. رأى مراقبون ان انتقال حكمتيار وزعيم الاتحاد الاسلامي عبدرب الرسول سياف الى الشمال قد يهدد قواتك. فكيف تنظر الى ذلك؟ - وجود سياف وحكمتيار لا يهددني لأن شعبنا لا يقبلهما ولا يحبهما، وهما خرجا الآن من الميدانين السياسي والعسكري، ولكن يمكن اشراكهما اسوة بالشخصيات السياسية الاخرى مثل محمدي ومحمد يونس خالص في الحكومة المقبلة، لكنهما قطعاً ليسا كالأطراف الرئيسية الفاعلة التي تشمل مسعود وحزب الوحدة وطالبان وحبنبش دوستم. ومجلس التنسيق الذي كان يعارض رباني لم ينته بعد وله مكتب في بيشاور، لكن اعضاء هذا المجلس باستثناء حكمتيار اندمجوا مع مسعود ليشكلوا المجلس الأعلى للدفاع عن افغانستان