قال وزير الخارجية الأردني عبدالكريم الكباريتي لپ"الوسط" ان الأمير سلطان بن عبدالعزيز النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع السعودي حرص على مخاطبته "يا بني"، أثناء زيارته الأخيرة للسعودية. وأضاف ان الأمير سلطان قال له "لا نريد التوقف عند الماضي، الملامة من طبائع العلاقات بين الأشقاء، لنترك الماضي ونتكلم عن المستقبل، اذ علينا ان نعيد علاقاتنا الى وضع أفضل… يا بني ان تطوير العلاقات متروك لكم… للشباب، نتركه لك وللأمير سعود الفيصل". ومضى الكباريتي قائلاً ان محادثاته في السعودية مع الأمير سلطان بن عبدالعزيز والأمير سعود الفيصل استغرقت ثماني ساعات واتسمت بالايجابية الكاملة، وان الرغبة كانت مشتركة في عدم الخوض في الظروف التي أدت الى فتور العلاقات خلال السنوات القليلة الماضية. وأضاف انه سيزور السعودية مجدداً قبل نهاية الشهر الجاري لمواصلة البحث مع نظيره الأمير سعود الفيصل في اعادة ترتيب العلاقات بين البلدين. وقال الكباريتي ان العراق لم يكن غائباً عن اجواء المحادثات السعودية - الأردنية، "لكن المهم كان علاقاتنا الثنائية". ونفى ان يكون الأردن طلب من السعودية التوسط لاعادة علاقاته مع الكويت الى طبيعتها. وكشف الكباريتي عن لقاء سابق له مع الأمير سعود الفيصل رتبه وزير خارجية البحرين، ولم يعلن عنه، وقال ان اتصالات عدة جرت بين عمانوالرياض في شأن قضايا تخص العاملين الأردنيين في المملكة وزيادة اعداد الحجاج، "ولم يشأ الاشقاء استخدامها لغايات اعلامية". وفي الرياض اعتبر مصدر ديبلوماسي ان خطوة جديدة تحققت على طريق تجاوز الآثار السلبية لأزمة الخليج على صعيد العلاقات العربية - العربية عندما استقبلت الرياض وزير الخارجية الأردني بعد ان استقبلت قبله بيومين فقط وزير الخارجية السوداني علي عثمان محمد طه. ومهما اتفقت أو اختلفت أهداف ونتائج الزيارتين الأردنية والسودانية للرياض فإنها تنصب في نهاية الأمر، حسب المصدر الديبلوماسي، في تحقيق نوع من الانفراج في علاقات البلدين مع السعودية، ولا أدل على ذلك من إعلان السعودية عن نيتها تعيين سفير لها في الأردن وموافقتها في الوقت نفسه على ترشيح الحكومة السودانية الدكتور عطاالله حمد بشير سفيراً للسودان في الرياض وهو المنصب الذي ظل شاغراً منذ تشرين الثاني يناير عام 1992 عندما سحبت الخرطوم سفيرها عمر بريدو لتعيينه وكيلاً لوزارة الخارجية. ولاحظ المراقبون ان اللقاءات السعودية - الأردنية - والسعودية - السودانية ترافقت مع تحركات ديبلوماسية وسياسية سعودية مكثفة استمرت منذ الاجتماع الأخير لدول "اعلان دمشق" الذي عُقد في البحرين، كما ترافقت مع تأكيدات أطلقها الأمير سلطان بن عبدالعزيز النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع والطيران بأن "المملكة العربية السعودية قلبها مفتوح لكل عربي ومسلم"، الأمر الذي دفع المراقبين الى الاعتقاد بأن العلاقات العربية - العربية ستدخل في المستقبل القريب مرحلة جديدة تسعى الرياض الى التأسيس لها بالتنسيق مع القاهرة، حيث لوحظ ان الأمير سعود الفيصل وزير الخارجية السعودي زار القاهرة مرتين خلال خمسة أيام ناقلاً رسائل متبادلة من زعيمي البلدين اضافة الى زيارة ثالثة قام بها وزير الاعلام علي الشاعر الذي سلم الرئيس حسني مبارك رسالة اخرى من خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز، وذُكر ان هذه الرسائل "تندرج في اطار التشاور المستمر بين القيادتين" وانها تناولت "الموضوعات ذات الاهتمام المشترك". ويؤكد المصدر ان السعودية من أكثر الدول قدرة، على تحريك مبادرة ديبلوماسية ناجحة لتنقية الأجواء العربية سواء قامت منفردة بمثل هذا العمل أو من خلال منظومة دول "اعلان دمشق" التي تستهدف بالأساس، كما يقول الأمير سعود الفيصل، "الوضع العربي وعودة العمل العربي المشترك" الذي وصفه بأنه يمثل "شغلنا الشاغل منذ قيام إعلان دمشق".