عقدت قوى المعارضة السودانية في الخارج مؤتمرها العام الخامس الجمعة الماضي في العاصمة الاريترية اسمرا تحت رعاية الرئيس أسياس أفورقي. وشارك فيه السيد محمد عثمان الميرغني رئيس الحزب الاتحادي الديموقراطي، والعقيد جون قرنق قائد الجيش الشعبي لتحرير السودان، والدكتور عمر نور الدايم الامين العام لحزب الأمة، والتيجاني الطيب بابكر ممثل الحزب الشيوعي السوداني، والعميد عبدالعزيز خالد رئيس قوات التحالف الوطنية السودانية. وعلمت "الوسط" ان قوى المعارضة السودانية بحثت خلال مؤتمرها الذي تعثر انعقاده منذ العام 1994 في تعزيز استراتيجيتها لاسترداد الديموقراطية، واطاحة نظام الفريق عمر البشير الذي تسانده الجبهة الاسلامية القومية. ولوحظ ان المؤتمر حضرته للمرة الاولى جماعات منشقة عن العقيد قرنق، وقالت مصادر الحكومة السودانية ان افورقي يبذل جهوداً كبيرة لتوحيد القوى الجنوبية السودانية. وقال مؤيدون للحكومة إن الخرطوم سترد على هذه الخطوة بمساعدة مزيد من القادة الجنوبيين المنشقين. وكانت العلاقات بين السودان واريتريا قطعت في كانون الاول ديسمبر الماضي إثر اتهام اسمرا الخرطوم بتدريب عناصر تنظيم الجهاد الاريتري المتشدد، ومساعدتهم على التسلل لاثارة قلاقل لنظام أفورقي. ولوحظ ان السلطات السودانية التي يعتقد بأن لها عملاء داخل الاراضي الاريترية اعلنت غداة اعتقالها الصادق المهدي في 16 أيار مايو الماضي أنها أوقفته للتحقيق معه في شأن مخطط تخريبي قالت إن العميد عبدالعزيز خالد يدبره بمساعدة السلطات الاريترية. ولم يتضح بعد هل سيؤثر انعقاد مؤتمر المعارضة السودانية على وضع المهدي الذي ترفض السلطات السماح لافراد أسرته بمقابلته او معرفة مكان احتجازه. وذكرت مصادر ديبلوماسية ان القاهرة رفضت السماح للمعارضة السودانية بعقد مؤتمرها في مصر تفادياً لتوتر العلاقات مع السودان التي بدأت تتحسن ببطء منذ أن تولى الرجل القوي في قيادة الجبهة الاسلامية السودانية المحامي علي عثمان محمد طه منصب وزير الخارجية قبل بضعة أشهر. وحرص المعارضون على التكتم عن مداولاتهم في اريتريا، وقال أحد قادتهم العسكريين ل "الوسط" إن الزعماء السودانيين اتفقوا على أن يكون "بيانهم عملياً".