عن "منشورات غارنيت" البريطانية، وضمن سلسلة "كاتبات عربيات" التي تشرف على تحريرها الكاتبة والاكاديمية الاردنية الاصل فاديا فقير، صدرت الترجمة الانكليزية لأربع روايات هي "حجر الضحك" للّبنانية هدى بركات، "الوطن في العينين" للسورية حميدة نعنع، "عين المرآة" للفلسطينية ليانة بدر و"العربة الذهبية لا تصعد الى السماء" للمصرية سلوى البكر. بعيداً عن أي نزعة الى "الايكزوتيكية" يأتي هذا المشروع الطموح ليعرّف بأصوات نسائية مميزة من العالم العربي، وليسلّط الاضواء على حركة أدبية لا تزال غريبة عن عالم الثقافة الانغلوساكسونية. من هدى بركات التي تكتب لغة جديدة نابضة الى ليانة بدر التي تسلّط نظرة حنين الى عالم ينهار، مروراً بأدب التداعيات الثورية لدى نعنع وبواقعية سلوى بكر الغرائبية التي تجعلها تقف على حدة بين كاتبات جيلها في مصر والعالم العربي. يمكن التخمين ان الجغرافيا لعبت دوراً في اختيار هذه النصوص التي ستصبح، مثل اي رواية مترجمة، نافذة قارئها الاجنبي على كل ماينتجه العرب من قص حديث. واذا كانت المهارة الفنية شرطاً أساسياً في عملية الانتقاء، فماذا عن الولادة الحديثة؟ ثلاثة من هذه النصوص صدرت في التسعينات بينما نشرت حميدة نعنع روايتها أواخر السبعينات! والسؤال عن مدى اشتغال المترجم على نصه كي يغدو مستقلاً، له منطقه الخاص ومعادلته التي تقيم التوازن بين العمل ونسخته الاجنبية، يبقى برسم المستقبل القريب. لكن يبدو ان هذه الروايات أغوت ترجماتها بالذهاب بعيداً في البحث عن صياغات تضاهي الاصل بابتكاره، كما يدل الاكتفاء بالكلمة الاولى من عنوان رواية حميدة نعنع "الوطن في العينين" وإغفال الجملة الفعلية من عنوان رواية "العربة الذهبية لاتصعد الى السماء" لسلوى بكر. والأخيرة بنت السلالة "الشهرزادية" التي تنتمي اليها ايضاً رواية ليانة بدر "عين المرآة". ولا بد من الاعتراف بأن الخطاب الشعبي الذي استعانت سلوى بكر، والعفوية التي قطفت بها هدى بركات لهجة الناس العاديين وسخريتهم و اساطير حياتهم الرثة، تشكل عملية نقلهما الى لغة شكسبير مجازفة حقيقية لاينجو منها النص الجديد اذا آسر مترجمه الحرفية والامانة على التمرد ... والابداع.