معبود الكرة المصرية والده ثعلب وجده أسد . حازم إمام ل "الوسط": تأخرت في الظهور لأسباب فنية

اصبح حازم إمام معبود الجماهير المصرية قبل أن يُتمَّ مشوار الدوري ربع دورته، وهو لم يستأثر بحب جماهير الزمالك فحسب بل اكتسب ايضاً حب جماهير الاهلي وعشاق كرة القدم في مصر.
خطف حازم الأنظار خلال مسيرة المنتخب الاولمبي، وثبّت أقدامه كنجم بارز بعد تفوقه في مباراتي نيجيريا في الدور الاخير لتصفيات دورة الالعاب الاولمبية. تألق في لاغوس واحرز هدفاً، وبرع في مباراة العودة في القاهرة واحرز هدف السبق للفريق المصري قبل ان يعادل النيجيريون.
ومع بداية الدوري المصري سطع في الافق نجم له ألقه الخاص، فهو يتحرك بوعي، ويراوغ بذكاء، ويخترق صفوف المدافعين بسهولة ويهز الشباك من دون انفعال او عصبية.
والواقع ان حازم كانت له مشاركات في الموسم قبل الماضي، عندما كان الجوهري مدرباً للزمالك، فدفع به واعطاه الفرصة في بعض المباريات، ووضح خلالها ان امكانات عالية، ولكن كان يبدو ان شيئاً ما ينقصه، وقد اكتسبه في الشهور القليلة الماضية.
ونتيجة لتميزه ومهاراته العالية تلقى عرضاً للاحتراف في أحد الاندية الهولندية، ولكن والده الثعلب حمادة امام أقنعه بأن الفرصة ستكون افضل عندما يزداد نضجاً في الملاعب، لا سيما ان عمره لا يزيد على عشرين عاماً.
وحازم امام هو آخر جيل من عائلة امام، فوالده هو حمادة امام نجم الزمالك في الستينات، وقد اسهم مع لاعبي جيله ألدو وسمير محمد علي وأحمد رفعت وأحمد مصطفى ويكن وأبو رجيلة في صنع شعبية النادي الكاسحة.
أما جده فهو يحيى امام، ابرز من أنجبتهم ملاعب مصر في الثلاثينات والاربعينات وكان حارس مرمى مصر الاول لسنوات طويلة، وقد اطلق عليه لقب الأسد حينذاك.
والمتابع لعائلة إمام، يرى ان آخر العنقود ورث خلاصة الأب والجد، ولذا من المتوقع ان يكون مستقبله باهراً.
"الوسط" التقت حازم إمام ومعه دار هذا الحوار:
* هل تدين بالفضل لوالدك في تألقك في الملاعب، أم انك لم تعتمد على سمعته كواحد من أشهر نجوم الكرة في مصر؟
- والدي حمادة امام هيأ لي المناخ لكي امارس اللعبة التي نشأت على حبها، فمهد لي الطريق وشجعني وكان ولا يزال يصحح لي الاخطاء التي اقع فيها ويرشدني الى اللعب بالطريقة التي يراها احسن، وفي الوقت نفسه كنت ولا أزال اشعر ان اسم حمادة امام يلقي مسؤولية كبيرة على عاتقي، ويجعلني في حالة حذر دائم، لأن شظايا النقد لا تصيبني وحدي عندما اقصّر في مباراة، بل تصيب حمادة امام ايضاً.
* هل اختار والدك مركزك كمهاجم... اما انها مسألة مدرب؟
- والدي لا يتدخل في شؤوني عندما انزل الى الملعب، وهو لم يناقش اي مدرب اشرف على تدريبي بشأني فأنا في النادي مثلي مثل اي لاعب.
اما مركزي كمهاجم او لاعب وسط مهاجم، فقد جاء بالتوافق مع رغبتي وامكاناتي ومع آراء المدربين الذين لعبت تحت اشرافهم.
* باختصار... كيف كانت بدايتك مع الكرة؟
- البداية مبكرة جداً، فالكرة كانت أحد أفراد الاسرة وكان والدي وجدي يحيى امام يوطدان علاقتي بها سواء في البيت او في الشارع او في النادي، وعندما دخلت المدرسة ازداد ارتباطي بالكرة حتى اذا ما بلغت الثامنة التحقت بمدرسة البراعم، وتدرجت بفرق الناشئين الى ان لعبت للفريق الاول.
المدربون أصحاب فضل
* ومن هم المدربون الذين لعبت تحت اشرافهم، وكانوا اصحاب فضل عليك؟
- لكل المدربين الذين لعبت تحت اشرافهم فضل علي وهم الكابتن احمد مصطفى ومحمد توفيق وغانم سلطان وحلمي طولان. وبعدما لعبت بالفريق الاول كان من حسن حظي ان أتدرب على يد المدرب الكبير محمود الجوهري فقد اعطاني الفرصة الحقيقية التي ترجمتها مع المنتخب الاولمبي بقيادة المدرب الهولندي رود كرول وهو اختارني ايضاً للمنتخب الاول.
* ما هي آخر كلمة يقولها لك والدك قبل اي مباراة تلعبها؟
- اهتم بقدرتك على التركيز، وفكر قبل ان تلعب.
* وآخر كلمة لوالدتك الدكتورة ماغي؟
- ربنا يرجعك مبسوط، وسليم من اي اصابة.
* ما هو الحديث الذي يدور مع والدك عندما تلتقيان في المنزل؟
- كرة القدم على أهميتها لا تلغي سائر الاهتمامات العائلية انها جزء من حياتنا ولا يجوز للجزء ان يطغى على الكل.
* جدك حارس المرمى، بماذا ينصحك كمهاجم؟
- الكلام مع جدي لا يتوقف عن كرة القدم. وهو غير راض عن لاعبي هذه الايام كثيراً لأنهم يتكلمون اكثر مما يلعبون، ويحصلون على مزايا كثيرة جداً دون ان يمتعوا جماهيرهم، وهو لا يريدني ان اكون لاعباً عادياً، بل يريدني احسن لاعب في العالم، وهذا أمر طبيعي بحكم العلاقة بيننا. والواقع ان النصيحة التي يكررها لي هي هدوء الاعصاب داخل منطقة المرمى، وعدم التعجيل بأي حال من الاحوال... وأنا عندما اتلقى الكرة في منطقة الجزاء اتذكر كلمات جدي وأحاول ان أترجمها ميدانياً.
* وماذا ايضاً؟
- يرى جدي ان باستطاعة حارس المرمى ان يصد اي كرة متوقعة حتى لو كانت على بعد ياردات قليلة. اما الكرات المفاجئة فهي التي تربك اي حارس مرمى مهما بلغت عظمته.
* هل تتذكر هدفاً من هذا النوع؟
- اكثر من هدف، منها الكرة التي سددتها في مرمى المقاولين خارج منطقة الجزاء ولم يتوقعها فدخلت رغم انها ليست قوية.
* ماذا يجمع بينك وبين والدك؟
- أوجه الشبه كثيرة، لذلك كانت التسمية لنا واحدة، فقد لقبته الجماهير بالثعلب، ولقبتني انا بالثعلب الصغير.
* ربما لأنك ابنه؟
- بل لأن كلانا لعب مهاجماً، وكلانا يسدد الكرة بقدمه اليسرى وكلانا هداف وقناص.
رؤية الجوهري الثاقبة
* ماذا تعلمت من محمود الجوهري بصفة خاصة؟
- محمود الجوهري اسم كبير في عالم التدريب المصري العربي، وهو من افضل المدربين الذين استفدت منهم، وتقديري له ليس لأنه فتح امامي الباب على مصراعيه فقط، بل لأنه قائد بمعنى الكلمة، فهو أتاح لزملائي محمد صبري واسامة نبيه ومدحت عبدالهادي الفرصة نفسها وجميعهم نجحوا الى درجة عالية، وهذا اكبر دليل على ان رؤيته ثاقبة.
* من هو مثلك الأعلى؟
- حمادة إمام، فهو أب مثالي، وكان لاعباً مثالياً بمهاراته الفنية وأخلاقه.
* يقولون إنك موهوب فعلاً، ولكن لم تنضج بعد، فما تعليقك؟
- هذه حقيقة، لكنها حقيقة تبدو مؤلمة، فأنا بلغت العشرين عاماً وتجاوزتها قليلاً، ولم اشارك مع فريقي في الدوري بانتظام، الا هذا الموسم، علماً ان اللاعب بحاجة ماسة الى المباريات لكي تصقل مهاراته. لقد لعب والدي للفريق الاول بالزمالك وعمره حوالي سبعة عشر عاماً على غرار معظم ابناء جيله مثل طه اسماعيل والفناجيلي وصالح سليم الذي سبقهم بسنوات عدة، اما انا وابناء جيلي فيقولون عنا الشباب الواعد، وعموماً، لا بد لنا ان نضاعف جهودنا حتى نحتفظ بأماكننا سواء في النادي او المنتخب.
* ومتى تحترف؟
- المسألة نسبية، قلت انني لم أصقل مواهبي بعد لأنني اشتركت في المباريات منذ فترة وجيزة، وبالتالي لا يمكن ان احترف الا بعد ان اصل الى مرحلة النضج، وهذا أمر طبيعي. وبالمناسبة فقد لعبت امام اللاعب النيجيري الشهير "كانو" الذي يلعب في اياكس الهولندي. وهذا اللاعب ما كان ليأخذ فرصة الاحتراف في اكبر اندية هولندا لو لم يشق طريقه ويتألق في بلاده.
الاحتراف سابق لأوانه
* ولكن لماذا رفضت عرضاً للاحتراف في هولندا؟
- المسألة عرض وطلب. والعرض الذي جاءني لن يستفيد منه الا النادي الهولندي الذي أراد ان يشتريني ب40 الف دولار ليستثمرني بعد اشهر عدة او سنة، ويبيعني بمبلغ اكبر، وأعتقد انني استفدت من العرض الذي رفضته بعد ان علمت بأن مستقبلي يمكن ان يكون افضل اذا حرصت على مضاعفة الجهد.
* وهل الدوري هذا الموسم يمكن ان يفجر طاقاتك اكثر؟
- بكل تأكيد.
* كيف؟
- اذا اشتركت في اكبر عدد من المباريات.
* وماذا يمنع؟
- الاشتراك في المباريات ليس قراري وانما هو قرار الجهاز الفني بقيادة الكابتن احمد رفعت.
* احمد رفعت يشركك في كل المباريات؟
- نعم، وأتمنى ان احتفظ بمستواي لاستمر في اللعب.
* يقولون انك تلعب مع المنتخب الاولمبي افضل مما تلعب مع الزمالك فما رأيك؟
- في المنتخب يعتبرني كرول اللاعب الاساسي في مركز لاعب الوسط المهاجم الذي لا يقوم بدور دفاعي، اما في الزمالك فدوري لاعب وسط يراقب احد اللاعبين المنافسين وأنا لا أزال احاول ان اتعود اداء هذا الدور.
* لماذا لا توضح وجهة نظرك الفنية للمدير الفني؟
- لأن المدير الفني بكل بساطة يرى افضل مني.
* ولكنك تخرج في كل مباراة دون ان تكملها مع الزمالك؟
- ربما لأن المدرب يرى فائدة بتغييري، وأنا لا اسمح لنفسي بالخوض في أمور فنية.
* بصراحة، هل تعتقد ان النجوم الكثيرين الذين تعاقد معهم الزمالك أضروا بأبناء النادي، وأنت منهم؟
- قلت انني لا استطيع ان اخوض في موضوعات ليست من اختصاصي، والمؤكد ان ادارة النادي حريصة على الفريق وعلى ابناء النادي ايضاً.
بين الديبلوماسية والمثالية
* تبدو ديبلوماسياً ومثالياً؟
- انا لاعب في فريق، لست مدرباً حتى أتكلم على الامور الفنية، ولست مسؤولاً في مجلس الادارة حتى اتكلم على الامور الادارية. وفي النهاية اذا نجح الفريق الكروي فسينسب الفوز الى الادارة والجهاز الفني واللاعبين واذا لم يوفق لا قدر الله، فستكون هناك اخطاء لا يتحمل اللاعبون مسؤوليتها.
* انت ذكي جداً؟
- شكراً.
* هل ترضى بتسمية الزمالك فريق الاحلام؟
- كثرة النجوم جعلت هذه التسمية تنتشر.
* هل ترضيك؟
- انها مسؤولية كبيرة ولا سيما للنجوم الذين اشتراهم النادي.
* هل ستفوزون بالدوري.
- عدم فوزنا كارثة بكل معنى الكلمة.
* لماذا؟
- لأننا فريق الاحلام.
* والاهلي؟
- له كل الاحترام، ولكن المنطق يقول ان الزمالك لديه فرصة اكبر للفوز بالدوري.
* من سينافس الزمالك: الاهلي أم الاسماعيلي؟
- الاهلي له وضع متميز دائماً حتى لو كان في أسوأ حالاته، لذلك لا يمكن استبعاده من المنافسة... ومعه الاسماعيلي.
* من هو ابرز لاعبي جيلك؟
- محمد صبري.
* ومن جيل الثمانينات؟
- يعجبني دائماً محمود الخطيب، وحالياً يعجبني وليد صلاح الدين.
* احلى امنياتك؟
- ان يفوز الزمالك بالدوري والكأس.
* والمنتخب؟
- الظروف الحالية تجعلنا نميل الى عدم مطالبته بما هو فوق طاقته.